No Script

بوضوح

الفساد... وضعف الرقابة والمتابعة

تصغير
تكبير

العمل من أجل بناء الوطن ونهضته، ليس من خلال الشعارات الجوفاء، التي لا تأثير حقيقياً لها في عجلة التقدم، ولا قيمة لها في ظل ما يحتاجه الوطن من عمل وجهد وعطاء، وتفانٍ وحب وإخلاص، والسعي إلى تقديم كل ما من شأنه أن يعزز مكانته، ويرفع شأنه، فلقد مللنا الشعارات والكلام الأجوف والخطب الرنانة في حب الوطن، إننا نريد أعمالاً وأفعالاً لا أقوالاً.

لقد طفح الكيل، وبلغ السيل الزبى... ونحن نشاهد - خصوصاً في الآونة الأخيرة - انتشاراً للفساد، الذي أصبح ظاهراً للعلن، ما يتعين على الجميع التكاتف لإيقافه والحد منه.

فمن غير المعقول أن يتولى - مثلاً - أحد المسؤولين منصباً مهماً في قطاع مهم من قطاعات الدولة، من دون أن تكون له خبرة أو أنها منعدمة أصلاً، بالإضافة الى أن تخصصه لا علاقة له بالعمل الذي يقوم به، وفوق كل ذلك تجده متجاهلاً جميع القوانين واللوائح المعمول بها.

كما أنه من غير المعقول، أن يكون هناك موظفون في مواقع عملهم، لا هم لهم إلا الحصول على الإجازات والحوافز، في الوقت الذي يتجاهلون أو يتكاسلون في أداء أعمالهم المنوطة بهم، أو تركها لأشخاص آخرين، لا يقومون بها بالشكل المطلوب.

ومن غير المعقول أيضاً... أن نترك البيروقراطية تنخر في جسد العمل الرسمي، من دون أن نتصدى لها، وهذه البيروقراطية هي مناخ ملائم لنمو الفساد، لأنها تحبط الهمم وتوقف النمو، فيما تنعش النفوس المريضة للتكسب والتربح المبني على الفساد.

إن ألوان الفساد كثيرة، ولكن يجب التصدي لها بحزم وقوة، وعلى كل مواطن مخلص لبلده أن يكون يقظاً، لأن المسألة تتعلق بالحاضر والمستقبل.

وإزاء ذلك نقول: نسأل الله العظيم أن يوفق سمو رئيس مجلس الوزراء الموقر الشيخ أحمد النواف الصباح، في محاربة الفساد العميق واقتلاعه من جذوره ومحاسبة المسؤولين المتسترين عليه.

فالكويت الغالية تستحق منا الأفضل... وما يحدث من انتشار للفساد يجب أن يتوقف من خلال الإجراءات القانونية ومحاسبة كل فاسد مهما كان منصبه، ليكون عبرة لغيره، كما يجب أن نسعى جميعاً للقضاء عليه وتجفيف منابعه.

نسأل الله أن يحفظ الكويت وأميرها وولي عهده الأمين، وأهلها من كل مكروه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي