No Script

مُدرجٌ على قائمة «إيسيسكو» للتراث الإسلامي وشاهدٌ على تاريخ البلاد

قصر نايف... تُحفة معمارية كويتية

تصغير
تكبير

- مساحته 28802 متر مربع ويضم 219 غرفة
- تاريخ القصر يرجع إلى ما يزيد على مئة عام

كونا - لا بد لزائر قصر نايف الكائن في قلب الكويت العاصمة أن يستشعر ويقرأ بوجدانه العميق عَبقاً من تاريخ هذه البلاد الطيّبة بكل ما تحفل به جدرانه وأروقته وفناؤه من أحداث ووقائع ماثلة في صفحات الأيام، أضحى معها القصر مَعلماً تاريخياً وتحفة من التراث الإسلامي بكل صور ومعاني الثبات والشموخ.

ففي سفر التاريخ الحديث للكويت والمنطقة، يبقى قصر نايف شاهداً حياً يروي للأجيال المتعاقبة حقبة زاخرة تربو على أكثر من قرن من الزمن، حتى تعدت صورة أبوابه المعنى الحرفي للكلمة لتفتح أبواباً متتالية في أفئدة أهل الكويت تسرد بحنين وإباء كل ما في جعبة تلك السنوات من سير شخصيات فذة، سطرت اسمها في سجل الوطن متجذرة في ذاكرته وأهله كما القصر ذاته بأهميته التاريخية والتراثية كأحد أهم القصور في العالم الإسلامي.

فعلى مساحة تقدر بـ 28802 متر مربع، يتصدر قصر نايف منطقة القبلة على مرتفع أو (صيهد نايف) الذي استمد اسمه منه آخذاً شكلاً مربعاً تحيط به 219 غرفة متفاوتة المساحات كان يستخدم بعضها مستودعات للأسلحة والذخيرة، والآخر مهاجع للحراس والمحاربين.

وأيضاً يشتمل القصر على فناء واسع يسمح بالتجمعات البشرية كما يتضمن مسجدا في الزاوية الشمالية بجانب بئر ويمكن مشاهدة الليوان الطويل أي الرواق في الجانبين الشمالي والشرقي على شكل أقواس وأعمدة على غرار القصور ذات المعمار الإسلامي القديم.

ويرجع تاريخ القصر إلى ما يزيد على مئة عام إذ بدأ بناؤه عام 1919 وأنجز في العام التالي في عهد حاكم الكويت الراحل الشيخ سالم المبارك الصباح،طيب الله ثراه، وكان القصر مجاورا لسور الكويت الثالث من الناحية الجنوبية مشيّدا على يد البناء المرحوم محمد سليمان البحوه الذي تولى أيضا بناء قصر السيف.

وخضعت مساحة قصر نايف للتوسعة وزيادة عدد غرفه لتلبية احتياجات القصر آنذاك، وفي عام 1950 جُدّد جزء منه ثم اتخذته مديرية الأمن العام مقراً لها آنذاك.

وقال ممثل الكويت رئيس لجنة التراث في العالم الإسلامي الدكتور وليد السيف، إن لجنة التراث في العالم الإسلامي المنبثقة من منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) أدرجت قصر نايف في دولة الكويت على قائمة التراث في العالم الإسلامي إدراجاً نهائياً خلال اجتماعها مطلع شهر يوليو الماضي.

مواقع كويتية على قائمة التراث الإسلامي

أكد السيف أن المواقع الكويتية الأثرية المسجلة نهائياً على قائمة التراث في العالم الإسلامي فضلاً عن قصر نايف، هي (كاظمة) و(القرينية) و(سعيدة) في جزيرة فيلكا، وهناك أربعة مواقع أخرى مسجلة على القائمة التمهيدية في قائمة التراث في العالم الإسلامي هي (أبراج الكويت) و(قصر الشيخ عبدالله الجابر) و(محمية مبارك الكبير) البحرية و(جزيرة بوبيان).

أحد أهم القصور بالعالم الإسلامي

وصف السيف إدراج قصر نايف بأنه «اعتراف بأهميته التاريخية والتراثية كأحد أهم القصور في العالم الإسلامي»، لافتاً «إلى رمزيته التاريخية والسياسية والثقافية والأثرية والمعمارية».

وذكر أن قصر نايف يظل شاهداً على روعة المعمار في الكويت خلال الربع الأول من القرن العشرين «بأسواره العالية وأبوابه الخشبية وساحته الكبيرة وأقواسه التي تزين المكان وتنبع منه الحياة لاسيما في شهر رمضان الكريم من خلال إحياء تقاليد مدفع الإفطار».

وقال إن فكرة إدراج قصر نايف على قائمة التراث في العالم الإسلامي تم طرحها على الشيخ طلال الخالد، عندما كان محافظاً للعاصمة والذي بدوره رحّب بالفكرة وقدم الدعم ليأخذ قصر نايف موقعه في خريطة التراث في العالم الإسلامي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي