No Script

ألوان

البرامج الثقافية

تصغير
تكبير

كنت ومازلت متابعاً لإذاعة الكويت... ثم وبسبب جائحة كورونا، انضممت إلى متابعي القنوات التلفزيونية بصورة أكبر، خصوصاً أنني لم اعد قادراً على القراءة، كما كان الوضع سابقاً، بسبب أوامر الطبيب، ولاسيما بعد إجراء عمليتين جراحيتين للعينين ومازلت اتابع علاجهما.

وقد لاحظت أن البرامج الثقافية في الإعلام الكويتي قليلة وسطحية «كما وكيفاً»، الأمر الذي جعلني أتساءل عن الأسباب... إلا أنني تذكرت بعض البرامج الثقافية المميزة في الفترة السابقة.

ولفتت انتباهي بعض البرامج الثقافية الناجحة محلياً وخليجياً، منها برنامج على «خطى العرب» على قناة «العربية» من إعداد وتقديم الدكتور عيد اليحيى، الذي استطاع تسليط الضوء على كنوز التاريخ والآثار في المملكة العربية السعودية.

وهناك برنامج على قناة «الجزيرة» يحمل اسم «المشاء» تقديم جمال العرضاوي، يقدم للمشاهد العربي بعض مسيرات ومحطات وابداعات الأدباء العرب المميزين...

وإن كان برنامجاً رائعاً كونه يقدم الثقافة العربية الحديثة العميقة، لكنه اتخذ منحى سلبياً في السنوات الأخيرة حين يذهب المذيع الى بلد خليجي ويقوم بتكليف أحد الأكاديميين بتقديم برنامج يستضيف فيه أديب أو فنان تشكيلي، كما حدث في الكويت وغيرها، بينما هو لا يشارك مع أنه ظاهر في الصورة! علماً أن هذا الأكاديمي وإن كان مثقفاً، إلا انه غير متميز كمذيع، بينما هناك اشكالية أخرى في عملية اختيار الضيف!

ويأتي برنامجي المفضل الذي يحمل اسم «فوق السلطة» على «الجزيرة»، من تقديم نزيه الأحدب منذ ست سنوات، حيث إنه وان كان وقته «أقل من نصف الساعة»، إلا انه يقدم الثقافة بمفهومها الواسع سياسياً واقتصادياً وإنسانياً واجتماعياً، وهو لا يخلو من بعض التصريحات الصادمة أو الأغنية أو اللوحة.

وهناك برنامج آخر يحمل اسم «خطى الرحالة» على «الجزيرة» الوثائقية من إعداد وتقديم علي طوار الكواري، يقدمه وهو يقود دراجته الهوائية، الثقافة الإنسانية ومنها الحضارة الإسلامية في أوروبا، خصوصاً في إسبانيا، إضافة إلى العديد من المباني والمتاحف مع ارسال بعض الرسائل للمتلقي.

بالإضافة الى برنامج يحمل اسم «أصل الحكاية» على القناة نفسها ويروي قصة إنشاء «الجزيرة».

وعلى القناة الفرنسية العربية، يوجد برنامج ثقافي جميل يحمل اسم «أسرار باريس» من تقديم تاتانيا خوري، وهو من البرامج الرائعة التي تقدم للمشاهد العربي، كنوز فرنسا الثقافية، بدءاً بالقصور التاريخية مروراً بالمتاحف وما تحتويه من لوحات تشكيلية وانتهاء بالمسارح وغيرها من عناصر الثقافة التي اشتهرت بها باريس، وهو برنامج غني بالمعلومات التي تساهم في بناء ثقافة أي إنسان يتابعه.

وعلى القناة الالمانية العربية، ثمة برنامج يحمل اسم «واحة الثقافة»، ويقدم أكثر من ريبورتاج متنوع عن الجوانب الثقافية في ألمانيا.

وبرنامج «يوروماكس» الذي تقدمه غالية الداغستاني، ويبثه تلفزيون «الراي»، وهو لا يقل ابداعاً عن أي برنامج ثقافي مميز، كونه يقدم الثقافة عبر تقارير تلفزيونية في مواضيع مميزة، سواء كان ذلك داخل ألمانيا أو خارجها. إضافة إلى برنامج آخر يغوص في أعماق فكر الإنسان الأوروبي وطرق معايشته اليومية، وهو يحمل اسم «عين على أوروبا» تقديم سناء حمداني التي تقدم برنامجاً آخر يحمل اسم «لأني امرأة».

وعلى القناة الروسية، يوجد برنامج ثقافي يحمل اسم «فن الحياة» تقدمه المذيعة كارينا حسن، وهو برنامج شيق يقدم معلومات عدة تساهم في بناء ثقافة المشاهد.

وفي الإعلام الكويتي، فإننا نلاحظ ندرة في البرامج الثقافية على مستوى الكم والكيف، مع أنني أتمنى وجود برنامج ثقافي واحد شرط أن يكون على مستوى راقٍ يليق بالثقافة الكويتية وبالإعلام الكويتي.

ولا يعني ذلك عدم وجود برامج إذاعية وتلفزيونية تعنى بالثقافة بمفهومها العام في السابق... فمازلت أتذكر برنامج إذاعي قدمه الأديب الراحل خالد سعود الزيد يحمل اسم «قبسات».

وهناك برنامج يقدمه الإعلامي الأديب عبدالله خلف يحمل اسم «الشعر والشعراء»... وبرامج أخرى سبق وأن قدمها في مسيرته الإعلامية.

كما أذكر برنامجاً إذاعياً قديماً يحمل اسم «أمسية الأربعاء» كانت تقدمه الأديبة ليلى محمد صالح.

وهناك برنامج إذاعي مميز يحمل اسم «مبدعون من وطني». كما أن الأديبة ليلى العثمان سبق وأن قدمت برنامجاً تلفزيونياً وإذاعياً، وربما هناك برامج أخرى لم أحظ بفرصة متابعتها...

والبرامج الثقافية في إذاعة الكويت، بحاجة إلى «نفضة» قوية من قبل المسؤولين، خصوصاً تجاه من لديهم فضائح ثقافية على مستوى المنصات الثقافية العربية، حيث تم ضبطهم وقد سرقوا ابداعات غيرهم ويدعون ثقافة وفلسفة...

والآن يوجد برنامج مميز يعرض في تلفزيون الكويت يحمل اسم «روعة الخلق» تقديم موسى الخشتي وإخراج حمد النوري الذي يتناول البيئة الكويتية والطيور التي استوطنت في الكويت والمهاجرة منها مع تفاصيل عن أنواعها وطبيعتها.

ومثلما يوجد دخلاء على الثقافة، فإن هناك دخلاء على الإعلام. فقد سمعت أحد المتطفلين على التجمع الثقافي، وقد بات يخرج في أكثر من برنامج كضيف... وما أن لفظه التجمع الثقافي حتى لفظته البرامج الإعلامية، علما بأنه لا يكتب الشعر أو القصة القصيرة أو الرواية او الدراسة النقدية أو كتابة المسرح أو المقالة الإدبية ولا الرسم ولا النحت ولا الخزف ولا علاقة له بالثقافة بتاتا!

وإذا تطرقنا إلى البرامج التي تقدم للطفل، فإنها متفاوتة المستوى مثل برنامج «ماما انيسة»... وهناك برنامج «افتح يا سمسم»، إضافة الى المسلسلات الكرتونية التي ساهمت في تعليم الأطفال نطق اللغة العربية بصورة سليمة.

وأتمنى أن يكون هناك فرصة للمتخصصين في أدب الطفل في تقديم برامج تليق بثقافتنا ومجتمعنا وهويتنا، ولا بأس باستنساخ أي برنامج ثقافي ناجح، حيث إن هناك الكثير من العناصر في الثقافة الكويتية التي يمكن تسليط الضوء عليها.

وإنه لأمر مؤسف في أن نجد من الجيل الحالي من لا يعرف عن الشاعر أحمد العدواني، إلا انه كتب النشيد الوطني.

ولا يعرف عن بقية الأدباء إلا القليل من المعلومات والأمر نفسه ينطبق على الفنانين التشكيليين الذين ينتمون إلى أكثر من جيل... لذا يرجى الاهتمام بالبرامج الثقافية في وزارة الإعلام.

ولطالما اننا نقوم باستيراد الكثير من الأمور، فلا بأس بالاستعانة ببعض المثقفين الكويتيين الحقيقيين وبعض الإعلاميين والفنانين التشكيليين لتقديم برامج ثقافية تتناسب مع الحركة الثقافية الكويتية بعيداً كل البعد عن التنفيع والعلاقات الخاصة.

همسة:

الإعلام الثقافي صناعة لا يجيدها الكثيرون...

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي