No Script

قيم ومبادئ

مجلس الأمة حانوت الأعراض!

تصغير
تكبير

إنّ من بين دهاليز وسائل التواصل الاجتماعي قوماً لُدّاً قد دارت عليهم الأيام دورتها وسلبتهم المواهب التي يعيش بها أمثالهم من الشباب ممن وُلد مولدهم ونشأ في بيئتهم فضاقت عليهم سُبل العيش الكريم التي ما كانت لتضيق لولا أنّهم زاغوا فأزاغ اللهُ قلوبهم - ولو أن الله أبقى لهم - بعد أن سلبهم فضيلة العِلم والفهم مزية العمل الصالح والسيرة الصالحة، فلمّا لم يجدوا من سُبل العيش الكريم منفذاً ينفذون منه إلى حياة كريمة شريفة فتحوا حوانيت الأعراض من خلال مجلس الأمة للتجارة بالوطنية تارةً وبأعراض الناس تارةً أخرى ولكنهم سمّوها حرية رأي وممارسة ديموقراطية ولكن أكثر مفردات ألفاظهم ومضامين أفكارهم من تلك البضاعة أعراض الأشراف ورجال الدولة وأصحاب الجد من العمل الدؤوب ولكنهم سبقوهم إلى ميدان العمل لخدمة الكويت وأهلها وإلى فردوس السّعادة لقضاء حوائج الناس وتركوهم وراءهم يتأجّجون غيظاً لحرمانهم مما قسم الله لهم!

وإذا فتّشت عن كمائن نفوسهم فلن تجد غير الفوضى والهَرج ولا يتورّعون عن مبدأ (الغاية تبرّر الوسيلة)، بل هم كقُطّاع الطريق الذين يهاجمون كل مَن مرّ بهذا الطريق من السابقين واللاحقين، ويمكن أن يكون أمرهم سهلاً ومصيبتهم محتملة لو أنهم كشفوا عن أنفسهم بدلاً من دس رؤوسهم في الرمال ولكنهم في الحقيقة خفافيش البصائر مراؤون مخادعون يشتمون باسم الموعظة، ويقرِضون الأعراض باسم مكافحة الفساد، ويتهمون الأبرياء باسم النصيحة والغيرة الدينية، ويملأون فضاء الأرض والسماء كذباً وابتداعاً وتدليساً بتغريداتهم.

فقد ضاقت عليهم الوسيعة وضاقت عليهم أنفسهم، فتجدهم يروّجون عن أنفسهم بالنيل من شرف الشرفاء وتنغيص لذة السعداء بالأمن والأمان في هذه البلدة الطيّبة ويطلبون قوتهم من يد تلك الفئة الساذجة من المتنفذين التي لا تستطيع أن تفرّق بين شرف رسالة الإعلام الهادف والدخلاء من الذباب الإلكتروني وبين الكاتب والأكاديمي الذي يكتب ليقوّم معوجاً أو يُصلح مختلاً أو يكشف حقيقة خافية وبين الطابور الخامس الذي يدور مع الدينار والدولار دورة الحرباء مع الشمس صُعوداً وهبوطاً شرقاً وغرباً والذي لا يلذه شرب الماء إلا ممزوجاً بنبيذ الدماء!

ووالله لا أدري وإني لصادق مَن الذي أقامهم هذا المقام وعَهِد إليهم بهذه المهمة، ومن الذي خوّلهم النظر في شؤون الناس والفصل في قضاياهم وإحصاء حسناتهم وسيئاتهم، وما هم البررة الأتقياء الذين يصلحون أن يكونوا أمثلةً حسنةً في منازلهم عند أولادهم فيكونون قدوة صالحة في أمتهم، ولا بالصادقين المُخلصين الذين يُؤثرون الكويت على أنفسهم! ولا تجد للواحد منهم فضل الصانع في مصنعه، ولا التاجر في متجره، فضلاً عن الوزير في كرسيه، والمدير في إدارته فيصلح أن يكون حَكماً عليهم، وميزاناً ومعياراً لحسناتهم وسيئاتهم، ولو جمعت عيوب عوام الناس في كفة ووضعت في الكفة الأخرى عُيوبهم الجامعة للسفاهة والكذب والنميمة والتجسس وهتك الأعراض واتهام الأبرياء ورمي المحصنات الغافلات لثقلت كفتهم أمام كفة الذين يزعمون أنهم سيكشفون فسادهم ويقوّمون معوجهم!

كيف لا والرسول - صلى الله عليه وسلم- يقول في حديثه:

(لأعلمنّ أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بِيضاً، فيجعلها الله عزّ وجلّ هباءً منثوراً، فقال رجل يا رسول الله صِفهم لنا حتى لا نكون منهم، فقال: أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خَلوا بمحارم الله انتهكوها) يعني إذا جاءهم ناقل للأخبار التي فيها الفضائح والقبائح بدل أن يستر وينصح تجده يفضح ويفضح؟

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي