No Script

وجع الحروف

الشعب و... «أم الفساد»!

تصغير
تكبير

مانشيت «الراي» لعدد الأحد، وصف «يوروفايتر الكويت» بـ «أم الفساد»!

طبعاً «صفقة يوروفايتر» تعد ضخمة جداً مقارنة بصفقة إسبانيا، التي وبلغة الأرقام، تعتبر أقل بـ 3 مرات، حيث بلغت قيمة المقاتلة في الصفقة الإسبانية، 108 ملايين دولار، في حين دفعت الكويت 321 مليون دولار للمقاتلة الواحدة.

إذا كان هذا وصف «يوروفايتر الكويت» بـ «أم الفساد»... فهل لهذه الأم، أخوات وأبناء...؟

أبناء الفساد لم تُكشف أسماؤهم بعد، لكنها حتماً وفي يوم من الأيام، تقديره عند المولى عز شأنه، ستكشف، وإن كان بعضها نشر خلال أزمة تضخم حسابات النواب بجانب تضخمات الأرصدة المالية لغيرهم... هذا غير التحويلات المالية!

فما هو دور الشعب وعلاقته بـ «أم الفساد» وأبنائها وربما أخواتها من الصفقات الآخرى؟

الشعب تقع على مسؤوليته الآن مهمة في غاية الحساسية، فإما أن يختار نواباً رجال دولة بين المرشحين لمجلس الأمة القادم، وبالتالي تستمر عملية مكافحة الفساد والإصلاح بشقيه الإداري والمالي، أو نظل على «طمام المرحوم»!

المطلوب، ابعاد أبناء الفساد «الواسطة» ونواب الخدمات والقيادات الباراشوتية... وقس على هذا الوصف ما تريد في حقول في غاية الأهمية، من تعليم ورعاية صحية... إلخ.

نحن نرى أن الوقت حان لنصحو من غفلتنا... فكل خدمة قدمت لناخب ما هي إلا حق يؤجر عليه مقدمه، وليس بالضروري أن يكون سبباً لاختيار النائب بين المرشحين!

إن ظلت عملية الاختيار على الطريقة السابقة نفسها، فأظن أننا كشعب، «فاسد بامتياز».

لذلك، نطالب الجهات الإعلامية الرسمية بأن تقدم برامج حوارية تبين أهمية اختيار النواب - حسب معايير سليمة - كي نرى الإنجاز على أرض الواقع من جانبي الحكومة ومجلس الأمة. ويا حبذا لو تكون هناك لقاءات تجمع كل مرشحي الدائرة.

شركاء الفساد سيتساقطون الواحد تلو الآخر، متى ما تجرد الناخب من عاطفته وميوله الشخصي، وأصبح يبحث عن الأفضل للوطن قبل معيار تبعية المرشح وخدماته و«شرهاته»!

إذا صلح حال مجلس الأمة صلحت السلطة التنفيذية وازدهرت البلاد... هذا هو الأساس في التحول المأمول بلوغه.

الجميع تابع الأخبار عن مليارات تُنهب وتغسل وتُحوّل... ومناصب تسلب عبر ترضيات ومحسوبية، ناهيك عن بيروقراطية دمرت مفاصل الدولة، إلى درجة انك لا تحصل على العلاج إلا عبر الواسطة، ولا عزاء للكفاءات.

إننا أمام اختبار مهم للشعب... قاعدة الناخبين بكل فئاتهم ومكوناتهم ومرجعيتهم... فهل نحسن الاختيار أم نكون شركاء في الفساد من دون أن نعلم؟

الزبدة:

الجرأة في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب ليست محصورة بالسلطة التنفيذية... بل تبدأ من الفرد ثم العائلة والمكون الاجتماعي. ولهذا السبب نطالب بتوعية الجموع بأهمية مفهوم «المواطنة» الذي يبدأ من حسن الاختيار، وعامل الوقت مهم في هذا الشأن للقضاء على «أم الفساد» وأخواتها وأبنائها وذويها... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @TerkiALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي