ألوان

حول تلفزيون الكويت

تصغير
تكبير

يوجّه الكثير من الناس في المجتمع الكويتي سلسلة من الانتقادات، وأنا واحد منهم، ليس للنيل من شخص معين بحد ذاته لكنه نقد من منطلق الحب، كون الكويت هي الرائدة إعلامياً في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى تميزها عربياً وقد حصدت العديد من الجوائز في المهرجانات، كما أنها امتلكت العديد من الطاقات المبدعة التي جعلت الإعلام الكويتي المرئي في القمة سواء كانت تلك الطاقات من المواطنين الكويتيين أو من الإخوة العرب الذين كانت لهم بصمتهم عبر عقود من الزمن.

وصدقت المقولة من أن الوصول إلى القمة شيء صعب ولكن الأصعب هو المحافظة على البقاء فيها، وتلك مسألة بحاجة إلى توقف وتأمل وبحث من قِبل القائمين على وزارة الإعلام بشكل عام وعلى تلفزيون الكويت بشكل خاص، كون تلفزيون الكويت إلى تراجع رغم موازنته الكبيرة جداً.

والمشكلة أن بعض العاملين في تلفزيون الكويت يعتقدون أنه الأفضل خليجياً وعربياً بل انهم لا يتقبلون النقد بتاتاً وهذا ما حدث مع أحد القياديين في التلفزيون الذي تقاعد قبل سنوات قليلة.

وما زلت أتذكّر حادثة حصلت قبل ثلاثة عشر عاماً وكنا نجلس مساء كل يوم ثلاثاء في خيمة ربيعية في مبنى جمعية الصحافيين الكويتية إذ دخل ثلاثة من الشباب قال أحدهم إنه يعمل مخرجاً وكان يمتدح تلفزيون الكويت بصورة مبالغ فيها، فقال له أحد الزملاء الذين يعملون في القسم الثقافي والفني إن تلفزيون الكويت «دون المستوى» فما كان من هذا المُخرج إلا أن خرج غاضباً ثم اتصل بمسؤوله الذي صدّقه وقام بالاتصال بأمين جمعية الصحافيين الكويتية المرحوم بإذنه تعالى، الإعلامي فيصل القناعي، وقال له إن صحافياً وذكرَ اسمه قام بشتم المُخرج، فجاء القناعي وسأل الصحافي عمّا حدث بالضبط وكان هناك شهود فاستغرب القناعي من عقلية هذا المُخرج وعقلية بعض مسؤولي الاعلام!

ومثلما توجد برامج لا تليق بتلفزيون الكويت إلا أنه توجد بعض البرامج المتميّزة منها برنامج يحمل اسم «لغة الضاد» وهو من إعداد حمد العازمي وتقديم الدكتور صفية الزيد، ومن إخراج ناصر قاسم حيث إنه يغوص في أعماق اللغة العربية الجميلة بل إنه يسلّط الضوء على بعض المفردات العامية التي تعود أُصولها إلى العربية الفصحى، مع استدلال المقدمة من القرآن الكريم والشعر العربي.

وهناك برنامج «رحلة» تقديم خالد البناو، وإخراج حامد الصيرفي وهو برنامج ثقافي منوع، يقدم لفئة الشباب فرصة للتعرف على الموروث الشعبي في الكويت، كما أن البرنامج يتميّز بالإيقاع السريع إلا أن الإعداد ما زال دون مستوى الطموح.

ويأتي برنامج «الحياة فصول» إعداد سارة القليش ومعها عواطف الصباح، التي تقدّم البرنامج الذي قام بإخراجه زكريا الشواف الذي يناقش بعض القضايا الفكرية والاجتماعية من حيث إن إيقاع الحياة بات سريعاً، وكل شخص توجد لديه أولويات ينبغي أن يقوم بترتيب تلك الأولويات تبعاً لقناعاته، خصوصاً أن هناك أموراً أكثر أهمية ينبغي التركيز عليها في الحياة ثم الأقل أهمية حسب ترتيب الحياة الشخصية، كما تناول البرنامج ببعض الحلقات الضغط الجسدي والأعراض النفسية التي قد تتفاقم، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة تجاهل الضغوط كي لا تؤدي إلى بعض الأمراض.

وتناولت المذيعة قيمة العمل وقيمة السفر، مؤكدة أن القيم مختلفة بين شخص وآخر، ثم عرجت على العلاقة بين المسؤول في العمل والموظف وبين أفراد الأسرة والأصدقاء دون عوائق، حيث إن الرفض قد يؤدي إلى استنزاف الطاقة للإنسان وقد يكون الرفض غير منطقي، لذا لا بد من مراجعة النفس عن نسبة القبول في الحياة وتجاوز المواقف بهدف التعايش مع الآخر.

وتناول البرنامج بعض القيم في الحياة حيث تم التأكيد من قبل المذيعة أنها متغيّرة كل خمس سنوات، وأن القيم تتغيّر مثلما الحياة تتغيّر، ولا أتفق معها حيث إن بعض القيم لم ولن يتغيّر مهما كانت الظروف، لذا لا بد من مراجعة محتوى بعض البرامج قبل بثها مثل المسلسلات!

وما زال برنامج «دروازة» تقديم فهد العبد الجليل، وهو يقدم الكويت القديمة وطبيعة الحياة في المجتمع الكويتي وجزءاً من تاريخ الكويت، والجميل هو المعلومات التي يمتلكها المذيع وتنوع ضيوفه، إلا أن بعضهم دون مستوى الطموح خصوصاً أولئك ممن لديهم أيديولوجية وتطفل على الثقافة ومؤسساتها الثقافية!

وبناءً على ما تقدّم، هناك برامج بحاجة إلى إعادة نظر، حيث إن فكرة البرامج جيّدة، بيد أن الإعداد والإخراج بحاجة إلى تطوير أو أن المذيع بحاجة إلى دورات تطوير.

همسة:

ما زلنا ننتظر المزيد من إصلاحات وزير الإعلام.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي