No Script

ربيع الكلمات

تحديات الحكومة... الإصلاحية

تصغير
تكبير

بدأت الناس تستبشرُ بالخير من القرارات الإصلاحية الحكومية الأخيرة، والتي نتمنّى أن تستمر وتستكمل بقية هذه القرارات، حيث إننا تأخرنا كثيراً عن محيطنا في خطط التنمية، ولا شك أن هناك مجموعة من التحديات التي تواجه الحكومة في المرحلة المقبلة.

فأول هذه التحديات هو إدارة العملية الانتخابية بكل شفافية، ولعل هذا المطلب من أهم مطالب المطالبين بالإصلاح، ولعل الأحداث الأخيرة من تشدد الحكومة في منع إجراء الانتخابات الفرعية ومحاربتها بكل جد وحزم ومنع شراء الأصوات خير مثال على بداية النهج الحكومي الإصلاحي، علاوة على عدم استقبال الوزراء للنواب في مكاتبهم، ووجود خط مباشر الذي أعلن عنه وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عن استقبال ملاحظات وشكاوى وتظلمات المواطنين في ما يخص ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء والأمانة العامة لمجلس الوزراء والجهات التي يشرف عليها، دليل آخر.

التحدي الثاني، هو يجب أن يكون هناك تغيير شامل على المستويات كافة وفي صنع القرارات، وتأسيس مرحلة جديدة يتم من خلالها وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، والتوقف فوراً عن توزيع المناصب كهبات وعطايا ولكن تكافؤ الفرص بين المواطنين والأكفأ، ولدينا قوانين وتشريعات ولوائح وإجراءات أظن أنها كافية لتساعد في ذلك.

التحدي الثالث، هو إيجاد حل للموظفين الذين لم يتم إعطاؤهم كوادر، وهم الغالبية العظمى من موظفي الحكومة، خصوصاً التخصص والمجال نفسه، فمن غير المعقول والمقبول هذا التفاوت الكبير، فمثلاً تخصص مثل الهندسة لموظف حديث التعيين في إحدى المؤسسات المستقلة وبعض الجهات الحكومية يساوي ضعف راتب الوظيفة نفسها في بعض الوزارات، كل ذلك بسبب الزيادة التي لم تكن مبنية على أسس، وكانت المرتبات قبل 11 سنة تكلف الميزانية 3 مليارات دينار كويتي، أما الآن في 2022 فقد تجاوزت 12 مليار دينار، وذلك بسبب الكوادر التي تمت خلال السنوات الماضية.

التحدي الرابع، هو إشراك القطاع الخاص كشريك أساسي في عملية التنمية، حيث إن الحكومة ستكون عاجزة عن استقبال الخريجين والبالغ عددهم 450 ألف خريج وخريجة خلال السنوات المقبلة، يجب التفكير بهم من الآن حتى لا نزيد البطالة أكثر من الآن، والقطاع الخاص يمكن أن يستوعب الخريجين.

واليوم العالم أصبح أقل تشاؤماً بسبب بوادر انحسار جائحة «كورونا» بحمدالله تعالى، والتي عطّلت العالم بشكل مفاجئ، وأحدثت زالزالاً ما زالت ارتداداته إلى يومنا هذا، وأصبح العالم قبل «كورونا» يختلف عن ما بعده.

التحدي الخامس، أمام الحكومة هو أن لغة البرمجة ستغيّر الكثير من الأعمال، لذلك يجب أن نفهم احتياجات المستقبل، وذلك سيؤدي إلى تغيير سياسة الابتعاث سواء في البعثات الداخلية أو الخارجية وذلك وفق احتياجات سوق العمل، حيث إن لدينا طوابير من المهندسين الذين تخرّجوا في الجامعات الخاصة الداخلية أو البعثات وليس هناك أي احتياج في سوق العمل.

التحدي السادس، هو التفكير بجد بالاكتفاء الذاتي، سواء على مستوى الزراعة أو الصناعة، فلدينا العقول والإمكانات الكافية في ذلك، ويجب حث الشباب وتشجيعهم على العمل الحر والمشاريع الصغيرة، وتعظيم دور الجمعيات التعاونية أكثر، حيث أثبتت قدرتها في أزمة «كورونا»، إضافة إلى شركة المطاحن الكويتية والشركة الكويتية للتموين، حيث إنهما جواهر كويتية، والقائمون عليهما يعملون بكل إخلاص وجهد.

نتمنّى التوفيق للحكومة الجديدة، وتعويض التراجع السياسي والاقتصادي عن طريق تغيير الإدارة السابقة ما عدا المُجتهد منهم، وقت المجاملات يجب أن ينتهي، ومن المؤسف انشغال السياسيين بقضايا هامشية ما ضيّع الكثير من الأوقات.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي