No Script

على الهواء

خذ موافقة سيدة البيت أولاً...

تصغير
تكبير

لقد انقلبت المفاهيم... الخادمة صعّدت المكاتب تكلفتها إلى 1700 دينار، بعد أن كانت بـ 100 إلى 120... وقلّ أن تجد فيها جَمالاً بل قبحاً مستطيراً.

اذهب إلى دول الحرب وأنت مغمض العينين، تقع يدك على ملكة جمال تريد إنقاذها من السّعير بلا كروة ولا أجر.

هذا إن وافقت سيدة البيت... إن أخذتَ بخاطرها بكم كلمة، وقلت لها إن هذه تحتاج من يرأف بحالها وينقذها من سعير جهنّم...

خادمة المكتب تكلفك ذاك السعر، وهذه ملكة الجمال قد أزرى بها الدهر... «وتلكَ الأيامُ نداولها بين الناس»... والدهر لا يرحم أحداً إن عصفت به الحال.

الأيام المزرية الصعبة عشناها. وأنا سعيد بأنني عشتُ العصرين، الاول كان بلا كهرباء وبلا ماء نظيف وكان الفقر المدقع... ورغم ذلك لم يهاجر الكويتيون، حتى من كانت أصولهم من مواطن الزّرع والضرع والخير والنبات.

ولكن إذا ضاقت البلاد، لا سمح الله، سيهجرها من أول ضائقة، الكثير من الوافدين. هكذا السفينة أول ما تغرق، يتسارع البعض بالهروب مقابل أهلها الذين يصبرون ويتحمّلون الغرق معها... عشرات الأسر ذهبت إلى رحمة الله بهذا المصير.

قد انقرضت بغرق رب البيت واخوته وأبنائه...

التّشبع السكاني في الدولة: ألمانيا الدولة العريقة التي تقود الحضارة كل مدينة فيها لا تتجاوز نسمتها الـ 750، فيما فيها مدينة ماينز التي ولد فيها غوتنبرغ مخترع الآلة الكاتبة.

الذين عايشوا الضوائق سيتحمّلون عُسر الأيام إن ضاقت الأحوال، لا سمح الله. العالم أمام مضيق مُعتم لا يعلم به إلا الله كيف تكون أواخره.

أعودُ إلى ملكات الجَمال اللاتي أزرى بهن الدهر... هكذا تأخذ إحداهن بوضع اليد. وخدامة الكويت والخليج العربي بـ 1700 دينار، «وتلكَ الأيامُ نداولها بين الناس»... صدق الله العظيم.

مَن كان سكانه مرته كما يقول المثل يعش مغمض العين... الرفاه قد ولّد البذخ...الإجازة القصيرة لأيام فيها سفر وترحال وتبذير للمال.

الأسرة الكويتية والخليجية لا تدّخر المال بل تُحسن إتلافه، ولها مثال خاطئ «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب». جيلنا عاش الفقر من دون أن يهابه إن عاد إليه بتغير الأحوال.

من يهاب المستقبل ويخشى منه «يعش أبد الدهر بين الحفر»، كما قال أبو القاسم الشابي - رحمه الله... والسلام عليكم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي