فايدة أحمد / رد على «مخدرات غزة والتحشيش السياسي»

تصغير
تكبير
جاءنا رد من فايدة احمد على مقال الزميل الدكتور محمد العوضي «مخدرات غزة والتحشيش السياسي» والذي نشر الاثنين الماضي. وهذا نص الرد:

في العدد رقم 11144 في جريدة «الراي» الموافق يوم الاثنين، الرابع من يناير قرأت في الصفحة الاخيرة من «الراي» في زاوية «خواطر قلم» للدكتور العوضي، مقالا تحت عنوان «مخدرات غزة والتحشيش السياسي» وما ان انتهيت من قراءة هذا المقال حتى انتابني شعوران متناقضان الاول شعوري بالسعادة كوني مواطنة فلسطينية، وكون الاستاذ العوضي كان حبه لفلسطين واضحا وجليا ولشعبها وشعوره بالالم لحصار غزة المؤلم على الجميع. وهذا الحب بالتأكيد نابع من القومية العربية التي تجري في عروق العرب وشرايينهم وشعور آخر بالحزن كون الاستاذ محمد العوضي تجنى على مصر بإلغاء دورها المشرف عبر التاريخ مع معظم الدول العربية وبالذات فلسطين! وهذا التجني نابع من بناء مصر للجدار الفولاذي بين غزة ومصر.

استاذي الموقر: كل دولة في العالم من حقها الشرعي الحفاظ على سيادتها وحدودها. فالجدار الفولاذي حق من حقوق دولة مصر ومسألة شخصية تخصها لوحدها وهي الوحيدة بيدها قرار بناء هذا الجدار من عدم بنائه، وهي الوحيدة التي تعلم بأهمية اقامة جدار لم تأت فكرته من عبث او فراغ لطالما لا يؤثر على سيادة جيرانها. ثم لا تنسى يا استاذنا ان دولنا العربية تعيش في خضم انتهاكات بعض الدول فيها لجيرانها ابتداء من غزو العراق لكويتنا الحبيبة وانتهاء بأزمة اليمن مع السعودية الشقيقة ولمصر دور مشرف من الازمتين.

استاذي العزيز: الا ترى ان الخطر قابع بيننا والعدو منا وفينا؟ ثم تقول في نهاية مقالك «لنذهب جدلا والحقيقة عكس ذلك ان هناك مخدرات تهرب عبر الانفاق من او إلى غزة. الا يشفع للشعب الفلسطيني الصابر المجاهد النازف المحاصر المجوع في ظل ظرف استثنائي دولي عصيب وغريب الا يشفع لهم ان يسمح لكل انواع التموين المعيشي مع وجود مراقبة أمنية». وانا اقول الا يشفع تاريخ مصر الحافل بالبطولات والتضحيات كلها من الشهداء والابناء والدماء من اجل القومية العربية وبالذات من اجل فلسطين! مصر تعتبر من اكثر الدول العربية خوضا للمعارك الطاحنة والحروب الشرسة مع اسرائيل.

حروب ادت إلى تدمير الاقتصاد المصري، والذي ادى بالتالي إلى تجويع وهجرة شعبها من اجل تحرير فلسطين! الا يشفع لها هذا كله وذاك ان تبني جدارا فولاذيا سرعان ما وصفتموه بجدار «العار» لا يتجاوز ستة كيلو مترات للحفاظ على سيادتها وحدودها وامنها، وانا اقصد حدودها مع دولة مستعمرة من قبل اسرائيل!

اذا كنت يا استاذي الجليل ضد بناء مصر للجدار الفولاذي بينها وبين غزة فالاولى ان نطالب معا بهدم كل جدار وحاجز بين الدول العربية على الاقل لنضمن الوحدة العربية التي تطالب بها الشعوب منذ اعوام.

لايجب علينا ان نكون الحاكم والجلاد، وان نقيم المعاقل والمشانق لدولة عربية شرعت في بناء جدار لها فولاذي - خشبي المهم انه حق من حقوقها الشرعية. فاذا كان بناء هذا الجدار بنظر البعض جريمة وعار فجريمة بحق من؟ وعار بحق بمن؟ هل هو جريمة بحق غزة واهلها؟ اعوام والجدار غير قائم وفي الوقت نفسه المجازر متتالية على اهل غزة من قبل اسرائيل، مشكلتنا نحن كعرب اننا نمسك دوما بذيل الافعى ونترك الرأس يعيث فسادا... قضية فلسطين قضية ازلية تاريخية معقدة ليست قائمة بسبب جدار وحلها ليس مرهونا بهدم هذا الجدار أو اقامته. الجدار الحقيقي ياسيدي هو ذاك القائم بين قلوبنا وهو الذي يحول دون رؤية الحقائق التاريخية الجلية بأن قضية غزة وحصار اهلها هو جزء لايتجزأ من قضية فلسطين.





فايدة أحمد

كاتبة فلسطينية
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي