No Script

ألوان

مهرجان السينما الفلسطيني

تصغير
تكبير

تم تنظيم مهرجان السينما الفلسطينية أخيراً في العاصمة الفرنسية، باريسن وفي مدينة مرسيليا، الأمر الذي يشكل قفزة نوعية في النضال الفلسطيني ثقافياً وفنياً.

ويأتي هذا المهرجان ليكون بمثابة بانوراما للابداع الفلسطيني على صعيد السينما بكل ما تحمله من تفاصيل، بدءاً بالنص وكتابة السيناريو مروراً بالديكور والتمثيل وانتهاء بالاخراج، كون المخرج هو قائد العمل الفني.

ويهدف المهرجان إلى ايجاد بيئة فنية مناسبة لصقل المواهب الشابة والاحتكاك بالمبدعين الذين يمتلكون الخبرة الكافية، وبالتالي فإن مجرد فكرة الاستفادة من تلك الخبرات يعد مكسباً، بيد أن المبدع الفلسطيني يتطلع إلى أكثر من ذلك، أي أنه يهدف إلى إيصال رسالته الإنسانية عن وطنه المسلوب وعرض المعاناة التي يعانيها كل فرد فلسطيني خصوصاً الذين يعيشون تحت وطأة الاحتلال منذ أكثر من سبعة عقود من الزمن.

إن عملية التقارب بين المخرجين الفلسطينيين مع بعض المخرجين العالميين انما تهدف إلى تفعيل حركة الإبداع الفلسطيني سينمائياً من حيث تطوير كتابة مشروع السيناريو السينمائي للفيلم القصير الخاص.

ويأتي هذا المهرجان ليكون فرصة للاطلاع على الأعمال السينمائية الفلسطينية المستقلة، بعيداً كل البعد عن التوجيهات من قبل المنتج الذي يمتلك أيديولوجية رسمية مخفية، كما أن المهرجان فرصة غير متاحة في السابق للجمهور الباريسي للاطلاع على إبداعات تحمل نكهة مختلفة لطالما أن الجمهورالفرنسي يعشق الثقافة، فكانت مدخلاً مناسباً لايصال الأفكار بالإضافة إلى كونه فضاءً يسمح باكتشاف المواهب الشابة من خلال عرض أفلام مخرجين فلسطينيين خصوصاً من فئة الشباب، والالتقاء بالجمهور الفرنسي، وفتح باب النقاش حول الأفلام، كما يحرص فريق العمل المكون من متطوعين على أن يكون المهرجان مستقلاً بذاته وتلك نقطة مهمة في نجاح واستمرار المهرجان الذي يجب أن يتكرر في أكثر من عاصمة أوروبية.

ويتزامن المهرجان مع الذكرى السبعين للنكبة منذ عام 1984م من حيث عرض أفلام تتناول النكبة من زوايا إنسانية وتاريخية واجتماعية واقتصادية وابعاد القضية الفلسطينية.

نعم، انها الثقافة بمفهومها العام والذي يشمل أنواع الفنون كافة ومن بينها السينما التي تعد نتاجاً إنسانياً متى ما استطعنا استخدامه، فإنها فرصة ذهبية ليكون حلقة وصل مع الآخر الذي قد يجهل ابعاد القضية الفلسطينية وبالتالي فإن للسينما قدرة على التأثير الناعم البطيء، خصوصاً أن المهرجان يأتي في العاصمة الفرنسية باريس ثم ينتقل إلى مدينة مرسيليا، وبالتالي فإنها فرصة مهمة لايصال الرسالة المطلوب ايصالها إلى المتلقي وهو رجل الشارع الفرنسي، أما في مرسيليا فإن معظم سكانها من المهاجرين ولديهم أبناء ولدوا في فرنسا وبالتالي قد تكون معلوماتهم عن القضية الإسلامية أقل مما ينبغي لتأتي تلك الأفلام لتقدم معاناة الإنسان الفلسطيني عبر عمل فني يقدم مادة ثقافية مهمة في تاريخنا، كون القضية الفلسطينية هي أهم قضية إسلامية وعربية.

إن الحوار المباشر مهم جداً مع المثقف الفرنسي أو غير المثقف، بعيداً كل البعد عن التدخل المباشر وغير المباشر للإعلام الفرنسي الذي قد تكون لديه أيديولوجية معينة تجاه القضية الفلسطينية، وبالتالي فإنها فرصة ذهبية للمبدع الفلسطيني ليقول ما لديه تجاه قضية توارثها عبر أكثر من جيل بشكل مباشر.

نعم قد تحمل الثقافة نوعاً من النضال ضد الظلم السياسي والفكري، والهوية الفلسطينية يجب المحافظة عليها عبر أنشطة ثقافية عدة مثل المهرجان السينمائي والمسرحي وعبر تنظيم معارض تشكيلية في أكثر من عاصمة غير عربية وإسلامية كي نساعد في توضيح حقيقة القضية.

همسة:

الثقافة سلاح قوي إن أحسنا استخدامه ضد أعدائنا.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي