No Script

سافر إلى ذاتك

العبودية الفكرية

تصغير
تكبير

منذ ولدنا لم يسأل أحد كيف نسمع، أو كيف نفكر؟، ولم يهتم أحد بتعليمنا آليات التفكير أو معايير السمع الصحيحة، وكيف نقيّم ما سمعناه ونخرج معارف صادقة من افكارنا وكيف نحكم بمعايير موضوعية على ما نسمع؟، فالاذنان ليستا حاستي استقبال فحسب، بل حاستا بناء فكر وتقييم علاقات وصناعة خيارات وتنظيم سلوكيات، وهما بوابة رئيسة لما يوجد في عقولنا وكيف نحكم على ما سمعناه الآن.

كيف نسمع وكيف نفكر؟

ان البحث عن الإجابة هي اجابة بحد ذاتها، فهي تخلصنا من اسلوب التلقين والمتحكم بعقولنا وتحررنا من اساليب تقييد حريات افكارنا، ولاننا لا نثق بعقولنا ولا بقدرتنا على استيعاب الموقف متحررين فيه عن رأي الجماعة، وهي أول آلية للسمع والفكر الصحيحين، وهي ان اسمع متحرراً من ماذا تعتقد الجماعة.

كمثال: الجماعة تعتقد ان هذا المنتج جميل ويجب شراؤه، عقلي يقول لا احتاجه ولا يهمني، ولكن الجماعة تريد ان يقتني الجميع هذا، عندما افكر بوعي بحاجتي لا اشتري.

اما الطريقة الأخرى، وهي ان نسمع لنتهم الشخص القائل، ونعيد صياغة ما قاله لنخرجه متهماً بكلامه وهي آلية تدعى كمصطلح برجل القش، وهذه إن وجدت اثبتت اننا لانسمع للاستفادة بل لإطاحة الآخرين. وهناك طرق للاستماع والتفكير وهي ان المختص بهذا المجال كلامه صحيح وهنا احرره من الانسانية التي تحتوي على الكثير من الاخطاء واسجن عقلي في سجن كلام المختصين، اما الطريقة الأخرى وهي ان اتهم عائلة باكملها بالخلق السيئ نتيجة تصرف وسلوك واحد قام به ابنهم.

وهذا يدخل ابرياء بقصص لا علاقة لهم بها ومع الضغط الاجتماعي سيكونون كذلك لانهم اتهموا لا اكثر.

وهناك اسلوب للاستماع والتفكير، وهو ان اسمع الشخص لابحث عن اخطاء في ما يقول واتهمه بها وهي عملية هدامة للعقل والعلاقات ومزعجة نفسياً تؤثر على المستمع بفقدانه علاقاته الاجتماعية ونفور الناس منه، وهناك الكثير والكثير من المغالطات بالتفكير علينا الوعي لها ولكي تقي انفسنا منها.

ارجوك اسمع للآخر، واطلب التوضيح للقائل لتفهم ما قصده من كلامه، ومن ثم لا تحكم على حاجتك من حاجات الناس وحرر عقلك من العبودية، قوة ما فعلوا بالماضي أو من فاقوك بالخبرة. انت تستطيع ان تفهم وتصدر حكماً عن طريق فهم المعطيات والنتائج.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي