الحرب في دونباس الأوكرانية على «مفترق طرق»

هدوء نسبي في منطقة دونيتسك
هدوء نسبي في منطقة دونيتسك
تصغير
تكبير

وصلت الحرب في شرق أوكرانيا، إلى مرحلة جديدة، بعد أن استنزفت القوات الروسية، بسبب الهجمات الطاحنة والمقاومة الأوكرانية التي عززتها في الأسابيع الأخيرة، قاذفات صواريخ بعيدة المدى قدمتها الولايات المتحدة.

ويهدف الأوكرانيون إلى إحباط الروس في الشرق والذهاب للجنوب بحثاً عن اختراق جديد، وفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال» التي وصلت هذه المرحلة من الحرب بـ «المأزق العنيف».

وفي منطقة لوغانسك (شرق) التي تشكل مع دونيتسك، إقليم دونباس، «تم صد هجمات العدو المتكررة»، وفق الرئاسة الأوكرانية. ويشكل الاستيلاء الكامل على دونباس الهدف الأول لروسيا.

وفي المنطقة نفسها، أشار رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية سيرغي غايداي الجمعة على «تلغرام»، إلى أن «الجنود الأوكرانيين دمروا قاعدة للمحتلين الروس» في بلدة كادييفكا الصغيرة.

وأكد أنّ «الضربة كانت قوية لدرجة أن 200 جندي مظلي» روسي قتلوا.

ولم يتسنّ التأكد من صحة المعلومات من مصدر مستقل.

وسمحت أنظمة صواريخ «هيمارس» بعيدة المدى التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا بضرب مستودعات الذخيرة ومواقع القيادة في العمق الخلفي، ما يعقد جهود إعادة الإمداد الروسية ويحد من قدرتها على تركيز المدفعية المدمرة على الخطوط الدفاعية الأوكرانية.

وقال مدير الدراسات الروسية في معهد أبحاث «سي أن إيه» في أرلينغتون - ولاية فيرجينيا، مايكل كوفمان، إن «الحرب الآن في مرحلة انتقالية حيث فقدت القوات الروسية الكثير من الزخم الذي كانت تتمتع به في السابق وتبدو ساحة المعركة ثابتة نسبياً».

والأربعاء، وعدت الولايات المتحدة بتقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا يبلغ مجموعها نحو 3 مليارات دولار، لكنها لم تشمل معدات مثل الدبابات وعربات القتال المدرعة التي تحتاجها لشن هجوم مضاد وإحراز تقدم.

في غضون ذلك، بدأت القوات الأوكرانية بحفر الخنادق تحت الأرض للحفاظ على المدن الاستراتيجية المتبقية تحت سيطرة الحكومة في منطقة دونباس الشرقية مستغلة توقف الروس عن التقدم.

وقال الرائد يوري بيريزا، في مركز قيادة كتيبة «دنيبرو-1» التابعة للحرس الوطني في ضواحي مدينة سلوفيانسك، «نحن في النقطة التي لم يعد بإمكان روسيا التقدم فيها، ولا يمكننا التقدم بعد».

وذكر جندي في كتيبة «دنيبرو-1» يشرف على جهود التحصين بين سلوفيانسك وباخموت، «كلما تعمقنا في الحفر، زادت احتمالية بقائنا على قيد الحياة».

وفي رسالة لمناسبة عيد استقلال، الأربعاء الماضي، كرر الرئيس فولوديمير زيلينسكي، تعهده بتحرير الأراضي التي استولت عليها القوات الروسية، بما في ذلك الشرق وشبه جزيرة القرم.

وقال النقيب سيرهي إيفاشينكو «الوضع أصبح أسهل لكن لا يمكننا أن ننسى أن هذا توازن هش للغاية».

وخلال القتال من أجل روبيجني في الشمال الشرقي، يوضح إيفاشينكو، «كانت القوات الروسية تطلق 100 قذيفة مدفعية مقابل كل خمسة قذائف نطلقها».

وتابع «لم نكن قادرين حتى على إخراج رؤوسنا من الخنادق... إنهم يطلقون قذائف تدمر ببساطة كل كائن حي وكل تحصين ثم يتقدمون إلى الأمام».

ومنذ انسحاب القوات الروسية من ضواحي كييف في نهاية مارس الماضي، تركزت المعارك أساسا في الشرق حيث تقدمت ببطء شديد قبل أن تشهد الجبهة جموداً، وفي الجنوب، حيث تشن القوات الأوكرانية، هجوماً مضاداً بوتيرة بطيئة جداً أيضاً.

وقال كوفمان: «إذا كان هناك فصل أو مرحلة أخرى في هذه الحرب، فمن المحتمل أن تكون مدفوعة بالأفعال الأوكرانية أكثر من الإجراءات الروسية».

وأضاف أن «السؤال الرئيسي هو ما الذي ستفعله أوكرانيا بعد ذلك»؟

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي