No Script

قِطار «الخليج» مُهدّد بضعف بنية بعض دوله التحتية

تصغير
تكبير

- الإمارات والسعودية الأقرب لإنشاء خط سكك حديدية مُثيرة للإعجاب
- الكويت فشلت بتنفيذ معظم المشاريع المخطط لها لأكثر من عقد

أفاد مقال نشره موقع «إنفستمنت مونيتور» بأن شبكة السكك الحديدية المقرر أن تربط جميع دول الخليج ستكون نعمة لاقتصادياتها، إلا أن المشروع قد يفشل بسبب ضعف البنية التحتية لبعض هذه الدول.

وأضاف أن إنشاء خط سكة حديد يربط بين جميع دول الخليج كان أحد تطلعات حكومات المنطقة منذ 2008 على الأقل، مشيراً إلى أن الذين يرغبون في ركوب قطار عابر للبلاد من مدينة الكويت إلى مسقط ينتظرون بصبر بسبب العديد من البدايات الخاطئة للمخطط.

ووافقت دول الخليج في القمة 42 التي عُقدت في ديسمبر 2021، على إنشاء هيئة السكك الحديدية الخليجية والتي تم تكليفها بإنجاز المشروع.

ورغم أن خط سكة الحديد الخليجية قد حصل على زخم سياسي مرة أخرى، إلا أن تحديات كبيرة مازالت قائمة، فيما تعتبر الإمارات والسعودية الأقرب لإنشاء خط سكك حديدية مثيرة للإعجاب بحلول نهاية هذا العقد.

ونوه المقال إلى أن الكويت أمضت أكثر من عقد من الزمان في محاولة تطوير مجموعة كاملة من مشاريع البنية التحتية بالشراكة مع القطاع الخاص، ومعظمها لم يُنفّذ حتى الآن.

ولفت إلى أن خط حديد الخليج يتضمّن بناء شبكة سكة حديد بطول أكثر من 2000 كيلومتر تمتد من الكويت إلى عُمان، مع رحلات داخلية إلى السعودية في منتصف الطريق.

وقُدّرت التكاليف بما يصل 200 مليار دولار. وأضاف «قد يبدو من بعيد وكأنه مشروع تفاخري أو مشروع كلفته أعلى من فائدته، ومع ذلك يبدو المنطق الاقتصادي لإنشاء شبكة سكك حديدية في جميع أنحاء المنطقة سليماً، خصوصاً وأن السوابق التاريخية تُبشّر بالخير».

وتأمل دول الخليج في تحقيق فوائد من سكة الحديد المستهدفة بتقليل تكاليف التجارة، وزيادة حجم البضائع المشحونة، إضافة إلى فوائد اقتصادية أوسع نطاقاً تفوق تكاليف البناء بشكل كبير، من خلال إيجاد طريق أسرع للتجارة والصادرات.

خطط إنشاء

ويُنظر إلى السكك الحديدية الخليجية على أنها محورية لخطط إنشاء اتحاد جمركي وسوق مشتركة عبر دول الخليج، بينما ستتعزز السياحة التي تلعب دوراً رئيسياً في الإستراتيجيات الاقتصادية لكل من الإمارات والمملكة، من خلال خدمات المسافرين المقدمة، كما يُمكن للسكك الحديدية زيادة التعاون السياسي داخل دول المنطقة.

ويرى المقال أن الموعد المستهدف في 2025 لبدء تشغيل كل من السكك الحديدية والاتحاد الجمركي هو بعبارة ملطّفة طموح، وأنه غالباً ما تُفهم الأهداف الحكومية في دول الخليج بشكل أفضل على أنها تعبير عن نوايا وليست تنبؤات تستند إلى تقييم تحليلي عميق.

ويتزايد الزخم بالتأكيد بالنسبة لبناء خط السكة الحديد، ولكن بعض الدول تبدو أفضل من غيرها في الصمود لحين الانتهاء من المشروع.

وتقود السعودية والإمارات الطريق لبناء السكك الحديدية في المنطقة، ولديهما خطط طموحة للغاية لتنويع اقتصاديهما بعيداً عن الاعتماد على النفط، في وقت يعتبر الاستثمار في البنية التحتية للسكك الحديدية مجرد جزء من تلك الإستراتيجيات.

وكشفت الإمارات عن برنامج سكك حديدية جديد بقيمة 13 مليار دولار في ديسمبر 2021، والذي يتوقع أن يدر 55 ملياراً في الآفاق الاقتصادية من خلال إنشاء نظام سكك حديدية متكامل.

معوقات التقدم

ولأوضح المقال أنه بينما يبدو أن الإمارات والسعودية في حالة تقدم كامل في تطوير السكك الحديدية الخاصة بهما، تظل نواح أخرى من خط سكة حديد الخليج المقترح قائمة أكثر على فرضيات.

ويتمثل التحدي الأكبر في تسليم المشروع، في جعل كل دولة تستكمل الجزء المتعلق بها في الوقت المحدد، إذ لا تتمتع دول الخليج جميعها بميزانية حكومية فائضة لرميها في مشاريع البنية التحتية الكبيرة مثل الإمارات والسعودية، ولدى بعضها سجلات ضعيفة في تسليم المشروعات حتى عندما تحاول ذلك.

وعلى سبيل المثال، أفادت قطر بأنها ستبدأ ببناء خط سكة حديد ركاب وشحن للسعودية بطول 146 كيلومتراً في 2022، ولكن في الواقع مازال المشروع في مرحلة مبكرة.

وفي البحرين، مازال خط قطار وطريق جسر الملك حمد المقترح منذ فترة طويلة مع السعودية في مرحلة الجدوى، بينما ألغت عُمان مشاريعها المدعومة من القطاع الخاص لبناء خط سكة حديد مع الإمارات في 2016 بسبب التحديات الاقتصادية.

ركوب قطار من الكويت إلى مسقط فكرة أقل ترجيحاً

خلص مقال موقع «إنفستمنت مونيتور» إلى أن قدرة الركاب على ركوب القطار من مدينة الكويت إلى مسقط تبقى فكرة أقل ترجيحاً. إذ يواجه مشروع خط السكك الحديدية الخليجي تحديات فنية عدة نظراً لصعوبة التضاريس والظروف الجوية في المنطقة.

فعلى غرار الظروف السائدة في أجزاء من أستراليا، يُمكن أن تتآكل عجلات القطارات بمعدل أسرع بعشر مرات، كما أن جميع أجزاء الشبكة مهددة بالتآكل السريع بسبب العواصف الرملية.

11 مليار دولار ستُنفقها السعودية على السكك الحديدية سنوياً و5 الإمارات

تُقدّر شركة الأبحاث «غلوبل داتا» أن تنفق السعودية ما يصل 11 مليار دولار سنوياً على البنية التحتية للسكك الحديدية بحلول 2025.

وأعلنت الحكومة السعودية إنفاقاً ضخماً مخصصاً لبناء بنية تحتية جديدة للسكك الحديدية وصرّحت في 2021 أنها ستستثمر أقل بقليل من 150 مليار دولار في النقل والخدمات اللوجستية.

وتمتلك المملكة أكبر شبكة سكك حديدية قائمة في المنطقة وأكملت بنجاح بعض المشاريع الكبرى في السنوات الأخيرة. وتم افتتاح خط سكة حديد فائق السرعة يربط بين مكة والمدينة في 2018 كجزء من التوسع الكبير المستمر لخدمات السكك الحديدية في جميع أنحاء البلاد.

كما تتوقع «غلوبل داتا» نمو الاستثمار في البنية التحتية للسكك الحديدية في الإمارات كل عام حتى 2026، وبمعدل أسرع من أنواع البنية التحتية الأخرى، مرجحة أن تنفق الإمارات بحلول 2026، أكثر من 5 مليارات سنوياً على البنية التحتية للسكك الحديدية من إجمالي ميزانية البناء البالغة 100 مليار دولار.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي