في معرضه «مركز الجزيرة» بالقاهرة
محطة / أحمد عبدالغني: عشق الماضي... فدرسه تشكيليا وأبدعه «لوحات»

اكريليك على خشب

أحمد عبدالغني




|القاهرة - من محمد عوض|
يظن مُشاهد معرض التشكيلي المصري الدكتور أحمد عبد الغني لأول وهلة أنه دخل من ثقب صغير في سقف بيت عتيق بالقاهرة، وإذا تقدم خطوة أخرى يتأكد أنه في قاعة عرض وسط لوحات معرض فني، فيحاول منع نفسه من لمس أول لوحة تصادفه**، ليتأكد إن كان ما يراه بلاط أرضية يقبع بهدوء على لوحات معلقة على حوائط القاعة أم أنها خُدعة بصرية، لكن الفنان لا يلبث أن يلحق برواد المعرض ويبدد حيرتهم بعبارة توضيحية كتبها الفنان في منتصف القاعة «الأعمال كلها بخامة الأكريليك على الخشب وخامات أخرى.
«غواية الماضي»هو عنوان المعرض الذي أقيم بمركز الجزيرة للفنون بالقاهرة يعود فيه الفنان إلى فترة قديمة من زمن القاهرة مستخدما خامات تقليدية، وقد منحه خياله مساحة شاسعة من الابتكار، حيث وضع المتابع لمعرضه في منطقة مرتفعة ليرى الأعمال من تحته وكأنه يطير فوق سحابة، يرى حياة الناس في بيوتهم من دون سقف أو كأنه هو سقف المنزل ذاته، وعن ذلك يقول الفنان: «كان لابد أن أرسم من مستوى عال، لأني اتخذت بلاط الأرضية القديم كعنصر أساسي في اللوحة، لذلك تحتم عليّ أن تظهر العناصر الأخرى وكأنك ترى المشهد من علٍ، فوجود أي عنصر بمنظور جانبي سيخل بإيقاع اللوحة».
وأضاف عبد الغني: «المعرض يعد دراسة للماضي، أحاول فيها استعادة تيمات حياتية قديمة، فبعد أن كان بطل معرضي السابق الأبواب والشبابيك القديمة، بحثت في هذا المعرض عن أشكال «بلاط» الأرضية لأستعين به في اللوحة كعنصر أساسي تدور حوله فكرة المعرض، وقد حاولت محاكاة البلاط بالرسم على الخشب والحفر عليه لإبراز التفاصيل، لأنه من الصعب أن أستعين ببلاط حقيقي في العمل بسبب وزنه الثقيل جدا، ما يصعب حمله أو عرضه على الحائط».
تبنى الفنان طريقة زخرفية بتكرار نمطية «بلاط» الأرضية الذي كان مشهورا في أوائل القرن الماضي، واستخدام عجائن لإبراز النتوءات في الأبواب والحوائط أو الأثاث المنزلي، حيث أولى عناية فائقة بالتفاصيل الدقيقة ليضاهي الواقع بدرجة عالية، ويظهر تلامس سطوح الأشياء وعروق الأخشاب والأوراق المطوية ونصل السكين اللامع وألعاب الأطفال والأبواب والشبابيك المتهالكة والجدران التي تقادمت وانعكاس الأشياء على بعضها أو على ما حولها.
الناقد التشكيلي الدكتور مصطفى الرزاز يقول في تقديمه للمعرض: اختار الفنان أحمد عبد الغني في معرضه أن يطيح بقوانين وترسبات استقرت في وجدان المصورين المعاصرين، ففي هذا الفن ترتفع مرتبة التعبير والتراكيب البنائية المركبة بينما ينزل إلى مراتب دنيا كل ما هو زخرفي وما يقوم على الوحدات التكرارية، كما لا يكون المصورون اعتبارا للثقافة الحرفية المفرطة والمتحمسة في تقليد الواقع، مثل ما فعل مصورو الروكوكو الإسبان في القرن الثامن عشر.
وأضاف الرزاز: «إذا كنت على مقربة من تجربة الفنان أحمد عبد الغني ومتابعا لحلقاتها وتحولاتها فسيدهشك هذا المعرض بصورة غير مسبوقة، فمن اطلعوا على بطاقة الدعوة أو من شاهدوا الملصق أصابهم التعجب, وتساءلوا: هل هذا هو ذاك؟».
والحقيقة أن الفنان تمرد على مرعيات التصوير من ناحية، وتبنى الواقعية المفرطة من ناحية أخرى، ولا يربط بين هذا وذاك وبين التجارب الإبداعية السابقة، إلا نزعة يكمن فيها الحنين إلى الماضي للبيئة البصرية التي اعتادها القاهريون في بواكير القرن الماضي وحتى منتصفه، ولكنه بحنكة وخيال روض تلك المعطيات اللاتصويرية لنمطه التصويري الجديد الذي يفتح به نسقا في فن التصوير المصري المعاصر.
يظن مُشاهد معرض التشكيلي المصري الدكتور أحمد عبد الغني لأول وهلة أنه دخل من ثقب صغير في سقف بيت عتيق بالقاهرة، وإذا تقدم خطوة أخرى يتأكد أنه في قاعة عرض وسط لوحات معرض فني، فيحاول منع نفسه من لمس أول لوحة تصادفه**، ليتأكد إن كان ما يراه بلاط أرضية يقبع بهدوء على لوحات معلقة على حوائط القاعة أم أنها خُدعة بصرية، لكن الفنان لا يلبث أن يلحق برواد المعرض ويبدد حيرتهم بعبارة توضيحية كتبها الفنان في منتصف القاعة «الأعمال كلها بخامة الأكريليك على الخشب وخامات أخرى.
«غواية الماضي»هو عنوان المعرض الذي أقيم بمركز الجزيرة للفنون بالقاهرة يعود فيه الفنان إلى فترة قديمة من زمن القاهرة مستخدما خامات تقليدية، وقد منحه خياله مساحة شاسعة من الابتكار، حيث وضع المتابع لمعرضه في منطقة مرتفعة ليرى الأعمال من تحته وكأنه يطير فوق سحابة، يرى حياة الناس في بيوتهم من دون سقف أو كأنه هو سقف المنزل ذاته، وعن ذلك يقول الفنان: «كان لابد أن أرسم من مستوى عال، لأني اتخذت بلاط الأرضية القديم كعنصر أساسي في اللوحة، لذلك تحتم عليّ أن تظهر العناصر الأخرى وكأنك ترى المشهد من علٍ، فوجود أي عنصر بمنظور جانبي سيخل بإيقاع اللوحة».
وأضاف عبد الغني: «المعرض يعد دراسة للماضي، أحاول فيها استعادة تيمات حياتية قديمة، فبعد أن كان بطل معرضي السابق الأبواب والشبابيك القديمة، بحثت في هذا المعرض عن أشكال «بلاط» الأرضية لأستعين به في اللوحة كعنصر أساسي تدور حوله فكرة المعرض، وقد حاولت محاكاة البلاط بالرسم على الخشب والحفر عليه لإبراز التفاصيل، لأنه من الصعب أن أستعين ببلاط حقيقي في العمل بسبب وزنه الثقيل جدا، ما يصعب حمله أو عرضه على الحائط».
تبنى الفنان طريقة زخرفية بتكرار نمطية «بلاط» الأرضية الذي كان مشهورا في أوائل القرن الماضي، واستخدام عجائن لإبراز النتوءات في الأبواب والحوائط أو الأثاث المنزلي، حيث أولى عناية فائقة بالتفاصيل الدقيقة ليضاهي الواقع بدرجة عالية، ويظهر تلامس سطوح الأشياء وعروق الأخشاب والأوراق المطوية ونصل السكين اللامع وألعاب الأطفال والأبواب والشبابيك المتهالكة والجدران التي تقادمت وانعكاس الأشياء على بعضها أو على ما حولها.
الناقد التشكيلي الدكتور مصطفى الرزاز يقول في تقديمه للمعرض: اختار الفنان أحمد عبد الغني في معرضه أن يطيح بقوانين وترسبات استقرت في وجدان المصورين المعاصرين، ففي هذا الفن ترتفع مرتبة التعبير والتراكيب البنائية المركبة بينما ينزل إلى مراتب دنيا كل ما هو زخرفي وما يقوم على الوحدات التكرارية، كما لا يكون المصورون اعتبارا للثقافة الحرفية المفرطة والمتحمسة في تقليد الواقع، مثل ما فعل مصورو الروكوكو الإسبان في القرن الثامن عشر.
وأضاف الرزاز: «إذا كنت على مقربة من تجربة الفنان أحمد عبد الغني ومتابعا لحلقاتها وتحولاتها فسيدهشك هذا المعرض بصورة غير مسبوقة، فمن اطلعوا على بطاقة الدعوة أو من شاهدوا الملصق أصابهم التعجب, وتساءلوا: هل هذا هو ذاك؟».
والحقيقة أن الفنان تمرد على مرعيات التصوير من ناحية، وتبنى الواقعية المفرطة من ناحية أخرى، ولا يربط بين هذا وذاك وبين التجارب الإبداعية السابقة، إلا نزعة يكمن فيها الحنين إلى الماضي للبيئة البصرية التي اعتادها القاهريون في بواكير القرن الماضي وحتى منتصفه، ولكنه بحنكة وخيال روض تلك المعطيات اللاتصويرية لنمطه التصويري الجديد الذي يفتح به نسقا في فن التصوير المصري المعاصر.