حمد حاشوش الخالدي / تعيش الكلام وتكره الأفعال

تصغير
تكبير
مما لا شك فيه أن ظهور النفط انتشلنا من قسوة المعيشة وندرتها والاعتماد على مصادر، أحدها كان أساسياً في المعيشة، لكن لم يكن ذلك المصدر مصدراً للأمان ولم يكن طريقاً مفروشاً بالورود، ألا وهو الغوص على اللؤلؤ، فضلاً عن الحياة البرية المتواضعة المتهالكة، ناهيك عن الطبيعة التي طبعت في نفوس البشر مرارتها وتمردها.

وبعد أن من الله عز وجل على هذا البلد الطيب بنعمة النفط ودارت رزنامة الزمن ومازالت تعتمد البلاد في دخلها على النفط من دون أن يكون هناك أي مصدر آخر سواء كان زراعة أو صناعة، وكما هو معروف فإن النفط مادة تُستهلك ولابد أن يأتي اليوم الذي ينضب فيه النفط.

إن هناك الكثير من بدائل النفط. وحسب ما أوردته «الشبكة الوطنية الكويتية» في موقعها على شبكة الإنترنت بتاريخ الحادي والعشرين من يوليو 2007 فإنه «من البدائل النظيفة التي يبحث عنها العالم وعمل بها، فعلياً، بعض الأمم ولو على نطاق محدود ولكنه يبشر بالتوسع المستمر, الطاقة الشمسية التي يعتمد عليها الآن أكثر من خمسة وثلاثين مليون منزل في الصين لتسخين المياه. وفي الجزائر أيضاً هناك مشروع لاستثمار الصحراء الجزائرية في إقامة مصانع لتوليد الطاقة من الشمس وتصديرها لأوروبا, وهي بدأت بالفعل العمل بهذا المشروع والمتوقع أن تنتج في العام 2010 ما قدره 500 ميغاوات من الطاقة المزدوجة (الغاز والشمس)، وهذه ستكون مرحلة أولى لتغذية الداخل الجزائري وسيكون للبعد الأوروبي مكان بالخطة الجزائرية وأيضاً تعمل الجزائر على التخلي عن الغاز مستقبلاً وستكتفي بمصدر الشمس وحيداً. حتى أن بريطانيا قررت التخلص من الطاقة النووية، والتي توفر لها ربع الطاقة الكهربية التي تحتاجها وستستعيض عنها بطاقة الرياح والأمواج, وهناك دراسات كثيرة تتحدث عن الخطوات العملية التي اتخذتها بعض البلدان الأخرى السائرة على تطوير نفسها بهذا المجال مثل الفيليبين وتايلند والمكسيك وجنوب أفريقيا وغيرها».

حينما تتوافر لديك الإمكانات والعوامل المساعدة كافة يصبح بذلك طريقك ممهداً لتنال ما تصبو إليه. أما ما نراه ونعيشه الآن في ظل توافر النفط فهو الاعتماد الكلي على هذا المصدر في بلد منحه الله الموارد الطبيعية المتنوعة، والطامة الكبرى لا تفقه كيف تستغل بقية الموارد أو ماذا تفعل بها، لأنها خاملة لا تفعل شيئاً ولا تساوي شيئاً وتعيش على هامش التاريخ كما أنها تعيش الكلام وتكره الأفعال.





حمد حاشوش الخالدي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي