No Script

مجرد رأي

نزول الرئيس...

تصغير
تكبير
التواجد بين الناس والتحدّث إليهم مباشرةً بالنسبة للقياديين بغض النظر عن مراكزهم في الحكومة، لا سيما الحريصين منهم على الإنجاز، وسيلة تتمتع بقدرة كاشفة.

فالتواصل المباشر بين المسؤولين والمواطنين يتطلّب قدراً من الكفاءة والاطلاع. والمسؤول غير الماهر أو غير المقنع لن يحميه تجاهله للناس عن سهام انتقاداتهم لأدائه، فدائماً القيادي الواثق من نفسه هو من يقترب أكثر من أولويات المواطنين وليس من يبعد عنها.

هذا المشهد، جسّده سمو رئيس الوزراء الشيخ أحمد النواف بدقة كبيرة عندما فاجأ مراجعي مجمّع الوزارات قبل مسؤوليها بتواجده بينهم، يسمع منهم ويؤكد لهم أنهم خير معين للمسؤولين في تحقيق مصالحهم، وأن القانون يطبق على الجميع غصباً عن الجميع.


الشيخ أحمد، لا يحتاج إلى شو إعلامي، وهو سليل أسرة الحكم، ومن تربى في أحضان سعت دائماً إلى احتضان الشعب والانشغال بهمومه دون تكلف أو حواجز تمنع فزعته لقضاء حوائج أهل الكويت من أي موقع.

أراد الشيخ أحمد من خلال زيارته الميدانية تعزيز رسالة قوية للمسؤولين، مفادها باختصار بأنه يتوجب عليهم فتح قلوبهم وعقولهم قبل مكاتبهم للمواطنين، ينصتون إليهم جيّداً باعتبارهم الأكثر دراية بمعطلات أعمالهم.

زيارة الشيخ أحمد الميدانية لمجمّع الوزارات، وتحاوره مع بعض المراجعين، أعطى مفهوماً جديداً للمسؤول الحكومي، سواء أكان وزيراً أو أعلى أو أقل مرتبة، في أنه موظف لدى الشعب وليس فوقه ووجوده في مكانه من أجل تمكينهم وليس لتعطيلهم.

ولكي يكتمل المشهد نتمنّى ألا تشكل الصورة التي رسمها سموه في مجمّع الوزارات حالة فردية بل نهجاً مؤسسياً وثقافة شائعة وراسخة لدى جميع قياديي حكوماتنا، حيث يكون واقع المواطن من صُنع أيديهم، وليس كما يحلو للقيادي.

الخلاصة:

نحتاج إلى استنساخ نموذج الشيخ أحمد في جميع الوزراء سواء الحاليون أو المقبلون، لأن ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق التنمية الحقيقية اقتصادياً وبشرياً ومجتمعياً.

فتجارب الدول الناجحة أثبتت أن القيادي الناجح هو الذي يطبّق منهج: «أسرع مساعدة لمطالب الناس تأتي عبر مقابلتهم شخصياً والاستماع لهم وليس التعامل معهم من خلف الجدران».

الحديث القيادي المسؤول الذي أجراه الشيخ أحمد في مجمّع الوزارات ليس جرياً وراء شكليات تافهة أو موضة رائجة... إنما دعوة لتحفيز المسؤولين للاستماع الحقيقي إلى المواطنين بشكل مباشر والاندماج معهم ميدانياً.

أيضاً، هي دعوة لأعضاء الحكومة للتكيّف مع الواقع الجديد، بإدارة سياسية تنفيذية ذات برنامج ورؤية مستقبلية تتضمن القدرة على اتخاذ القرار، ومسؤولية التنفيذ.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي