واشنطن تقدّم «أخطر شحنة» أسلحة لكييف... وبوتين يردّ اقتصادياً بتأميم «شركة سخالين»
في خطوة أميركية جديدة أغضبت روسيا، أعلنت البنتاغون، عن إرسال اثنين من أنظمة الصواريخ «ناسامز» أرض - جو، و4 رادارات إضافية مضادة للمدفعية إلى أوكرانيا، وهي الشحنة «الأخطر والأهم» منذ بدء الحرب في 24 فبراير الماضي.
كما تشمل الصفقة ما يصل إلى 150 ألف طلقة مدفعية عيار 155 مليمتراً.
وذكرت وزارة الدفاع الأميركية، ان أحدث حزمة من المساعدات الأمنية تشمل أيضاً ذخائر إضافية للأنظمة الصاروخية عالية الدقة «هيمارس».
ووصلت المساعدات العسكرية من واشنطن إلى كييف منذ بدء الحرب إلى ما يقرب من 7.6 مليار دولار.
والشحنة الضخمة الأخيرة، جاءت عقب تصريحات الرئيس جو بايدن، الذي أعلن الخطوط العريضة لحزمة المساعدات الجديدة، التي بلغت قيمتها نحو 820 مليون دولار أثناء قمة حلف «الناتو» في مدريد.
ويقول الخبير العسكري الروسي ألكسندر أرتاماتوف، إن واشنطن تسعى بكل قوة من تلك الخطوات إلى إطالة أمد الصراع ومحاولة استنزاف القوة الروسية.
وتتضمن هذه الحزمة من المعدات، نظامين مضادين للطائرات وأربعة رادارات، وصواريخ جديدة لـ «هيمارس» التي دخلت أخيراً إلى ساحة المعركة.
ويُضيف أرتاماتوف، وهو جنرال سابق في الجيش الروسي لموقع «سكاي نيوز عربية»، أن الصفقة «هدفها تعزيز قدرات كييف التي مُنيت بخسائر فادحة على مدار الأسابيع الماضية»، مؤكداً أن «خطورة الشحنة، ليست عسكرية بل زمنية، بمعنى محاولة كسب كييف أكبر وقت ممكن قبل الانهيار الأخير».
ويمكن لنظامي الدفاع الجوي، إطلاق صواريخ أرض - جو قصيرة ومتوسطة المدى، لاصطياد طائرات نقل الجنود والمروحيات والمسيرات الخاصة بعمليات المراقبة، في محاولة لقطع أي رؤية أرضية واضحة للأهداف، كما تتيح تلك الأنظمة التصدي أيضا لصواريخ كروز.
من جانبه، قال الناطق باسم البنتاغون الجنرال تود بريسيلي، في بيان، إن «الولايات المتحدة تواصل العمل مع حلفائها وشركائها لتزويد أوكرانيا المعدات اللازمة في ساحة معركة متغيرة».
كما سلط الضوء على «تعاون النرويج في تمكين الولايات المتحدة من التسليم التاريخي لنظامي دفاع جوي حديثين سيساعدان أوكرانيا في التصدي للهجمات الجوية الروسية الوحشية».
بوتين يرد اقتصادياً
وفي رد سريع على تحركات واشنطن والغرب، لكن في ملعب الغاز والطاقة، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرسوماً بتطبيق إجراءات استثنائية في قطاع الطاقة وتأميم «شركة ساخالين» لاستثمارات الطاقة لتصبح ملكاً لموسكو.
ويلبي مشروع سخالين حالياً نحو 8 في المئة من احتياجات السوق العالمي، وكان يضم تحالفاً من 4 شركات، هي: «ميتسوي» بحصة 12.5 في المئة، و«ميتسوبيشي» - 10 في المئة، بينما تمتلك «شل» 27.5 في المئة، ناقص سهم واحد، و«غازبروم» الروسية العملاقة 50 في المئة، بالإضافة إلى سهم واحد.
وستؤدي الخطوة الروسية إلى ارتباك كبير في أسواق الطاقة، في وقت يؤدي فيه ارتفاع أسعار الوقود بالفعل إلى زيادة التضخم.
وفي سياق عملية الشد والجذب بين روسيا من جانب والغرب وواشنطن من جانب آخر، أوضح آصف ملحم، الخبير في مركز الأوضاع الاستراتيجية - موسكو، أن «أميركا والقارة العجوز بالكامل يعانيان من عثرات عديدة، كأزمة الطاقة التي تبحث لها عن حلول من دون فائدة».
وصرح لـ «سكاي نيوز عربية»، بأن «أوروبا عادت للقرون الوسطى ببحث الاعتماد على الفحم كبديل موقت للطاقة»...
تلك الخطوات والتصريحات، تثبت أن المعسكر الأوروبي يعلم جيداً أن لا بديل سوى التسوية السياسة، بما يُنهي مخاوف موسكو تجاه كييف، وما يسمى بـ«عسكرتها» على حدود بيلاروسيا.
وأكد ملحم، أن «جنون العقوبات الذي يمارس ضد موسكو، أضر الغرب قبل روسيا، فهناك حالة من شح السلع الاستراتيجية في الأسواق الأوروبية والقفزة في أسعار منتجات أخرى مع ارتفاع سعر الطاقة والغاز».
وأضاف أن المرسوم الخاص بمشروع سخالين، «هو رد عملي على أكثر من جهة، أولاً أوروبا وعقوباتها المفروضة على موسكو بقيادة واشنطن، ثانياً اليابان أيضاً التي شاركت في تلك العقوبات، فهي المتضرر الأول من ذلك الإعلان، حيث تمتلك كل من شركة ميتسوي وميتسوبيشي، معا 22.5 في المئة من الأسهم»، وهما ملك لليابان.