No Script

سباق تشريعي قد تتوقف عليه أجندة ماكرون الإصلاحية

العلاقات مع الخارج... جزء من الانتخابات الفرنسية


ماكرون بعد الإدلاء بصوته في منطقة لو توكيه-باريس-بلاج أمس	 (رويترز)
ماكرون بعد الإدلاء بصوته في منطقة لو توكيه-باريس-بلاج أمس (رويترز)
تصغير
تكبير

يواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تحدياً من اليسار في الانتخابات التي انطلقت أمس، لاختيار 557 عضواً في الجمعية الوطنية، من أصل 6280 مرشحاً.

ومن المتوقع أن يصل عدد قليل من هؤلاء إلى كرسي النيابة في الجولة الأولى، لفقدان حماس الـ 48 مليون ناخب بالذهاب إلى صناديق الاقتراع.

وقد أخرج ماكرون ورقة أهمية البقاء ضمن المجموعة الأوروبية والتضامن مع أوكرانيا والعلاقة مع أميركا، كجزء من حملته الانتخابية لدفع الجمهوريين والديغوليين للتصويت لمرشحيه لكي لا يضطر إلى دفع ثمن التعايش مع زعيم اليسار القوي جان لوك ميلونشون، الذي من المتوقع أن يحصد عدداً كبيراً من المقاعد تفرض على الرئيس الفرنسي التعايش معه «مُرغماً».

ويقود ميلونشون، ائتلافاً يمثل اليسار والخضر والشيوعيين، تحت اسم «الاتحاد الشعبي والبيئي والاجتماعي الجديد». وعلى رأس أهدافه، منع ماكرون من المحافظة على الغالبية البرلمانية الحالية تحت مسمى «معاً».

ومن المتوقع أن يفشل الرئيس الفرنسي في الحصول على 289 مقعداً، وتالياً فان حكومة جديدة ستحكم من خلال المساومة من أجل الحصول على الأعداد الناقصة إذا ما توصل إلى حصد 250 - 260 مقعداً.

وفي حال ضعف ائتلاف ماكرون، فسيكون لذلك نتائج مهمة على سياسته الخارجية والدفاع والعلاقة الحذرة مع موسكو (لم يغلق الخط الساخن مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين) والبقاء ضمن المجموعة الأوروبية والعلاقة شبه الخاضعة للإدارة الأميركية وسياستها المهيمنة في القارة الأوروبية.

وقد خفضت فترة حكم الرئيس الفرنسي، من سبعة أعوام إلى خمسة، لتخفيف الأضرار على صيغة التعايش بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، إذا كانا لا ينتميان إلى الحزب نفسه، ولدى كل منهم أجندة داخلية (وسياسية وخارجية) متعارضة.

فميلونشون يريد علاقة جيدة مع موسكو، وسيعمل على إخراج باريس من الهيمنة الأميركية من دون أن يخرج من الاتحاد الأوروبي.

وفي السياسة الداخلية، يريد زعيم حزب اليسار، خفض سن التقاعد إلى 60 عاماً ورفع مستوى الأجر المتدني بزيادة 10 في المئة، خصوصاً في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار بسبب العقوبات الغربية على روسيا وتداعيات ذلك على العالم.

وقد وعد ميلونشون، بدولة أكثر ديموقراطية للحد من سلطة الرئيس، وكذلك يطالب بفرض ضريبة على أصحاب الثروات.

وهذا ما جذب إليه الملايين من الشباب، خصوصاً بدفاعه عن البيئة والمحافظة على نظافة الهواء وتقليل التلوث.

وينبغي أن يحصل كل مرشح على أكثر من 50 في المئة من أصوات الناخبين يوم الانتخاب.

ومن لا يحصل على العدد المطلوب، يتنافس الأول والثاني، اللذان حصلا على أكثر من 12.5 في المئة من الأصوات، يوم 19 يونيو في جولة انتخاب ثانية وأخيرة.

ويعتبر التوازن في الجمعية الوطنية مختلفاً عن سباق الرئاسة، الذي أوصل ماكرون ومنافسته من اليمين المتطرف مارين لوبان إلى الدورة الثانية.

فالجمعية الوطنية تُعد مكاناً للأحزاب التقليدية، ولا يوجد سوى مكان صغير لليمين المتطرف، الذي حصد في انتخابات العام 2017، ثمانية مقاعد فقط ويأمل بالحصول على ضعف ذلك (من أصل 557).

إلا ان ثقله الانتخابي من المتوقع أن يكون ضئيلاً جداً.

من المتوقع ألا يحصل ماكرون ولا ميلونشون على الغالبية المطلقة (289) لتعيين رئيس الحكومة المقبل... ولذلك، استبق ميلونشون النتائج بالقول ان مركز رئيس الوزراء ليس الهدف بل الثقل داخل الجمعية الوطنية لإحداث التغييرات الممكنة، إذا ما فقد ماكرون الغالبية الحالية، وتالياً يجب مراقبة أداء الحكومة المقبلة ومساءلة الوزراء وسحب الثقة إذا لزم الأمر وتنظيم استفتاء شعبي حول المسائل المهمة.

انتهى الحكم المطلق لماكرون والذي تمتع فيه خلال الأعوام الخمسة الماضية وحان وقت التعايش.

لكن التعايش في الرئاستين الأولى والثانية، لن يسلم من مراقبة اليسار الذي من المتوقع أن يحصل على عدد من المقاعد، يسمح بفرض أجندة داخل الجمعية الوطنية وإزعاج الرئيس الذي لن يستطيع تمرير أي قرار يريده.

شهر يونيو، مهم جداً لأوروبا التي تقودها من خلف الستار، فرنسا ومن بعدها ألمانيا، وتالياً فان سياسة المجموعة الأوروبية الخارجية تعتمد كثيراً على نتائج الانتخابات الفرنسية، ولذلك فان قرارات كثيرة تقرر في القارة الأوروبية بعد انتهاء هذه الانتخابات.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي