الذاكرة والغاز والتأشيرات... رهانات زيارة ماكرون للجزائر
وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى الجزائر، أمس، في زيارة من 3 أيام، محفوفة بالتحديات حول قضايا، أبرزها الذاكرة والحرب في أوكرانيا والغاز الجزائري والتأشيرات والأمن في منطقة الساحل، وليس أقلها تجاوز الخلافات التي طغت على ولايته الأولى.
وحطّت طائرة ماكرون، في مطار هواري بومدين في الجزائر العاصمة، برفقة وفد يضم 90 شخصاً، بينهم سبعة وزراء.
واستقبل الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون نظيره الفرنسي قبل التوجه إلى مقام الشهيد، الذي يخلّد ذكرى حرب الاستقلال عن فرنسا (1954 - 1962)، قبل مأدبة عشاء في القصر الرئاسي.
وتتزامن الزيارة مع الذكرى الستين لانتهاء الحرب وإعلان استقلال الجزائر عام 1962، لكن ماكرون قال إنه مصمم قبل كل شيء على توجيهها نحو «الشباب والمستقبل».
الهدف الرئيسي من الزيارة بالنسبة لباريس، هو طيّ صفحة الخلافات الأخيرة و»إعادة بناء» علاقة لا تزال مثقلة بأعباء الماضي.
وتعتبر الجزائر، أن زيارة ماكرون في مستهل ولايته الرئاسية الثانية، جاءت «للأهمية التي توليها باريس لتعزيز علاقاتها مع الجزائر كشريك استراتيجي له وزنه واعتباره، ولتقديرها للدور المحوري الذي تؤديه الجزائر في المنطقة» فضلاً عن «العودة القوية للديبلوماسية الجزائرية على الساحة الدولية».
ورغم تأكيد الرئاسة الفرنسية، أن الغاز الجزائري «ليس موضوع الزيارة» وأنه «لن يتم الإعلان عن عقود كبرى أو مفاوضات هامة»، إلا أن الوفد الفرنسي يضم المديرة التنفيذية لشركة «إنجي» العملاقة للطاقة كاترين ماكغريغور.
ويناقش الرئيسان خصوصاً الوضع في مالي حيث أنهى الجيش الفرنسي للتو انسحابه، والنفوذ الروسي المتزايد في إفريقيا.
وهذه الزيارة هي الثانية لماكرون إلى الجزائر منذ توليه الرئاسة، وتعود الأولى إلى ديسمبر 2017 في بداية ولايته الأولى.
وقد بدت حينها العلاقات واعدة مع رئيس فرنسي شاب ولد بعد عام 1962 ومتحرر من ثقل التاريخ، ووصف الاستعمار بأنه «جريمة ضد الإنسانية».
لكن الآمال سرعان ما تلاشت مع صعوبة توفيق ذاكرة البلدين بعد 132 عاماً من الاستعمار والحرب الدموية ورحيل مليون فرنسي من الجزائر عام 1962.
لكن الاعتذارات التي تنتظرها الجزائر عن الاستعمار لم تأت أبدا، ما أحبط مبادرات ماكرون وزاد سوء التفاهم.