No Script

رؤية ورأي

أتحدّى كلّيّة التمريض

تصغير
تكبير

حضرت مساء الأربعاء من الأسبوع الماضي، حفل تكريم خريجي كلّيّة التمريض من حملة البكالوريوس والدبلوم - دفعة العام الدراسي الحالي. ورغم إعجابي العام بجوانب تنظيمية للحفل، إلا أنني كأحد زملائهم في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، غبطت أعضاء هيئتي التدريس والتدريب والعميد ومساعدِيه في كلّيّة التمريض على ثلاثة أمور ذات بُعد أكاديمي.

الأمر الأول هو أن خريجي هذه الدفعة يمتازون بمهارات سلوكية عمليّة عالية، لأنهم اجتازوا ساعات تدريب ميداني إضافيّة استثنائية عبر مساهمتهم في جهود مواجهة جائحة كورونا خلال فترتين.

الأولى كانت مع بداية تفشّي الجائحة في الكويت، حين تدرّبوا طوعاً في الصفوف الأمامية وساندوا الطواقم التمريضية في محاجر وزارة الصحة.

وامتدّت هذه الفترة الطوعيّة إلى يوم استئناف الدراسة في الكلّيّة.

وأما الفترة التدريبية الإضافية الثانية فكانت تلبية لقرار مجلس الوزراء الاستعانة بطلبة التمريض لمساندة الطواقم التمريضية في مراكز التطعيم ضد الجائحة.

والدافع الثاني للغبطة هو العلاقة المتينة بين الخريجين والخريجات من جهة، وبين أعضاء هيئتي التدريس والتدريب المنتسبين إلى الكلّيّة من جهة أخرى.

هذه العلاقة متميزة إلى درجة أن الخريجين الذين كُرّموا في الحفل كَرّموا في الحفل ذاته مُعلّميهم، ابتداء بعميد الكلية ومساعدِيه وانتهاء بأصغر المدرسين والمدربين سنّاً، بصيحات الشكر والتقدير التي رافقت فقرة تكريم العميد لمساعدِيه وزملائه في الكلية.

هذه الصيحات كشفت لي الدافع النفسي لتميّز الدفعات السابقة من خريجي الكلّيّة في الجانب الأكاديمي المعرفي (Cognitive)، وفق ما نقل إليّ من بعض مسؤوليهم المباشرين في مستشفيات حكومية.

وأما السبب الثالث للغبطة، فهو التنوّع الثقافي وتعدد الجنسيّات على جناحَي الكلّيّة: الطلبة ومُعلّموهم. رغم عدم اطّلاعي على إحصائية رسمية في شأن جنسيّات الطلبة ومعلّميهم، بدى لي واضحاً من أسماء المكرّمين الطلبة ومعلميهم أن نسبة غير الكويتيين في الكلية هي الأعلى بين الكليات التطبيقية.

وهذه الميزة إلى جانب أثرها الجيد على كل من الطلبة ومعلميهم، لها مردود إيجابي لدى معظم جهات تصنيف مؤسسات التعليم العالي.

لذلك، بعد تجديد التهنئة لكل منتسبي الكلّيّة، على حصول جميع برامجها قبل عام على الاعتماد الأكاديمي من المؤسسة الأميركية لاعتماد برامج التعليم التمريضي (ACEN)، أتحدّاهم أن ينجحوا في السنوات الثلاث المقبلة بإدراج كلّيتهم في قوائم عالمية شاملة أو جزئية لتصنيف الجامعات (مؤسسات التعليم العالي)، ويحتلوا مراكز متقدمة محليّاً وإقليمياً.

وبالطبع، التحدّي هنا ليس السلبي العدائي، بل الإيجابي المحفّز المعزز لروح المنافسة والإصرار على تحقيق الهدف.

فكليّة التمريض تمتلك من المقوّمات الذاتية والمحيطة والظرفية، ما يؤهلها للوصول إلى مراكز متقدّمة على مستوى المنطقة العربية في قوائم التصنيف العالمية، وذلك بعد استيفائها شروط الإدراج في تلك القوائم، التي من بينها شروط متعلّقة بالمؤسسة الأم الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب.

على مستوى المقوّمات الذاتية، الكلية لديها مقوّمات مرتبطة بشكل مباشر بمعايير التصنيف وأخرى بشكل غير مباشر.

من بين مقوّماتها المباشرة كثافة الإنتاج العلمي ونسبة عدد الطلبة إلى عدد المعلمين. ومن بين المقوّمات غير المباشرة تلك المرتبطة بسمعتها في سوق العمل عبر كفايات خريجيها، ككفاءة المدرسين والمدربين ومستوى التجهيزات المتوافرة في قاعات التدريس والتدريب.

وأما المقوّمات المحيطة والظرفيّة، فالكلية كانت لديها أساساً سمعة مناسبة لدى سوق العمل والكلّيّات المحلية المناظرة، وهذه السمعة ارتقت بشكل ملحوظ بعد مشاركتها الإيجابية في جهود التصدّي لجائحة كورونا.

وعليه، أنا متفائل بأن الكلّيّة سوف تقبل وتكسب التحدّي، بعد التوسّع في المهارات المطلوب من الطلبة تكرار ممارساتها أثناء التدريب الميداني، بالتعاون مع جهات التدريب، والحرص على رصد وتوثيق تلك الممارسات في سجلّات (logbooks) الطلبة...

«اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه».

abdnakhi@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي