وفاة أم و3 توائم... وأسرة فقدت 3 أشقاء في «الأحد الحزين»
السيسي يكلّف الجيش بترميم «أبوسيفين» والقاهرة ترفض «اتهامات الإخوان الخبيثة»
أصدر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مساء الأحد، توجيهات للهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بتولي عملية ترميم وإصلاح كنيسة أبوسيفين، في منطقة إمبابة، بعد تعرضها لحريق مروع قضى فيه 41 شخصاً، بينما شارك آلاف المشيعين في قداس جنائزي مؤثر في كنيسة مريم والملاك في محافظة الجيزة، للضحايا، وسط تحقيقات متواصلة حول تفاصيل الحادث الذي أدمى القلوب، ومحاولات «خبيثة» من فضائيات خارجية و«إخوانية» للإيحاء بأن خلفها «عمل إرهابي».
وودع المصريون خلال الساعات الماضية، ضحايا «الأحد الحزين» وبينهم أحد كهنة الكنيسة المحترقة، هو القمص عبدالمسيح بخيت، وسط تدابير أمنية مشددة.
ورداً على محاولات لإشاعة أن الحادث كان «عملاً إرهابياً»، قالت مصادر معنية، إن فحوصات الأدلة الجنائية وتحقيقات النيابة العامة، وتأكيدات القيادات الكنسية وشهادات الشهود تؤكد أن «خللاً كهربائياً» هو السبب الرئيسي والوحيد للكارثة.
وأضافت المصادر لـ «الراي»، أن مكتب النائب العام المستشار حمادة الصاوي، أكد أن شهوداً في موقع الحادث، قالوا إن سبب الحريق ماس كهربائي في جهاز لتوليد الكهرباء وجهاز تكييف.
وتابعت أن النيابة ندبت الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية لرفع الآثار وبيان سبب الحادث وكيفية وقوعه بالتفصيل، وسيتم الإعلان عن التفاصيل تباعاً.
وأكدت أن توجيه اتهامات بتأخر تحرك سيارات الإطفاء وأطقم الدفاع المدني وسيارات وأطقم الإسعاف «باطلة»، منددة بمحاولة جماعة «الإخوان» لتقليل الجهد الكبير الذي بذل مع التحرك السريع.
ولفتت إلى استجابة السلطات، وسرعة قيام رئيس الحكومة مصطفى مدبولي، على رأس وفد كبير من الوزراء المعنيين والقيادات الأمنية والدينية، بزيارة مقر الكنيسة والمصابين.
وتابعت أن مدبولي وفور وصوله إلى المكان، حرص على الصعود إلى الطابق الأخير في أعلى الكنيسة، حيث اندلع الحريق، مشيرة إلى مشاركة سكان المنطقة في عمليات الإنقاذ.
وأفادت مصادر أمنية، بأن قوات وسيارات الحماية المدنية تحركت إلى المكان خلال 5 دقائق، وخلال 10 دقائق، أطفأت النيران التي انتشرت «سريعاً»، وساعد على كثافتها «ضيق المكان»، وعدم وجود وسائل حماية أو طفايات حريق أو أماكن مخصصة للهروب وقت الأزمات.
وعن حالة مصابي الحريق، قال ناطق باسم وزارة الصحة إن إجمالي المصابين 14.
وأكد أن الحالات المصابة وضعها الصحي «مستقر»، باستثناء حالة واحدة، مشيراً إلى أن الساعات المقبلة ستشهد خروج عدد من المصابين.
ولفت إلى أن الفحوصات الطبية أثبتت أن غالبية حالات الوفاة كان سببها الاختناق بالدخان الناتج عن الحريق، باستثناء حالتين طاولتهما النيران.
وأضاف أن أول سيارة إسعاف وصلت إلى الكنيسة، بعد دقائق من تلقي إشارة أو اتصال بحصول الحريق، حيث بلغ إجمالي سيارات الإسعاف التي شاركت في إخلاء الضحايا 37 وتم نقل 55 حالة «وفاة وإصابة».
بدورها، أعلنت شركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء، أنها تلقت بلاغاً بوجود حريق في الكنيسة، وعقب البلاغ بخمس دقائق، تم فصل التيار الكهربائي من المحول الرئيسي، وتم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتأمين التغذية الكهربائية للمنطقة من خلال دفع فرق طوارئ لمقر الحادث للاطمئنان على صحة وسلامة التغذيات الكهربائية.
وقالت مصادر كنسية لـ «الراي»، إن القس بخيت رفض الهروب عند بدء الحريق، وشارك في إنقاذ عدد كبير من أطفال الحضانة والرعايا في الكنيسة، حتى لقي مصرعه نتيجة «كثافة الدخان».
وأضافت أنه من بين ضحايا الحريق، 3 أشقاء وهم، أبرام وبارثينيا وميريام تامر وجيه، و3 توائم، فلوبتير ومهرائيل ويوسف باسم أمير، بالإضافة إلى الأم.
وفي تحرك «رسمي» سريع، كلف السيسي الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بتولي عملية ترميم وإصلاح الكنيسة.
وقال بابا الإسكندرية تواضروس الثاني، إنه تلقى اتصالاً هاتفياً مساء الأحد، من رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة اللواء هشام السويفي، قدّم خلاله التعزية، وأكد أن الهيئة ستقوم سريعاً بإعادة إعمار الكنيسة المحترقة.