ألقى كلمة الكويت في قمة جدة ممثلا لسمو الأمير
سمو ولي العهد: الأوضاع في المنطقة تتطلب منا المزيد من التنسيق والتشاور
أكد سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد أن الأوضاع في المنطقة تتطلب منا المزيد من التنسيق والتشاور، مشيرا إلى أن العلاقات الخليجية الأميركية شهدت إنجازات كبيرة.
وأضاف خلال كلمة الكويت في قمة جدة للأمن والتنمية أنه تربطنا وحدة مصير مع الأردن ومصر والعراق.
وزاد سموه «أؤكد بكل ثقة على أننا في مجلس التعاون ماضون في مساعينا الحميدة نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة».
ودعا سموه إيران للتعاون مع الوكالة الذرية ومع دولنا والعالم بما يساهم في جعل منطقة الخليج والشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، مع وجوب الحد من تهديد أمن الممرات الملاحية.
وشدد سموه «على الجميع أن يتحد صفا واحدا لنبذ الخلافات وتجاوز الأخطار المحيطة بنا».
وقال سموه في كلمته:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
خادم الحرمين الشريفين الأخ العزيز الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود،،،
فخامة الرئيس جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأميركية الصديقة،،،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،،
أصحاب المعالي والسعادة،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
يسرني في البداية ونحن في رحاب مدينة جده البوابة الرئيسة لدخول أعظم بقعه على وجه الارض.. مكة المكرمة ان نمثل حضرة صاحب السمو امير دولة الكويت المفدى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه ويطيب لي ان انقل لكم تحياته الأخوية لأشقائه ولأصدقاء دولة الكويت من أصحاب الجلالة والفخامة والسمو وتمنياته لهم بالتوفيق والسداد وللقمة الميمونة كل النجاح.
كما يسرني أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة حفظه الله ورعاه ولأخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية الشقيقة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع وإلى حكومة وشعب المملكة الشقيقة على حسن الإستقبال وكرم الضيافة والإعداد المتميز لإستضافة هذه القمة الرابعة والهامة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وصديقتها الولايات المتحدة الأميركية والتي تجمعنا بها علاقات تاريخية وروابط عميقة ومصالح استراتيجية مشتركة لاسيما في ظل هذه الظروف والتحديات الاستثنائية التي تمر بها المنطقة من تحديات سياسية واقتصادية وأمنية متعددة ومتسارعة أصبحت تتطلب منا جميعا المزيد من التشاور والتنسيق والتعاون والتفاهم لمواجهتها عبر بناء تصورات واضحة ومعلنة سعيا لتحقيق غاياتنا المشتركة ولتعزيز متطلبات الأمن والإستقرار في هذه المنطقة الحساسة من العالم ولهذا التجمع المبارك لدول الخليج العربية الشقيقة وحليفها الاستراتيجي الولايات المتحدة الأميركية الصديقة بشكل خاص. ولدول عربية شقيقة نجتمع معها اليوم وتجمعنا بها رؤى مشتركة ووحدة مصير وأمن شامل وهي المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة وجمهورية مصر العربية الشقيقة وجمهورية العراق الجار الشقيق.
ويسعدني الترحيب بفخامة الرئيس جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأميركيةالصديقة ترحيبا اخويا خاصا لزيارته التاريخية والاولى لمنطقة الشرق الأوسط ومشاركته الكريمة في أعمال القمة الاستراتيجية مستذكرا وبكل فخر واعتزاز ما وصلت إليه علاقاتنا المشتركة نحن دول الخليج العربية الشقيقة والولايات المتحدة الأميركية الصديقة من إنجازات ملموسه في مختلف المجالات وما يعكسه ذلك من عامل محفز لمواصلة جهودنا لدعم المصالح الاستراتيجية بين الجانبين.
وهنا لا يسعنا إلا أن نستذكر قيادة وشعبا ببالغ التقدير والعرفان الدور البارز الذي قامت به الولايات المتحدة الأميركية قيادة وحكومة وشعبا في التصدي للعدوان ورد الطغيان في ملحمة لن ينساها التاريخ جنبا إلى جنب مع إخواننا دول مجلس التعاون وعلى رأسهم الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية والدول العربية الشقيقة والصديقة وكافة الشعوب المحبة للحرية والسلام في عملية تحرير دولة الكويت من غزو النظام العراقي الغاشم البائد عام 1990.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي،،،
تفتخر دولة الكويت بانتمائها إلى هذا التجمع المبارك ألا وهو مجلس التعاون لدول الخليج العربية وبما حققه هذا الكيان الاخوي المتين من إنجازات مشهودة ولسنوات عديدة تزيد عن عقود اربعه عبر فيها الاشقاء الاعضاء في مجلس التعاون بلحمة الدم والنسب والدين ووحدة المصير الى بر الامان محققين النهضة والإزدهار لشعوبها متضامنين في قضاياها المشتركة ومتفاهمين برؤية وعمل مشترك مسطرين نموذجا راقيا في الإتفاق والإختلاف دون الخلاف اوفياء لوطنهم محبين لشعوبهم ليصلوا بذلك إلى احترام العالم اجمع لهم ولشعوبهم.
واسمحوا لي أن أؤكد وبكل ثقة على أننا في مجلس التعاون لدول الخليج العربية ماضون في مساعينا الحميدة نحو تعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية الصديقة وذلك استنادا إلى إيماننا المطلق بضرورتها وأهميتها في ظل احداث تستوجب الإتحاد والتكامل والتقارب لا التباعد والتجمع لا الإنفراد والتكاتف لا الإنعزال.
وإننا نتابع عن كثب مستويات التعاون الخليجي الأميركي والتي شهدت نموا متميزا يدفعنا إلى مواصلة بحث سبل تطويرها للارتقاء بمقومات التعاون الخليجي الأميركي على كافة الاصعدة والمجالات.
وفي هذا الصدد فإننا في دول مجلس التعاون نأمل بأن تكون هذه القمة بداية انطلاقة جديدة لمعالجة قضايا المنطقة التي استغرقت عقودا طويلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية داعين للعمل على إنجاح مسيرة السلام الدائم والشامل وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ودعم حق الشعب الفلسيطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ودعوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومع دولنا والعالم أجمع بما يساهم في جعل منطقة الخليج والشرق الإوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل فضلا عن أهمية مواصلة العمل المشترك نحو التصدي للهجمات الإرهابية ضد المناطق المدنية والمرافق الحيوية في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والحد من تهديد أمن الملاحة والممرات البحرية.
وفي الشأن اليمني فإننا نثمن جهود الأشقاء في اليمن وعلى رأسهم مجلس القيادة الرئاسي والكيانات المساندة له مؤكدين على دعمنا الكامل لجهودهم نحو تحقيق الأمن والإستقرار في اليمن.
ويحدونا الأمل بأن تتضافر الجهود لمعالجة الأوضاع المأساوية التي تمر بها منطقتنا وعلى وجه الخصوص التطورات في العراق وسوريا وليبيا ولبنان وأفغانستان وغيرها من القضايا الإقليمية التي لا تزال تلقي بضلالها على استقرار الامن الإقليمي والعالمي.
وفيما يتعلق بالإزمة الروسية الأوكرانية فإننا نؤكد على موقفنا المبدئي القائم على مبادئ القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة واحترام القانون الدولي المبني على احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها واستقلالها السياسي وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وعدم استخدام القوة أو التهديد بها.
وختاما لا يسعني إلا أن أعبر عن تطلع بلدي الصغير بحجمه الجغرافي الكبير بطموحاته المحصن بوفاء وولاء شعبه الاصيل ومبادئه في الدفع بالسلم والعمل الانساني البلد القوي بتعاونه الاخوي مع أشقائه وأصدقائه وتطلعه الدائم إلى عالم يسوده الامن والامان وأن يتحقق لكافة الشعوب طموحاتها وآمالها وأن يتحد الجميع صفا واحدا لنبذ الصراعات وتجنب الخلافات لمواجهة الاخطار والتحديات المحيطة بنا وينبغي أن نستشعر النعم التي أنعم الله بها علينا تحت الأرض وفوقها وأهمية المحافظة عليها.
داعين المولى العلي القدير ان يوفق جهودنا لما فيه خير ومصلحة أوطاننا ورفاه شعوبنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،".