No Script

المملكة أطلقت برنامجاً طموحاً لجذب 100 مليون زائر سنوياً بحلول 2030

السياحة السعودية: تَقدُّم في السماء... تَوسُّع على الأرض

تصغير
تكبير

- البرنامج يغطي خسائر شركات الطيران من الرحلات المباشرة للأسواق الرئيسية
- إطلاق «روّاد السياحة» الأضخم من نوعه بالعالم لتدريب 100 ألف شاب وشابة
- الخطيب: الحكومة تقدّم الحوافز كجزء من برنامج الاتصال الجوي والخطة المفتوحة لأي ناقل
- المملكة وقّعت صفقة مع شركة الطيران الوطنية السعودية للسفر إلى زيوريخ وبرشلونة
- استقطاب 12 مليون سائح إلى المملكة في 2022 والعين على مليون وظيفة جديدة بالقطاع
- دعم شركات الطيران التي تُشغّل مسارات للمدن العالمية الكبرى واستقطاب رحلات مباشرة إلى المملكة

لعلّ أهم ما يميّز النشاط السياحي الحاصل أخيراً في السعودية، أن كل الجهود المبذولة من المملكة بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تؤكد أن المستهدف ليس تنمية تقليدية للقطاع، بل إحداث تحول كامل يضمن أن تكون السياحة على أرض المملكة صناعة منافسة وبعوائد مستدامة للدولة، وفقاً لبرنامج طموح، وإمكانات غير معتادة للتنفيذ.

وإذا كانت القفزة السياحية المسجلة أخيراً في المملكة ليس كل ما في أجندة الأمير بن سلمان لرفد المالية العامة للدولة بإيرادات متنوعة بعيداً عن النفط وتقلباته، إلا أن جهود تطوير القطاع وآخرها دعم شركات الطيران التي تُشغّل مسارات غير مربحة للمدن العالمية الكبرى، عكست أن السعودية تحلّق بتنمية القطاع عالياً وبأكثر من اتجاه.

ولعل ما يعزّز التفاؤل بمستقبل البرنامج السياحي الذي بدأت السعودية تنفيذه بطموح وخطى مدروسة لإنعاش السياحة الداخلية واجتذاب أعداد أكبر من السياح الأجانب، أن حماسة القائمين على تطوير القطاع تأتي ضمن خارطة طريق أوسع لتحقيق هدف جذب 100 مليون زائر سنوياً إلى المملكة بحلول 2030، بما يتجاوز معدّلات نمو السياحة العالمية.

وفي هذا الإطار، قال وزير السياحة السعودي، أحمد الخطيب، إن الحكومة تقدّم الحوافز كجزء من برنامج الاتصال الجوي وتجري محادثات مع شركات الطيران حول الخطة المفتوحة لأي ناقل لتلقي الدعم، بحسب ما نقلت عنه وكالة «بلومبيرغ»، مضيفاً أن المملكة وقّعت بالفعل صفقة مع شركة الطيران الوطنية السعودية للسفر إلى زيوريخ وبرشلونة كجزء من البرنامج.

وأوضح أن «الهدف الرئيس هو إنشاء رحلات مباشرة إلى أسواقنا الرئيسية المستهدفة إذ سيعوض البرنامج شركات الطيران لتغطية خسائرها من الرحلات الجوية المباشرة إلى هذه المحاور المهمة جداً بالنسبة لنا».

تمويل حكومي

وذكرت «بلومبيرغ» في تقرير لها أن تمويل هذه الخطة الطموحة سيأتي من الحكومة مباشرة، إلا أنه لم يتضح حتى الآن كم سيكلف هذا البرنامج، ناقلة عن الخطيب قوله: «علينا أن نتفاوض مع كل شركة بحسب حجمها»، مشيراً إلى أن تفاصيل ميزانية البرنامج ستكون متاحة العام المقبل.

تأشيرات سياحية

وبدأت السعودية تقديم التأشيرات السياحية في أواخر عام 2019، فيما تأتي خطة دعم شركات الطيران للسفر إلى المملكة بسبب محدودية الخيارات المتاحة للمسافرين في بعض المدن والمناطق من أجل الوصول إلى هناك.

وأشارت «بلومبيرغ» إلى أن هذه الخطة هي أحدث خطوة في إستراتيجية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لتقليل الاعتماد على النفط وتحويل الرياض إلى مركز أعمال عالمي.

وأفاد الخطيب بأن إطلاق شركة نقل جديدة مملوكة لصندوق الاستثمارات العامة من شأنه أن «يسد فجوة كبيرة في عدد الخطوط المتجهة إلى السعودية»، موضحاً أن وزارة السياحة تستهدف 12 مليون سائح أجنبي هذا العام، وأن السياحة تسير على المسار الصحيح للمساهمة بنحو 4 في المئة من الناتج الاقتصادي للسعودية بحلول عام 2030، في ما تطمح الحكومة للوصول بالنسبة إلى 10 في المئة.

رواد السياحة

وفي إطار الخطوات الداعمة لتحقيق هذا الطموح، أطلقت وزارة السياحة السعودية برنامج «رواد السياحة»، الذي يهدف إلى تنمية قدرات 100 ألف شاب وشابة سعوديين وتزويدهم بالمهارات الرئيسية في مجال الضيافة والسياحة والسفر، وذلك لتهيئتهم للعمل في قطاع السياحة المزدهر في المملكة، حيث أعلن الخطيب إطلاق البرنامج خلال الدورة 116 لاجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية في جدة.

وسيساهم «رواد السياحة» في توفير الخبرات العالمية الواسعة في المجال أمام قادة المستقبل لقطاع السياحة في المملكة، إذ أكد الخطيب أنه لابد من الاستثمار في الشباب السعودي وتهيئة أيدي عاملة ماهرة وطموحة لدعم قطاع السياحة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي دوراً كبيراً في تحقيق رؤية المملكة 2030.

ويُظهِر هذا البرنامج التزاماً من الحكومة السعودية بتمكين الشباب من خلال تزويدهم بالمهارات اللازمة ودعمهم وإتاحة الفرص أمامهم لتمهيد الطريق لمستقبل قطاع السياحة.

3 برامج

وذكر الخطيب أن هذا البرنامج يتضمن 3 أهداف مبنية على تنمية المهارات في مجال السياحة ورعايتها ودعمها، كما يهدف إلى ترسيخ ثقافة المهنية ومساعدة المهنيين حديثي العهد على توسيع معارفهم ومؤهلاتهم اللازمة للدخول في المجال ودعم مسيراتهم المهنية من خلال صقل مهاراتهم.

وسيساعد البرنامج الموجه نحو تحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية للسياحة ورؤية المملكة 2030 المتدربين على إيجاد فرص عمل لهم في القطاع، فيما تتضمن الإستراتيجية إتاحة مليون وظيفة جديدة بحلول 2030.

وأكد الخطيب أن البرامج عالية التخصص ستساهم برفد المستفيدين بالمهارات والمؤهلات اللازمة للدخول إلى سوق العمل بثقة.

معاهد عالمية

واختارت وزارة السياحة السعودية المعاهد والمؤسسات التعليمية الأعلى تقييماً في العالم بناءً على قدراتها الأكاديمية في مجال السياحة والتدريب لتكون جزءاً من برنامج «رواد السياحة»، ومنها مدرسة لاغوش الدولية لإدارة الفنادق، والمدرسة السويسرية لإدارة الفنادق، ومعهد غليون للتعليم العالي، وكليات سيزار ريتز، ومعهد مونترو، ومدرسة «ESSEC» للأعمال ومعهد «Ecole Hoteliere» في لوزان، والمدرسة الأوروبية للاقتصاد، و«نيو ساوث ويلز» للتقنية والتعليم الإضافي، ومدرسة إدارة الأعمال والفنادق.

وسيستفيد المتقدمون المختارون للالتحاق بالبرنامج من دورات تدريبية شاملة تمكنهم من تأمين فرص العمل في شركات الضيافة الرائدة في المملكة.

وللتأهل للبرنامج، يجب أن يكون المتقدم سعودي الجنسية، ويتحدث اللغة الإنكليزية بطلاقة ومهتماً بالعمل في قطاع السياحة.

147 مليار دولار استثمارات بالنقل والخدمات اللوجستية

أفاد الرئيس التنفيذي للبرنامج الوطني للربط الجوي في السعودية، خليل المرابط، بأن «الحكومة تخطط لاستثمار 147 مليار دولار للمساعدة في تحويل المملكة إلى مركز للنقل والخدمات اللوجستية، يشمل أيضاً تطوير مطار جديد في الرياض، وإطلاق شركة طيران، وزيادة عدد الوجهات المباشرة التي تخدمها الدولة إلى 250 بدلاً من نحو 100 حالياً».

جاذبية العمل بالقطاع تجاوزت 75 في المئة

قال وكيل وزارة السياحة لتنمية القدرات البشرية السياحية في السعودية، محمد بشناق «إن الاستثمار المالي الكبير في برنامج

(رواد السياحة) يُظهر عزمنا على رفد شبابنا بالأدوات التي يحتاجونها لتحقيق النجاح»، مشيراً إلى أن نسبة جاذبية العمل في القطاع السياحي لدى الشباب والشابات ارتفعت إلى أكثر من 75 في المئة.

وأضاف أن دعم أحلام «رواد السياحة» في المملكة وتمكين تعليمهم في أرقى الأكاديميات حول العالم يشكّل هدفاً محورياً في الوقت الذي تنبثق فيه المملكة كقائد أساسي في القطاع على الصعيد العالمي، حيث سيستفيد المشاركون في البرنامج من منح تدريبية في أبرز المعاهد المحلية والعالمية في فرنسا وإسبانيا وسويسرا والمملكة المتحدة وأستراليا وإيطاليا، لافتاً إلى أنه بالإضافة إلى قبول الطلبات المقدّمة من الخريجين الجدد، ستُقبل الطلبات المقدمة من السعوديين الذين يعملون في القطاع وممن يطمحون لبناء مسيرة مهنية في مجالات السياحة والضيافة والسفر.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي