No Script

خواطر صعلوك

احذروا هذا الرجل الصغير!

تصغير
تكبير

الرجال ثلاثة أنواع... رجلٌ ينصت لك ويعي ما تقول ويخرج منك بأجمل المعاني فهو خليق بالصداقة، ورجلٌ يستمع إليك وينقل كلامك كما هو فهو خليق بالأمانة، ورجلٌ يسمعك ويصبغ كلامك بما في نفسه وخُبثِ حاله فهو خليق بالوضاعة والفُراق.

ودعني عزيزي القارئ أضرب لك مثلاً للأنواع الثلاثة وكيف يستمعون القول وكيف ينقلونه.

ربما يجتمع الثلاثة في جلسة واحدة، فتجد أخبثهم يرغب بشدة في أن يتحول اللقاء إلى جلسة نميمة عن صديق مشترك، فيسألك بشكل ملتوٍ أن تحكي له عن السيد «عبدالعزيز» مثلاً، وكيف تراه... فتخبره أن «عبدالعزيز جميل الروح والمحيا، ويتمتع بصفة المرح والصراحة، وهو محبوب من جميع أصدقائه، وأنه يعرف كيف يعيش أوقاته في جميع الظروف، وهو نشيط جداً، وملتزم وقد وضع كل جهده من أجل مهنته، إنه يحب عائلته وكريم مع زوجته كما ينبغي».

الرجل الأول ينصت، فيقول في نفسه إن عبدالعزيز لرجل نبيل وقد عرف كيف يرتب أولوياته في الحياة.

أما الرجل الثاني فيستمع، فيقول في نفسه إن عبدالعزيز لرجل كريم صريح ملتزم نشيط.

أما الرجل الثالث «النَّمام» لا يسمعك بهذا الشكل، ولا بتلك المعاني، بل يسمع بطريقة مراهقي المدارس الذين يعتقدون أن مدح أحدهم هو ذم لهم... فيسمع كتالي:

«إن عبدالعزيز لا يأخذ شيئاً على محمل الجدّ، وموهبته بجعل الجميع يحبونه جاءت من تصنعه المرح والابتسامة، وإنه كعبد لمهنته، فهو لا يفكر ابداً إلا بمصلحته في العمل، وهو خروف لزوجته ويدللها بشكل أعمى».

هذا الرجل الصغير تذهب به نواياه الخبيثة إلى معانٍ خبيثة، وهو لا يصلح لأن يكون صديقاً لأحد، وينبغي الحذر منه وعدم تصديقه في ما يقول... فالنمام لا أمان ولا أمانة له.

وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله...أبتر.

Moh1alatwan@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي