الحسينيات أحيت ثاني ليالي عاشوراء
الخطباء: احترام القانون حتى لا تسود الفوضى
أحيت الحسينيات مساء أول أمس ليلة عاشوراء الثانية، بحضور جمع غفير من كبار السن والشباب والأطفال والنساء، وحض الخطباء على التأسي بسيرة وثقافة أهل بيت رسول الله (ص)، كما دعوا إلى ضرورة احترام النظام والقانون، حتى لا يسود الهرج والفوضى حياة الناس.
وفي حسينية النجف الأشرف في منطقة الدعية، ارتقى المنبر الحسيني الشيخ الدكتور فاضل المالكي، الذي أكد أنه ومع بداية كل عام هجري جديد يبرز أمران، الأول، دعاء بداية الشهر، والذي يطلب فيه الأمن والأمان والعزة للمؤمنين والمؤمنات، والثاني استذكار استشهاد الإمام الحسين ومكانته، مشيراً إلى قول النبي «حسين مني وأنا من حسين»، وهي بذاتها تدل على أهمية النهضة الحسينية.
وقال المالكي إن الحسين لم يطلب السلطة بالسلاح والعنف، مؤكداً أن تغيير نظام الحكم بالسلاح ليس موجوداً بقاموس أهل البيت، كما أنه لم يثبت على النبي استخدام السلاح أو إجبار أحد على البيعة أو إكراه الناس على الإسلام.
وأضاف أن المطلوب من المواطن احترام النظام والقانون وإرادة الناس، لأن القانون الضامن، حتى لا يتسيد الهرج والمرج والفوضى الموقف، موضحاً أن الحسين أقدم بناء على طلب أهل الكوفة ورسائلهم، لافتاً إلى أن خروج الإمام الحسين من مكة هو احترام للحرم الشريف وتجنيب المسلمين القتال في مكة، فكانت كربلاء.
وفي حسينية آل ياسين في المنصورية، تحدث الخطيب الحسيني الشيخ باقر الصبيحاوي في محاضرته، عن إحياء شعائر الله وقضية استشهاد الإمام الحسين والدروس المستفادة منها. وتناول العديد من المحاور في حديثه، مستهلاً قوله تعالى: «ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب».
وأضاف الصبيحاوي أن كل شيء يتعلق بالله سبحانه يحتاج إلى تعظيم وجهد وتواصل وطاقة تبذل في سبيل ذلك وقوة ورغبة، وهذا ما أشار إليه الإمام زين العابدين عليه السلام في أحد الأدعية، عندما قال «اللهم اجعل قوتي في طاعتك ونشاطي في عبادتك ورغبتي في ثوابك وزهدي في ما يوجب علي أليم عقابك إنك لطيف لما تشاء».
كذلك حض الإمام علي عليه السلام، على ذلك في دعاء كميل بقوله «وهبني الجد في خشيتك والثواب بالاتصال بخدمتك، حتى اسرح إليك في ميادين السابقين».
وأوضح أن إقامة شعائر عاشوراء وإحياء مجالس محمد وآل محمد (ص) وكل عمل أو فعل محمود ويقرب إلى الله تعالى، يطلق على معنى الشعائر، ومن ذلك تعظيم المجالس الخاصة بأهل البيت.
ولفت إلى أن الإيجابيات الكثيرة في تعظيم شعائر الحسين عليه السلام، منها مبدأ الثقافة الفكرية من مقامات وأفعال أهل البيت عليهم السلام، وتعليم كلامهم وتعاليمهم ونشر الوعي والفكر البناء.