الدوحة أمدّت الاتحاد الأوروبي بـ 24 في المئة من حاجته في 2021
«كامكو إنفست»: ارتفاع أسعار الغاز ينعكس إيجاباً على قطر
- قطر تفوقت على أميركا لتتربع على صدارة مصدري الغاز المسال عالمياً
- 60 في المئة انخفاضاً بإمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا منذ يونيو 2021
أفادت شركة كامكو إنفست بأنه مع استمرار الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا، تواصل أسعار الغاز الطبيعي ارتفاعها في ظل تزايد شدة التقلبات ببداية النصف الثاني من العام، لافتة إلى أن الصراع يساهم في تعزيز حالة عدم اليقين تجاه إمدادات الغاز الطبيعي في أوروبا.
وذكرت «كامكو إنفست» في تقرير لها أنه على صعيد دول مجلس التعاون الخليجي، كان لارتفاع أسعار الغاز الطبيعي أصداء إيجابية، خصوصاً بالنسبة لقطر التي تعد من أبرز المصدرين على مستوى العالم للغاز الطبيعي المسال، موضحة أن قطر، التي استحوذت على 21 في المئة من حصة سوق صادرات الغاز الطبيعي المسال في 2021، برزت كأحد الدول الرئيسية التي يسعى الاتحاد الأوروبي لاستيراد المزيد من الغاز منها في الوقت الذي يتبارى فيه للعثور على مورّدين جدد وزيادة واردات الغاز الطبيعي المسال.
ولفت التقرير إلى أن الاتحاد الأوروبي استورد ما نسبته 24 في المئة من إنتاجه البالغ 77 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال في 2021 من قطر، متخطياً بذلك مستوى الامدادات الروسية (20 في المئة) وأقل قليلاً من المستويات المستوردة من الولايات المتحدة (26 في المئة).
وبيّن أن قطر أصبحت أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم في أبريل 2022، متفوقة على الولايات المتحدة بعد أن قفزت صادراتها من الغاز الطبيعي المسال إلى أعلى مستوياتها المسجلة في 5 سنوات إثر الانتهاء من أعمال الصيانة الموسمية لمنشآت الغاز وتراجع الطلب على وقود التدفئة في أميركا الشمالية وأوروبا، حيث بلغ إجمالي صادرات الغاز الطبيعي المسال في قطر 11.9 مليار دولار في أبريل مقابل 5.8 مليار دولار في الشهر نفسه من 2021.
وأوضح التقرير أن معظم صادرات الغاز الطبيعي المسال القطرية اتجهت إلى الصين تليها الهند واليابان، ومن المقرر أن تبدأ قطر المرحلة الأولى من مشروع توسيع حقل الشمال بعد الإعلان عن بعض الشركاء الرئيسيين الذين انضموا إلى المشروع، وهم تحديداً «شل» و«إكسون موبيل» و«كونوكو فليبس» و«إيني» و«توتال إنرجي».
وتخطط قطر في المرحلة الأولى لزيادة إنتاجها من الغاز بنسبة 43 في المئة من 77 مليون طن سنوياً إلى 110 ملايين طن سنوياً بحلول 2025، أما في المرحلة الثانية من المشروع، فتخطط قطر لزيادة إنتاجها من الغاز إلى 126 مليون طن سنوياً بحلول 2027.
للمرة الأولى
وذكرت «كامكو إنفست» أنه وللمرة الأولى على الاطلاق شهد شهر يونيو الماضي تجاوز شحنات الغاز الطبيعي التي استوردها الاتحاد الأوروبي من الولايات المتحدة تلك التي وصلت عبر خط أنابيب الغاز الروسي، عازية ذلك إلى المخاوف من عمليات الصيانة لخط أنابيب نورد ستريم 1 في يوليو.
ونوه التقرير إلى أنه خلال الأسبوع الثاني من الشهر الجاري، تم إغلاق خط أنابيب نورد ستريم 1 لمدة 10 أيام لإجراء أعمال الصيانة السنوية، لكنه استأنف الآن إمدادات الغاز إلى أوروبا، مشيراً إلى أن الخط ساهم في توفير ما يقارب 35 في المئة من واردات أوروبا من الغاز الروسي في عام 2021.
وأضاف: «كما ساهم الإغلاق المطول لمنشأة فريبورت للغاز الطبيعي المسال، ثاني أكبر محطة لتصدير الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة، في ارتفاع أسعار الغاز العالمية، إذ من المتوقع أن يتم إغلاق المصنع الذي تضرر بسبب حريق حتى أواخر 2022».
ووفقاً لصندوق النقد الدولي، فإن اضطراب إمدادات الغاز الطبيعي الروسي المتجه للاتحاد الأوروبي يثقل كاهل الاقتصادات الأوروبية، ومن المتوقع أن يكون له تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي، أما وكالة الطاقة الدولية، فتتوقع أن يشكل الغاز الطبيعي الروسي 25 في المئة فقط من إجمالي الطلب على الغاز الطبيعي في الاتحاد الأوروبي خلال 2022، فيما يعتبر إصرار دول الاتحاد الأوروبي على إيجاد موردين جدد للغاز الطبيعي أحد العناصر الرئيسية التي تبقي أسعار الغاز العالمية مرتفعة.
وبينت «كامكو إنفست» أن ذلك انعكس في انخفاض إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا بنحو 60 في المئة منذ يونيو 2021، في حين يواجه الاقتصاد العالمي أيضاً اضطرابات عديدة في أوجه الاستثمار والتجارة وسلاسل التوريد بسبب ذلك الصراع، ما قد يؤدي إلى تراجع النشاط الاقتصادي وارتفاع معدلات التضخم.
ارتفاع الأسعار يدفع دولاً للعودة إلى الفحم
أشار تقرير «كامكو إنفست» إلى توقعات وكالة الطاقة الدولية بتراجع الاستهلاك العالمي للغاز الطبيعي المسال في 2022 نتيجة لارتفاع أسعاره، على أن ينمو بوتيرة بطيئة خلال السنوات الثلاث المقبلة، فيما يدفع ارتفاع أسعار الغاز العديد من الدول للعودة إلى استخدام الفحم والنفط كمصادر أولية للطاقة.
وحسب البنك الدولي، ارتفعت الأسعار الشهرية للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة خلال يونيو الماضي بنحو 137.5 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى 7.67 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية مقابل 3.23 دولار لكل مليون وحدة في يونيو 2021، وكانت الأسعار في الولايات المتحدة قد بلغت أعلى مستوياتها الشهرية على الإطلاق في مايو الماضي، عندما بلغت في المتوسط 8.14 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية على خلفية زيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال بدعم من ارتفاع الطلب الأوروبي، إلا أن توقعات إدارة معلومات الطاقة الأميركية تشير إلى تراجع أسعار الغاز الطبيعي في النصف الثاني من 2022 بسبب توقع انخفاض الصادرات.