المسيّرات الثلاث لم تكن «محاولة لتنفيذ هجوم» بل «تصريح نوايا»!

لابيد يهدّد بالعمل ضد إيران و«حزب الله» و«حماس»

لابيد وبينيت خلال الاجتماع الحكومي أمس (ا ف ب)
لابيد وبينيت خلال الاجتماع الحكومي أمس (ا ف ب)
تصغير
تكبير

- تقارير ترجح امتلاك «حزب الله» نحو 2000 «مسيّرة»

رأى رئيس حكومة تسيير الأعمال الإسرائيلية يائير لابيد، أمس، أن «حزب الله يواصل السير في طريق الإرهاب ويقوّض قدرة لبنان على التوصّل إلى اتفاق حول الحدود البحرية»، وذلك غداة اعتراض الجيش ثلاث طائرات مسيّرة أطلقها الحزب في اتجاه حقل غاز كاريش، مساء السبت، مُهدّداً بالرد عسكرياً على مختلف الجبهات «في حال اقتضت الضرورة».

وقال لابيد، خلال الاجتماع الأول لحكومته بعد أيام على حل الكنيست، تمهيداً لانتخابات تشريعية جديدة، أن «إسرائيل ستواصل حماية نفسها ومواطنيها ومصالحها»، ومشيراً إلى أن «التهديد الإيراني» هو الأكبر على إسرائيل، التي «ستفعل كل ما مطلوب» من أجل منع حيازة طهران للسلاح النووي.

واعتبر أن هذه المسيرات «حاولت استهداف بنية تحتية في المياه الاقتصادية الإسرائيلية».

وأضاف «الإيرانيون وحماس وحزب الله لن ينتظروا، يتوجب علينا العمل ضدهم على شتى الجبهات وفي أي لحظة وهذا ما سنفعله».

ويعتبر لبنان حقل كاريش جزءاً من المياه المتنازع عليها، فيما تؤكد الدولة العبرية أنه يقع ضمن منطقتها الاقتصادية الخالصة.

إلى ذلك، تشير تقديرات الجيش إلى أن «اقتراب مسيرات حزب الله، من منصة كاريش لم تكن محاولة لتنفيذ هجوم».

فبعد إسقاط المسيرات الثلاث، بصاروخ أطلقته مقاتلة من طراز «إف - 16» وصاروخين من طراز «باراك - 1» أطلقتهما بوارج حربية، لم تحدث انفجارات ثانوية، ما يعني أن «الدرونز» لم تكن مفخخة.

واعتبر المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل، أن إطلاق «حزب الله للمسيرات يبدو كأنه تصريح نوايا».

وذكر المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» يوسي يهوشواع، أن ضباطاً رفيعي المستوى في الجيش، أكدوا أن إطلاق المسيرات «لم يكن رد فعل على هجمات إسرائيلية في إيران أو سورية، وإنما مرتبط بالنزاع الجديد حول المنصة (كاريش)».

وأضاف أن «رسالة حزب الله كانت واضحة: بإمكاننا إرسال مسيرات غير مفخخة، لكن بإمكاننا أيضاً إرسال مسيرات تتفجر على المنصة عندما يبدأ العمل فيها».

من جانبه، قال الناطق باسم الجيش ران كوخافي، في حديث إذاعي مع «إف إم 103»، إن «المياه الاقتصادية كلها تقع ضمن المساحة الإسرائيلية، وإن حزب الله يحاول المس بالسيادة الإسرائيلية بشتى الطرق، وقد نال هذه المرة هزيمة كبرى».

وأضاف: «تم تلقي معلومات استخباراتية في وقت مبكر، حول هذا الموضوع، وانتشرت في ساعات ظهر السبت، السفن البحرية في عرض البحر، والطائرات حلقت في الجو، ومقاتلو اليابسة أخذوا مواقعهم، وكذلك رجال الاستخبارات والمراقبة الجوية... كلهم قاموا بأداء مهامهم للدفاع عن إسرائيل، وأظهر التحقيق الأولي الذي أجريناه، أن حزب الله» أطلق ثلاث طائرات من دون طيار، من لبنان باتجاه المجال، الذي نسميه المياه الاقتصادية لإسرائيل، وقامت أنظمة الكشف بتتبع سير هذه الطائرات، طوال الرحلة.

وتابع: «هذه الطائرات لا ترتفع كثيراً أثناء تحليقها، ولا تندفع بسرعة ولكن يصعب جداً تحريها، لكن أنظمة الكشف المتطورة لدينا نجحت بالكشف عنها، ومن هذه اللحظة تمت المباشرة بتنفيذ إجراء قتالي».

وأضاف كوخافي: «أنا لا أتحدث بالنيابة عن حزب الله، لكني أعتقد أنهم تكبدوا خسارة مدوية على المستوى العملياتي. حاول القيام بعملية تنخرط ضمن المعارك النفسية وتشكيل الوعي عند الآخر، لكنها لم تنجح. نحن نقوم بجمع شظايا تلك المسيرات، وبقدر ما نعرف فهي لم تحمل أي أسلحة سوى كاميرات للتصوير بهدف تصوير مياهنا الاقتصادية».

وأفاد تقرير تحليلي بأن إسقاط إسرائيل ثلاث مسيرات، كشف العلاقة المتزايدة لتهديدات إيران و«حزب الله» في المنطقة، وتحديداً المحاولات المتصاعدة لاستهداف منصات الغاز، بحسب صحيفة «جيروزاليم بوست».

وتابعت أن «حزب الله وحماس والجماعات الأخرى المدعومة من إيران زادت من تهديدات المسيرات، وشمل ذلك حوادث في 2010 و2012 و2014».

وأضافت أن «حادثة 2012 كانت مهمة بشكل خاص، لأن التقارير في ذلك الوقت ذكرت أن طهران حاولت التجسس على منشأة ديمونا (النووية) باستخدام درون».

وأشارت إلى أن «الصورة العامة التي تظهر أنه بحلول عام 2018، كان لدى حزب الله وإيران - إلى جانب حوثيي اليمن والميليشيا الأخرى في سورية وعدد كبير من الميليشيا المرتبطة بإيران في العراق - قدرات فائقة في هذه التكنولوجيا».

ورجحت تقارير أن يكون لدى الحزب نحو ألفي طائرة من دون طيار، بحسب تقرير صادر عن مركز «ألما للبحوث والتعليم» الإسرائيلي في ديسمبر الماضي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي