No Script

كلمات من القلب

هل فقد عمود البيت... هيبته؟

تصغير
تكبير

صاحب الهيبة في البيت، هو الأب والزوج، لأن معه وبوجوده، جميع أفراد الأسرة يشعرون بالأمن والأمان... كما أن وجود الأم يشعرهم بالحنان. وعندما اتطرق لموضوع «هيبة عمود البيت»، لا أقصد أن يكون الأب جباراً أو طاغية أو متسلطاً، ولا يعني أنه يُجرد نفسه من المشاعر وأحاسيس الأبوة، لكن الهيبة، التي أقصدها، هي الخوف المنضبط من غضب الأب وأن يحسب له حساب عند كل تصرف، وفي كل خطوة يخطوها الأبناء والزوجة.

إن هيبة الأب وخوف الأبناء من غضبه في الصغر، يتحول إلى احترام وبر له في الكبر...

لكن متى يفقد عمود البيت، هيبته وكلمته وسلطته؟

عندما بحثت عن موضوع أسباب فقدان الرجل لهيبة في بيته، استوقفتني هذه الكلمات للكاتب زياد السعدون يقول فيها: «ومع شديد الأسف، بدأت هيبة الآباء تضعف مما أثر على تربية الأبناء، فوجدنا في هذا الجيل من لا يحسب حساباً لأحد، يتصرف كما يحلو له. ومن أسباب ضعف هيبة الأب أن بعض الآباء لا يمتلك شخصية قوية، بل يحمل ضعفه على رأسه، يراه كل من يتعامل معه لا يعرف الحزم والإقدام، بل هو دائم التردد خائف من اتخاذ القرار، وكذا تسهم بعض الزوجات في إضعاف هيبة أزواجهن من خلال الخلافات الدائمة معهم، ورفع الصوت عليهم، أمام الأبناء... فأي هيبة تبقى للأب أمام أبنائه، وهو يسب أو يشتم ولا يحرك ساكناً ولا يسكن متحركاً، ولكي يهاب الأبناء الآباء لابد من الحزم في بعض الأمور وعدم التراجع عن بعض القرارات، لأن احترام القانون والنظام يبدأ من البيت فاحترام أوامر الأب والأم هي البداية لتعلم احترام القانون والنظام، فلابد للأم أن تزرع في نفوس أبنائها هيبة أبيهم، ولا تخالف أوامره أمامهم، وإذا أرادت أن تمنعهم من شيء، فلابد أن تكون صورة الأب حاضرة في الذهن، فيحسب حسابه، هل يرضى أم لا؟ فالأب صاحب الهيبة يعني أسرة مترابطة، وأبناء يحترمون النظام والقانون، ولهم مرجع اجتماعي يرجعون إليه».

وتأكيداً لكلام الكاتب، أقول «عندما غابت هيبة الأب رأيت بعض الأبناء يتحكّمون في المنزل بوجود الآباء، ولم تعد كلمات الآباء تطاع، كما كنا نحن في السابق».

وعندما تستنكر هذا الوضع، يقولون «التربية الحديثة وحرية الرأي ووقتنا غير وقتكم»، وان لابد أن يكون لأولادنا حياتهم واختياراتهم ومساحاتهم الخاصة بهم... ويجب ترك مجال ومساحة من الحرية لهم.

وعندما نتكلم عن الماضي وسلطة الأب وهيبته، يقولون هذا ماضٍ ولى وانتهى.

لكن نسوا أن هذا الماضي هو من صنع الرجال في هذه المنازل، وهو من صنع نساء مجتمع محافظات محترمات للأصول وللعادات والتقاليد، صنع القيم والمفاهيم والأخلاق التي بنيت فيها الأوطان.

نعم، إن موضوع تربية الأبناء في وسط هذا العالم المتغير والمتجدد، قد حيَر الآباء في كيفية تربية أبنائهم! وجعلهم غير واثقين إن كانوا يستطيعون أن يربوا أبناءهم بالأسلوب الذي تربوا هم عليه، خصوصاً أصبح هناك من يشاركهم التربية ويشكل أفكارهم وتوجهاتهم، كوسائل التواصل الاجتماعي والإعلام والمدرسة والعالم الافتراضي وغيرها.

لكن مهما تعددت الوسائل التي دخلت عالم الأبناء يظل البيت والأسرة هما المدرسة الأولى التي تصقل شخصية الطفل... وتظل هيبة الأب هي العمود الذي تستند عليه خيمة المنزل.

ويجب ألًا يتنازل الأباء عن أدوارهم في مسك زمام أمور بيوتهم، وعلى الزوجة أن تكون داعمة لقرارات زوجها وتكون معه بالرأي، والاختلاف لا يكون أمام مرأى أعين الأبناء.

اللهم احفظ أبناءنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن... واحفظ بيوتنا من الفساد والمخدرات ومفسدات الأخلاق.

Najat-164@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي