قمة بين خادم الحرمين وبايدن... ومحادثات موسّعة برئاسة محمد بن سلمان والرئيس الأميركي

السعودية والولايات المتحدة... تعزيز الشراكة الاستراتيجية

تصغير
تكبير

- دور محوري للشراكة في تعزيز الرخاء والاستقرار في المنطقة
- البلدان يتشاركان الرؤية ذاتها نحو منطقة مترابطة مع العالم يسودها الاستقرار
- التزام أميركي قوي ودائم بدعم أمن المملكة... وتوسيع التعاون قبل الحوار الاستراتيجي السنوي
- تسهيل قدرة السعودية على الحصول على جميع الإمكانات للدفاع عن شعبها وأراضيها
- بايدن:
- قوات حفظ السلام بما فيها القوات الأميركية ستغادر جزيرة تيران في البحر الأحمر
- السعودية ساهمت في تثبيت ودعم الهدنة في اليمن واتفقنا على تعميقها وتمديدها
- أميركا لن تترك فراغاً في الشرق الأوسط لروسيا والصين
- الأميركيون سيرون أسعاراً أفضل للوقود في المحطات خلال أسبوعين

اتفقت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة على أهمية الاستمرار في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بينهما، بما يخدم مصالح حكومتي وشعبي البلدين، وأكدتا على الدور المحوري لهذه الشراكة التاريخية في تعزيز الرخاء والاستقرار في المنطقة.

وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأميركي جو بايدن أن «الشراكة السعودية - الأميركية كانت حجر الزاوية للأمن الإقليمي على مدى العقود الماضية»، وشددا على أن «البلدين يتشاركان الرؤية ذاتها نحو منطقة مترابطة مع العالم يسودها الأمن والاستقرار والازدهار».

جاء ذلك في «بيان جدة» المشترك الذي صدر في أعقاب المحادثات بين البلدين، والتي شملت لقاء قمة بين خادم الحرمين والرئيس الأميركي، ولقاء آخر بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وبايدن، واجتماعاً موسعاً بمشاركة وزراء من البلدين.

وذكر البيان المشترك أن الجانبين استعرضا العلاقات التاريخية والشراكة التي تأسست منذ ما يقرب من ثمانية عقود باجتماع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ طيّب الله ثراه - مع الرئيس فرانكلين روزفلت على متن البارجة يو إس إس كوينسي.

وأكد بايدن «التزام الولايات المتحدة القوي والدائم بدعم أمن المملكة العربية السعودية والدفاع عن أراضيها، وتسهيل قدرة المملكة على الحصول على جميع الإمكانات اللازمة للدفاع عن شعبها وأراضيها ضد التهديدات الخارجية».

وقرّر الجانبان توسيع وتعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات التي نوقشت، وذلك قبل الحوار الاستراتيجي السنوي المقبل بين البلدين الذي سيعقد في المملكة في وقت لاحق من العام الجاري.

وكان خادم الحرمين قد التقى الرئيس الأميركي بحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في قصر السلام بجدة، حيث جرى استعراض العلاقات التاريخية بين البلدين، وسبل تعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين في شتى المجالات.

كما عقد الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي جلسة محادثات رسمية، وترأسا اجتماعاً موسعاً للجانبين.

وفي تصريحات للصحافيين، قال الرئيس الأميركي إنه أجرى محادثات مهمة مع خادم الحرمين وولي العهد، مشيراً إلى أن «قوات حفظ السلام الدولية بما فيها القوات الأميركية ستغادر جزيرة تيران في البحر الأحمر حيث كانت منذ أكثر من 40 عاماً، ما سيساهم في تطوير هذه المنطقة للاستثمارات والسياحة».

وشدد على أن «السعودية ساهمت في تثبيت ودعم الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة في اليمن»، وانه تم الاتفاق مع القيادة السعودية على «تعميق الهدنة وتمديدها».

وأضاف: «ناقشنا احتياجات السعودية الأمنية للدفاع عن المملكة لدرء التهديدات الحقيقية من إيران وأذرعها».

وتابع: «لقد عقدنا اتفاقات في شأن علاقتنا خلال العقود المقبلة حيث ستسثمر السعودية في تكنولوجيا جديدة للحصول على شبكات الجيل الخامس»، مؤكداً أن واشنطن لن تترك «فراغاً في الشرق الأوسط لروسيا والصين».

كما أشار إلى أنه ناقش مع السعودية «ملف أمن الطاقة»، مضيفاً «أجرينا محادثات جيدة في ما يتعلق بضمان أمن الطاقة، وأفعل كل ما بوسعي لزيادة إمدادات النفط لأميركا»، مشيراً إلى أن «السعودية ستشاركنا في مبادرة الطاقة النظيفة».

وتوقع أن يرى الأميركيون أسعاراً أفضل للوقود في المحطات خلال «أسبوعين آخرين»، وجدد هجومه على مزودي الوقود قائلاً: «سنرى المزيد عندما نرى المحطات تبدأ في خفض أسعارها بما يتفق مع ما يدفعونه مقابل النفط».

أبرز نقاط البيان المشترك
في ما يلي أبرز النقاط في البيان المشترك السعودي - الأميركي الذي صدر عقب المحادثات بين البلدين:

• التزام الولايات المتحدة القوي والدائم بدعم أمن المملكة والدفاع عن أراضيها، وتسهيل قدرة المملكة على الحصول على جميع الإمكانات اللازمة للدفاع عن شعبها وأراضيها ضد التهديدات الخارجية.

• إشادة بتمديد صلاحيات التأشيرات السياحية والعمل لمدة 10 سنوات لتشجيع العلاقات بين الشعبين والتعاون الاقتصادي.

• ترحيب أميركي بترشح المملكة لاستضافة معرض إكسبو العالمي في 2030، وهو العام المهم الذي سيأتي تتويجاً للبرنامج الإصلاحي لرؤية «المملكة 2030».

• ترحيب بزيادة استثمارات القطاع الخاص الأميركي في المملكة، وكذلك زيادة الاستثمارات السعودية في القطاع الخاص الأميركي بما يحقق مصالح البلدين.

• ترحيب أميركي بترتيبات المملكة في شأن خروج القوة متعددة الجنسيات والمراقبين (MFO) من جزيرة ثيران، بما في ذلك خروج القوات الأميركية الموجودة هناك كجزء من مهمة القوة، مع الحفاظ على جميع الالتزامات والإجراءات القائمة في تلك المنطقة واستمرارها.

• تعزيز التعاون في جميع مجالات استكشاف الفضاء، بما فيها رحلات رواد الفضاء، ورصد كوكب الأرض، والتطوير التجاري وفي مجال الأنظمة والاجراءات، والسلوك المسؤول في الفضاء الخارجي.

• تعزيز تطبيق تقنية الجيل الخامس (5G) باستخدام شبكات الراديو المفتوحة، وتمكين تطوير الجيل السادس (6G) عبر تقنيات مشابهة، وتعزيز الشراكة في مجال البنية التحتية السحابية والتقنيات ذات الصلة.

• ترحيب أميركي بإعلان السعودية فتح الأجواء لجميع الناقلات الجوية التي تستوفي متطلبات الهيئة العامة للطيران المدني لعبور أجوائها، في إطار حرص المملكة على الوفاء بالتزاماتها المقررة بموجب اتفاقية شيكاغو 1944 والتي تقتضي عدم التمييز بين الطائرات المدنية المستخدمة في الملاحة الجوية الدولية، الأمر الذي سيعزز التواصل الجوي العالمي ويساعد في ترسيخ مكانة المملكة كمركز عالمي يربط بين أفريقيا وآسيا وأوروبا.

• تأكيد مشترك على أهمية مواجهة الإرهاب والتطرف العنيف والتزامهما المستمر بمواجهة تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، ووقف تدفق المقاتلين الأجانب، ومكافحة الدعاية المتطرفة العنيفة، وقطع قنوات تمويل الإرهاب ملفات عربية ودولية.

• دعم مشترك للهدنة في اليمن وتشديد على أهمية استمرارها وإحراز تقدم لتحويلها إلى اتفاق سلام دائم.

• الحفاظ على حرية حركة التجارة عبر الممرات البحرية الدولية الاستراتيجية لا سيما باب المندب ومضيق هرمز.

• ردع تدخلات إيران في الشؤون الداخلية للدول، ودعمها للإرهاب من خلال المجموعات المسلحة التابعة لها، وجهودها لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، وتأكيد على أهمية منع إيران من الحصول على سلاح نووي.

• التزام بحل الدولتين، بحيث تعيش دولة فلسطينية ذات سيادة ومتصلة جغرافياً جنباً إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل، وترحيب بالجهود التي تسهم في الوصول إلى سلام عادل وشامل في المنطقة.

• دعم سيادة لبنان وأمنه واستقراره، والقوات المسلحة اللبنانية التي تحمي حدوده وتقاوم تهديدات المجموعات الإرهابية، وتأكيد على أهمية تشكيل حكومة لبنانية، وتنفيذ إصلاحات شاملة.

• التزام بالحفاظ على وحدة سورية واستقرارها ووحدة أراضيها، ودعم جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي للنزاع.

• ضرورة دعم أمن أفغانستان والتصدي للتهديد الذي يشكله الإرهابيون المتمركزون فيها، وتشديد على أهمية مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية لها.

• دعم الشعب الليبي في الوقت الذي ينخرط فيه في العملية السياسية بوساطة الأمم المتحدة، للتحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن.

• التزام بتقديم المساعدات الإنسانية الحيوية للشعب الأوكراني، وضمان تصدير الحبوب والقمح من دون عوائق، للتخفيف من حدة الأزمات الغذائية العالمية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي