«هولوكوست» عباس تغضب برلين وتل أبيب
«تطبيع كامل» للعلاقات الإسرائيلية - التركية
- تركيا «لن تتخلى عن القضية الفلسطينية»
- عباس يتهم إسرائيل بارتكاب «50 مجزرة... 50 محرقة»
- لابيد: كذبة وحشية والتاريخ لن يغفر له
أعلنت إسرائيل وتركيا، أمس، استئناف العلاقات الديبلوماسية بينهما بشكل كامل وعودة السفراء إلى البلدين، لكن أنقرة أكدت على الفور رغبتها في «مواصلة الدفاع» عن الفلسطينيين.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، أن حكومته ستستأنف العلاقات الديبلوماسية الكاملة، في أعقاب اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال في بيان «تقرر مرة أخرى رفع مستوى العلاقات إلى مستوى العلاقات الديبلوماسية الكاملة وإعادة السفراء والقناصل العامين».
وأضاف أن «إعادة العلاقات مع تركيا مكسب مهم للاستقرار الإقليمي ونبأ اقتصادي مهم جداً لمواطني إسرائيل».
وفي أنقرة، صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، بأن تركيا «لن تتخلى عن القضية الفلسطينية».
وأضاف أن «تعيين السفيرين إحدى خطوات تطبيع العلاقات. جاءت هذه الخطوة الإيجابية من إسرائيل نتيجة لهذه الجهود، وقررنا كتركيا أيضاً تعيين سفير لدى إسرائيل في تل أبيب».
وشهدت العلاقات تحولاً في الآونة الاخيرة بعد زيارة اسحق هيرتسوغ لتركيا في مارس الماضي، في أول زيارة لرئيس إسرائيلي إلى أنقرة منذ العام 2007.
وأعلن أردوغان، أن اللقاء يمثل «نقطة تحول في علاقاتنا».
وقام وزير الخارجية التركي بزيارة نادرة إلى القدس في نهاية مايو في إطار تحسين العلاقات الديبلوماسية.
في سياق آخر، استنكرت إسرائيل وألمانيا بشدة، أمس، تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، التي شبه فيها السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين بمحرقة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، متهماً الدولة العبرية بارتكاب «50 مجزرة... 50 محرقة»، ما دفعه إلى «توضيح» موقفه، قائلاً إنه «يعيد التأكيد على أن الهولوكوست هي أبشع الجرائم التي حدثت في تاريخ البشرية الحديث».
وتحدث عباس (87 عاماً) خلال وجوده في ألمانيا لمتابعة طبية الثلاثاء، مع المستشار أولاف شولتس، حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني - والتعاون الثنائي.
ورداً على سؤال في ختام مؤتمر صحافي مشترك عما إذا كان يعتذر نيابة عن الكوماندوس الفلسطيني الذي نفذ عملية احتجاز الرهائن في أولمبياد ميونيخ التي قتل فيها 11 رياضياً إسرائيلياً في العام 1972، تجنّب عباس، الردّ مباشرة، بل أجرى مقارنة مع الوضع الحالي في الأراضي الفلسطينية.
وقال «من العام 1947 حتى يومنا هذا، ارتكبت إسرائيل 50 مجزرة في 50 بلدة فلسطينية من دير ياسين لقبية للطنطورة وكفر قاسم وغيرها... 50 مذبحة، 50 هولوكوست، والى الآن، كلّ يوم، هناك قتلى على يد الجيش الإسرائيلي».
واستنكر الرئيس الفلسطيني أيضاً «الفصل العنصري».
ورأى شولتس، من جانبه، أن كلمة «فصل عنصري» ليست «وصفاً صحيحاً للوضع»، من دون أن يعلق على تصريحات عباس في شأن المحرقة.
وأمس، كتب المستشار، في تغريدة «أشعر بالاشمئزاز إزاء التصريحات المشينة التي أدلى بها» عباس، مضيفاً «بالنسبة لنا نحن الألمان بشكل خاص، أي تخفيف من شأن المحرقة أمر غير مقبول وأنا أدين أي محاولة لإنكار جرائم الهولوكوست».
وقال الناطق باسم الحكومة شتيفن هيبيشترايت إن رئيس ممثلية فلسطين في برلين استدعي إلى مقر المستشارية، مؤكداً أن تصريحات عباس «تضر بالعلاقات بين ألمانيا والسلطة الفلسطينية».
وواجه شولتس انتقادات، خصوصاً من المعارضة المحافظة وبعض وسائل الإعلام لعدم رده على الفور على تصريحات عباس في المؤتمر الصحافي الذي انتهى مباشرة بعد ذلك.
وقال زعيم المعارضة فريدريش ميرتس، إنه «كان على شولتس، أن يطلب من عباس مغادرة المبنى».
ويستخدم عباس عادة في كلامه عن إسرائيل، عبارة «مجازر جماعية» أو «فصل عنصري»، لكنه نادراً ما يتحدث عن «محرقة».
وفي القدس، كتب لابيد على «تويتر»، «اتهام محمود عباس إسرائيل بارتكاب 50 محرقة، وهو يقف على تراب ألمانيا، ليس عاراً أخلاقياً فحسب، هذه هي كذبة وحشية».
وأضاف «قُتل 6 ملايين يهودي في المحرقة، (بينهم) مليون ونصف المليون طفل، والتاريخ لن يغفر له».
وقال وزير الدفاع بيني غانتس «الذين يسعون إلى السلام (...) يجب ألا يشوهوا الواقع ويعيدوا كتابة التاريخ».
إزاء ذلك، أصدر أبومازن، الذي شكر ألمانيا على دعمها ودعوتها للاعتراف بدولة فلسطين، أمس، «توضيحاً» قال فيه إنه «يعيد التأكيد على أن الهولوكوست هي أبشع الجرائم التي حدثت في تاريخ البشرية الحديث».
وأضاف في بيان «لم يكن المقصود في الردّ (على سؤال) إنكار خصوصية الهولوكوست التي ارتكبت في القرن الماضي، فهذا مدان بأشد العبارات».
وتابع البيان الذي نشرته «وكالة وفا للأنباء»، أن المقصود بالجرائم التي تحدث عنها «المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ النكبة على أيدي القوات الإسرائيلية، وهي جرائم لم تتوقف حتى يومنا هذا».
وعقّب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتيه من جهته، قائلاً «لا ننكر المذابح التي تعرّض لها اليهود ولا ننكر الهولوكوست، ولكن ليس لأحد أن ينكر المذابح التي تعرض لها الشعب الفلسطيني».
من جانب ثانٍ، دعا ممثل الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية سفين كون فون بورغسدورف، إلى فتح «تحقيق نزيه» في جرائم مقتل 49 مدنياً فلسطينياً سقطوا خلال عملية «الفجر الصادق» على غزة.