قال إن كل باحث يتعامل مع 35 حالة في حين أن المعدل العالمي لا يتعدى 5 حالات

حسن لـ «الراي»: «رعاية المسنين» تعاني من نقص في الباحثين النفسيين

تصغير
تكبير
| حاوره غازي الخشمان |

كشف مدير إدارة رعاية المسنين التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل علي حسن عن وجود نقص كبير في الجانب الفني والباحثين النفسيين الاجتماعيين، مشيرا الى ان كل باحث نفسي يتعامل مع 35 حالة، في حين أن المعدل العالمي يفترض أن يتعامل كل باحث مع 5 حالات فقط.

وقال حسن في حوار خاص مع «الراي» ان «هذا النقص في الباحثين النفسيين والاجتماعيين يضاف اليه تسرب الكوادر الفنية من وزارة الشؤون وتوجههم إلى وزارة التربية، وذلك نظرا لصعوبة العمل من خلال زياراتهم الميدانية لمنازل المسنين، بالإضافة إلى ضعف الكادر المالي الذي يقدر بـ 80 ديناراً، في حين أن التخصص نفسه في وزارة التربية يفوق الـ 200 دينار»، مشيرا الى انه قام برفع مذكرة إلى وكيل الوزارة المساعد لقطاع الرعاية الاجتماعية الدكتور جاسم اشكناني لرفع الكادر الفني للعاملين في إدارة رعاية المسنين.

وأضاف « لدينا 14 فريقا طبيا متخصصا، وهم يقومون بجهود مضاعفة»، مشيرا الى أن الخدمة المنزلية المتنقلة قائمة على التبرعات منذ عام 1998 إلى يومنا هذا، داعيا الجمعيات التعاونية الى المساهمة في دعم هذه الخدمة، حيث ان كلفة الفريق الطبي الواحد تصل سنويا الى 12 ألف دينار.

وعن جديد الادارة من الناحية الانشائية، والخدمات التي تقدمها، وشروط قبول المسن في الدار، أو تقديم الخدمة المنزلية، وحالات عقوق الوالدين التي واجهته خلال العمل، جاء الحوار التالي:

• ما هو جديد الإدارة ؟

- سيتم افتتاح مركز فرح التخصصي لرعاية وتأهيل المسنين مطلع أبريل المقبل في مجمع دور الرعاية الاجتماعية في منطقة الصليبخات، ويعتبر من أحدث المراكز في الشرق الأوسط من حيث الخدمات التي يقدمها للمسنين لاسيما الخدمات الإيوائية والمنزلية والنهارية، وكذلك تخصيص موقع في منطقة أشبيلية عبارة عن أرض مساحتها 5000 متر سيتم بناؤها مركزا لرعاية المسنين يقدم الخدمات النهارية والمنزلية، وتخصيص موقع آخر في منطقة حولي سيتم بناؤه خلال العامين المقبلين.

• متى انطلقت الخدمة التي تقدم لكبار السن «المسنين» ؟

- بدأت الكويت برعاية المسنين منذ عام 1957 تحت أكثر من مسمى، على سبيل المثال دار العجزة والمسنين، ومركز المسنين، إلى أن تم تنظيم هذا العمل بدءا بفصله عن إدارة المعاقين ليستقل بعد إنشاء إدارة لرعاية المسنين في عام 2001 استقلالا كاملا، حيث يقوم بتقديم الرعاية والخدمة والتأهيل للمسنين، ولكل مرحلة اختصاص تستفيد منه شريحة معينة.

وينطلق عملنا مع المسنين وفق المادة 11 من دستور الكويت، والذي ينص على أن تكفل الدولة المعونة للمواطنين في حالة الشيخوخة أو المرض أو العجز عن العمل، كما توفر لهم التأمين الاجتماعي والمعونة الاجتماعية والرعاية الصحية، ومن منطلق هذه المادة كلفت الدولة وزارة الشؤون بإنشاء وحدة تنظيمية على مستوى الإدارة لتقديم الخدمات لهذه الفئة من خلال اختصاصات كثيرة.

• وماذا عن الخدمات التي تقدمها الإدارة حاليا الى المسنين ؟

- تقدم الإدارة ثلاث خدمات رئيسية منها الخدمة الإيوائية والمنزلية المتنقلة والرعاية النهارية، فالإيوائية تعتبر داراً لرعاية المسنين وتختص بإيواء المسنين من سن 60 سنة فأكثر من الذكور والإناث الذين يعانون من الشيخوخة، أو من عجزت أسرهم عن تلبية بعض احتياجاتهم الضرورية لاسيما الحالات الصحية التي تحتاج إلى عناية خاصة.

أما الخدمة المنزلية المتنقلة فهي عبارة عن فرق فنية تقوم بزيارة المسنين في منازلهم على فترتين صباحية ومسائية، والصباحية تقتصر على البرامج والأنشطة والخطط العلاجية في الجانب النفسي والاجتماعي، والفترة المسائية تقدم الخدمات الطبية التأهيلية الصحية لهم وخدمة العلاج الطبيعي والغذائي وكذلك التوعية الدينية والعمل على تلبية حاجاتهم.

والرعاية النهارية هي عبارة عن مركز به ديوانيتان الأولى خاصة بالرجال والثانية للنساء تستقبل كبار السن بشكل يومي من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهرا، يقضون به وقت الفراغ والترويح عنهم، بعيدا عن الوحدة والعزلة في المنزل، وبوجود أخصائيين نفسيين وملاحظين خدمة اجتماعية لتلبية جميع احتياجاتهم بالإضافة إلى وجود عيادة متخصصة بالعلاج الطبيعي.

وبفضل من الله تعتبر الكويت أولى دول الشرق الأوسط التي لديها قانون ينظم رعاية المسنين ويكفل حقوقهم وواجبات من يقوم برعايتهم، وكذلك من حيث الخدمة التي نقدمها للمسنين، ونعتبر أول دولة في العالم تقدم نظام الخدمة المنزلية المتنقلة الى المسن وسط بيئته وبين ذويه وأسرته لزيادة الترابط الأسري.

• وماذا عن الفرق الطبية وأعدادها ؟

- لدينا 14 فريقا طبيا متخصصا، وكل فريق طبي يضم طبيباً، واخصائيي علاج طبيعي وتغذية، بالإضافة إلى خدمة الأسنان والفحص المخبري، وكذلك وجود طبيب نفسي يقدم الخدمات النفسية على فترات متباعدة لبعض الحالات التي تحتاج إلى عملية توازن نفسي.

• وهل عدد الفرق الطبية يلبي احتياجات المستفيدين من الخدمة المتنقلة ؟

- للأسف لا تقدم الفرق الطبية العمل المنشود منها، علما بأنهم يقومون بجهود مضاعفة وهذا أمر يستحق الثناء، فلذلك أود أن أكشف أمراً وهو أن الخدمة المنزلية المتنقلة قائمة على التبرعات بالكامل منذ عام 1998 إلى يومنا هذا، من قبل بعض المبرات الخيرية والجمعيات التعاونية، ولذلك نتمنى أن تقوم جميع الجمعيات التعاونية بتقديم الدعم لهذه الخدمة الاجتماعية التي تخدم أهالي المنطقة، فبعض الجمعيات خجولة جدا في التعامل معنا في ظل وجود 55 جمعية تعاونية، ويفترض أن تتكفل كل جمعية بفريق طبي واحد يخدم المسنين، الأمر الذي سيرفع مستوى الخدمة لهذه الفئة، حيث ان كلفة الفريق الطبي سنويا حوالي 12 ألف دينار.

• ماذا عن شروط قبول المسن بالدار ؟

- أن يكون كويتي الجنسية، ولا يقل عمر المتقدم عن 65 عاما، وأن يكون خالياً من الأمراض المعدية أو الاضطرابات العقلية، ويتم اثبات ذلك من خلال الكشف الطبي، وموافقة الإدارة، وقسم التوجيه الفني على نوع الرعاية، فضلا عن تقديم واستيفاء المستندات الرسمية المطلوبة وهي طلب الالتحاق ويحدد نوع الرعاية المطلوبة إلى إدارة المسنين وصور من المستندات، لاسيما البطاقة المدنية والجنسية أو جواز السفر وثماني صور شخصية، واستيفاء إجراءات نماذج التحاليل والفحوصات الطبية من قبل الدار، كما أنه يحق للوزير استثناء الحالات الإنسانية من الجنسيات الخليجية والعربية، واستثناء العمر المشروط.

•...وبالنسبة الى الخدمة المنزلية ؟

- يشترط أيضا أن يكون كويتي الجنسية، وألا يقل عمره عن 65 عاما، ومن ثم يتقدم المسن أو من يعوله بطلب عن طريق مركز الخدمة التابع لمحافظته، وبعد ذلك يقوم الفريق الطبي بزيارة منزلية إلى محل إقامته لتقدير حالته والنظر في احتياجاته الاجتماعية والنفسية والطبية، وبعد شهر يتم وضعه على برنامج علاجي بعد اعتماده من قبل اللجنة الفنية.

• هل أعداد العاملين كافية بالنسبة الى أعداد المسنين الكبيرة؟

- لدينا نقص كبير في الجانب الفني والباحثين النفسيين الاجتماعيين، علما بأنهم معنيون بالدرجة الأولى بتطبيق القانون ومتابعة العمل الفني، وللأسف العدد لا يتناسب مع عدد الحالات، ويتعامل كل باحث نفسي مع 35 حالة، علما بأن المعدل العالمي يوضح أن كل باحث يفترض أن يتعامل مع 5 حالات، بالإضافة إلى تسرب الكوادر الفنية من وزارة الشؤون وتوجههم إلى وزارة التربية.

• وما هي أسباب هذا التسرب ؟

- صعوبة العمل من خلال زياراتهم الميدانية لمنازل المسنين، بالإضافة إلى ضعف الكادر المالي الذي يقدر بـ80 ديناراً، ولو نظرنا الى التخصص نفسه في وزارة التربية بالنسبة للمدرسين لوجدنا أن كادرهم المالي يفوق الـ 200 دينار بالإضافة إلى أن مقار عملهم قريبة جدا من منازلهم، وعلى ضوء ذلك قمت برفع مذكرة إلى وكيل الوزارة المساعد لقطاع الرعاية الاجتماعية الدكتور جاسم اشكناني لرفع الكادر الفني للعاملين.

• حدثنا عن إحدى حالات عقوق الوالدين التي واجهتكم خلال العمل ؟

- وردنا اتصال من احدى المواطنات وطلبت منا الحضور إلى المنزل للنظر في حالة والدها المسن، وتوجه على الفور الفريق الطبي إلى محل إقامة المسن، وعندما طرقوا الباب خرج لهم السائق وأرشدهم الى مكان المسن، وفوجئوا بغرفة «كيربي» في إحدى زوايا الحوش يقطن بها المسن الذي يقدر عمره بالخامسة والثمانين، الأدهى والأمر أنها غير صالحة للاستخدام الآدمي ولا يوجد بها تكييف، علما بأن ذلك كان في شهر يوليو «عز الحر»، وتفاجأنا كذلك بأن الغرفة مملوءة بالنمل الذي أصاب ظهر المسن بالتقرحات وكان شبه فاقد للوعي، وتم تدارك هذه المشكلة من خلال قيام الفريق الطبي بعلاجه حتى تحسنت صحته وهو الآن حي يرزق.

وبعد ما رأينا بعض حالات العقوق المأسوية التي يتعرض لها المسنون والتي تشكل قلة قليلة في مجتمعنا الكويتي، استطعنا أن نصدر قانوناً لحماية المسنين، حيث نظم القانون العقوبات تجاه من يسيء للمسن، وكذلك شدد على حفظ كرامة المسن وتقديره واحترامه، ويؤكد على أن رعاية كبار السن ليست شفقة، وإنما واجب ملزم على الفرد في محيطه الأسري، وواجب على الجماعة والمجتمع.

• كلمة أخيرة؟

- يجب أن تحفظ وتقدر كرامة المسن في المجتمع وأن نؤمن بأن وجود المسن بين أفراد أسرته باعتبارها البيئة الطبيعية الأفضل له، وأن مرحلة الشيخوخة هي مرحلة تغيرات وليست حالة مرضية، وتشجيع الجانب الايجابي تجاه المسنين.

وإذا أرادت الأسر أن يبرهم أبناؤهم يجب أن يبروهم أولا في شبابهم من خلال ملتقيات أسرية في وقت الغداء والعشاء بشكل يومي وأن يكون هناك ملتقى أسبوعي يضم جميع أفراد الأسرة، لأن كبير السن هو ناقل الخبرة من الماضي إلى الحاضر والمستقبل، ويجب أن تنتقل خبرته بالحوار والمشاركة الفعالة داخل الأسرة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي