عملية الطعن تسلّط الضوء على انقسام في المجتمع الإيراني

سلمان رشدي «يتماثل للشفاء» والمهاجم يدفع ببراءته من تهمة القتل

هادي مطر لدى دخوله محكمة تشوتوكوا في نيويورك
هادي مطر لدى دخوله محكمة تشوتوكوا في نيويورك
تصغير
تكبير

أعلن أندرو ويلي، وكيل سلمان رشدي، أمس، أن الكاتب البريطاني «يتماثل للشفاء»، وذلك بعد يومين من تعرضه للطعن في بطنه ورقبته على يد شاب أميركي من أصل لبناني خلال مؤتمر في ولاية نيويورك.

وقال وكيل مؤلف رواية «آيات شيطانية» في بيان أرسل خصوصاً إلى صحيفة «واشنطن بوست» إن رشدي لم يعد يعتمد على أجهزة التنفس و»بدأ يتماثل للشفاء»، مشيراً إلى أن «جروحه خطيرة لكن حالته تتطور في الاتجاه السليم».

في المقابل، مَثُل منفذ الهجوم هادي مطر، أمام قاض في ولاية نيويورك، ليل السبت، حيث دفع ببراءته من تهمة «محاولة قتل» الكاتب البريطاني.

ومثل مطر (24 عاماً) مرتدياً بدلة السجناء مكبّل اليدين وواضعا كمامة، في جلسة إجرائية أمام محكمة تشوتوكوا، حيث يلاحق بتهمة «محاولة القتل والاعتداء» ولم يتفوه بكلمة، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» وصور نشرتها الصحافة المحلية.

واعتبر الادعاء العام، أن الهجوم على الكاتب الجمعة في مركز ثقافي في تشوتوكوا حيث كان سيلقي محاضرة، حصل عن سابق تصور. وقام المهاجم بطعن الكاتب البالغ 75 عاماً، عشر مرات على الأقل في العنق والبطن.

ودفع المشتبه به المقيم في ولاية نيوجرسي ببراءته من خلال محاميه وسيمثل مجدداً أمام المحكمة في 19 أغسطس.

وأثار الاعتداء صدمة شديدة وخصوصا في الغرب، حيث ندد الرئيس جو بايدن بـ«الهجوم الشرس» مشيدا بالكاتب «لرفضه الترهيب والإسكات».

إيرانياً، لجأ كثيرون إلى وسائل التواصل الاجتماعي، للتعبير إما عن غضبهم أو فرحتهم بالهجوم على رشدي، مع بعض نظريات المؤامرة التي تربط الهجوم، بمحادثات فيينا النووية.

وعبر العديد من الإيرانيين العاديين عن تعاطفهم، وأعلنوا على وسائل التواصل عن غضبهم من رجال الدين، بسبب إصدارهم فتوى في عام 1989 تحض على قتل رشدي. وفي 2019، أوقف «تويتر» حساب المرشد الأعلى السيد علي خامنئي بسبب تغريدة، جاء فيها ان الفتوى التي أصدرها آية الله الخميني، ضد رشدي «ثابتة ولا رجعة فيها».

ولم تدل السلطات في إيران، حيث تلقى رشدي تهديدات بالقتل منذ العام 1989 بسبب روايته، بأي تعليق علني. لكن وسائل الإعلام الحكومية المتشددة احتفلت بالهجوم بعناوين مثل «العمى أصاب الشيطان».

وجاء في صحيفة «جوان» المعروفة بخطّها المتشدّد، أمس، «لعلّ شابا مسلماً لم يكن قد أبصر النور عندما ألّف سلمان رشدي كتابه الشيطاني أراد الثأر منه».

وتطرّقت «جوان» إلى فرضية مؤامرة من تدبير الأميركيين، «في سيناريو مغاير مفاده بأن الولايات المتحدة تسعى على الأرجح إلى نشر رهاب الإسلام في العالم».

واعتبرت صحيفة «كيهان» أن الرئيس السابق دونالد «ترامب و(مايك) بومبيو (وزير خارجيته سابقاً) سيشعران بتهديد متزايد» باعتبار أنهما «المدبّران الرئيسيان لاغتيال اللواء قاسم سليماني».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي