تشخيص هشاشة العظام... بـ «الذكاء الاصطناعي»
أثبتت تقنية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، نجاحها في التشخيص الدقيق لمرض هشاشة العظام، وفقاً لدراسة حديثة أجراها باحثون كوريون جنوبيون، ونُشرت نتائجها أخيراً في دورية «ريديولوجي أرتفيشال إنتلجنس» العلمية المتخصصة.
الباحثون الذين ابتكروا هذه التقنية الجديدة في مستشفى سيول الجامعي الوطني، قالوا إن هذه التقنية الجديد يمكن أن تساعد في معالجة المرضى مبكراً قبل حدوث الكسور لديهم، مشيرين إلى أنهم طوروا من خلال هذه التقنية الجديدة نموذجاً يمكنه تلقائياً تشخيص هشاشة العظام من خلال صور الأشعة السينية.
ونمطياً، يمكن الفحص المبكر لهشاشة العظام باستخدام تقنية تسمى قياس امتصاص الأشعة السينية ثنائي الطاقة، (DXA) وهو فحص لتقييم كثافة المعادن في العظام.
وهذا الفحص هو أداة مهمة للعلاج في الوقت المناسب ويمكن أن يقلل من مخاطر الكسور.
لكن لا تتوافر الماسحات الضوئية في كل المستشفيات؛ كما أن التكلفة المرتفعة نسبياً تحد من استخدامها للفحص ومتابعة ما بعد العلاج.
لكن في المقابل، تتوافر الأشعة السينية على نطاق واسع وتستخدم بشكل متكرر للعديد من المؤشرات السريرية في الممارسة اليومية.
على الرغم من هذه السمات، فقد تم استغلالها بشكل غير كاف نسبياً في إدارة هشاشة العظام لأن تشخيص هشاشة العظام باستخدام الأشعة السينية فقط يمثل تحدياً حتى بالنسبة لأخصائيي الأشعة ذوي الخبرة.
وبالنسبة لمرضى هشاشة العظام الذين يعانون من آلام عظام الورك على سبيل المثال، غالباً ما يقوم أخصائيو الأشعة بتقييم نتائج صور الكسور والشروخ فقط؛ على الرغم من أن صور الأشعة السينية تحتوي على مزيد من المعلومات حول صحة عظام المريض وعضلاته، غالباً ما يتم تجاهل هذه المعلومات أو اعتبارها أقل أهمية.
وقال الدكتور هي دونغ تشاي، الذي تولى الإشراف على تطور التقنية الجديدة: «تجمع التقنية الجديدة بين علم الأشعة، وسلسلة من طرق معالجة الصور وتحليلها للحصول على معلومات من الصورة، مع التعلم العميق، وهو نوع متقدم من الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن تدريب التعلم العميق ليقوم بالعثور على أنماط في الصور المرتبطة بالمرض».
ونجح الباحثون في تطوير نموذج الأشعة العميقة باستخدام ما يقرب من خمسة آلاف صورة شعاعية لعظام الورك من أربعة 4308 مرضى، وهي الصور التي تم الحصول عليها على مدى أكثر من عشر سنوات.
ويؤكد الباحثون أن التقنية الجديدة قد أثبتت قدرتها على تشخيص والتنبؤ بهشاشة العظام بدقة عالية من خلال صور الأشعة السينية.
ومن الثابت أن الأشخاص المصابين بمرض هشاشة العظام – الذي يصيب الهيكل العظمي يؤدي إلى ترقق العظام وإضعافها - يكونون أكثر عرضة للكسور، ما يؤدي إلى سوء جودة حياتهم وزيادة معدل الوفيات لديهم.
ووفقاً لإحصاءات مؤسسة هشاشة العظام الدولية، فإن واحدة من كل ثلاث نساء في جميع أنحاء العالم فوق سن الخمسين عاماً وواحداً من كل خمسة رجال يصابون بكسور ناجمة عن هشاشة العظام في حياتهم.
