No Script

أضواء

حكم منع الإجهاض صفعة لليبراليّة الأميركية

تصغير
تكبير

بعد نصف القرن، من حق التمتّع بالتخلّص من الجنين لدى الشريحة النسائية، جاء حكم منع الإجهاض من المحكمة الأميركية العليا ليضع حداً لقتل هذا الجنين البريء، إلا في حالات استثنائية تتعلّق بصحة الحامل أو الجنين.

هذا المنع سيشمل نصف الولايات المتحدة الأميركية التي كانت تميل إلى منع الإجهاض.

وكان الحكم ضربة قوية لليبراليين، إذ إن الديموقراطيين يتكسبون شعبياً من القيم اللّيبرالية.

فقد اعتبر الرئيس بايدن الحكم، بأنه «خطأ مأسوي».

لكن الغريب أن رئيس لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة اعتبر الحكم «نكسة»، الأمر الذي يكشف عن حقيقة من يمثل المجتمع الدولي والذي يفترض أن يكون مدافعاً عن حق الجنين في الحياة، إلا إذا كان يعتبره حيواناً لا إنساناً!

بعد هذا الحكم، خرجت التظاهرات النسائية العارمة أمام المحكمة العليا، منددة بالحكم واعتبرته كالعادة، انتقاصاً «لحرية المرأة وحقوقها التي كفلها الدستور.

كان من الشعارات اللافتة للنظر «لن نكون وسيلة للتكاثر من أجلك»، و«أبعدوا قوانينكم عن جسدي»، أو الشعار السحري الدارج في التظاهرات النسائية، والذي بدأ يتسرّب إلى مجتمعاتنا العربية «جسدي ملك لي».

في المقابل، هناك المتظاهرون المؤيدون لحكم المحكمة الفيديرالية الذين يرون الحكم ضمانة لحق الجنين المسلوب الإرادة في أن يعيش وينعم بالحياة كبقية أفراد المجتمع، وأن حرمانه هذا الحق هو اعتداء على حقه في الحياة، وهو رأي يميل إلى الصواب والمنطق السليم.

فغالبية اللواتي يطالبن بحق الإجهاض، لا يردن تحمل اعباء الحمل والذي يأتي غالباً «سفاحاً» خارج إطار الزوجية، ولسن على استعداد لتقييد حياتهن بطفل، ويفضلن مواصلة التمتّع بحياتهن الطبيعية بعد كل حالة إجهاض تؤدي إلى إزهاق روح جنينها الذي يفترض أن يحظى بحنانها ورعايتها له، لا أن تتخلص منه بدافع من الأنانية وتحت طائلة حريتها الشخصية «المقدسة».

ولك أن تتصور مدى الآثار المدمّرة التي خلّفتها الحرية الشخصيّة المقدسة في طرق تفكير وحياة هؤلاء النسوة، حتى أحالتهن إلى نساء متوحشات منزوعات من مشاعر الأمومة.

يأتي حكم المحكمة العليا بمنع الإجهاض، دليلاً على أن الحرية الشخصية لا يمكن الاعتماد عليها كمعيار رئيسي في حسم دعاوى الحقوق، وهو مناقض لتوجَه لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة التي تحاول فرض تصوراتها الشاذة كالحرية المثليّة أو حرية تخلّص الحامل من جنينها وغيرها من حريات ضارة، تحت شعار الحرية الشخصية محل قيّمنا المحافظة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، الأمر الذي يدعونا إلى رفض نصائح تلك اللجنة، فاقدة الإنسانية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي