No Script

أضواء

دستور يعجز عن حفظ أرواح الناس !

تصغير
تكبير

تتواصل جرائم القتل البشعة بالسلاح الناري في الولايات المتحدة الأميركية، ويحتار الساسة ورجال القانون كيف يضعون حداً لها.

في 14 من شهر مايو الفائت، ارتكب شاب أميركي عنصري مجزرة في مدينة «بافالو» في ولاية نيويورك قتل فيها عشرة من مواطنيه السود بسلاح ناري في سوق مركزي. بعدها بعشرة أيام، فجع المجتمع الأميركي بمجزرة أخرى ارتكبها شاب بسلاح ناري عندما هاجم مدرسة أطفال في ولاية تكساس صرع على إثرها 19 طفلاً ومدرّستين قبل أن ترديه الشرطة قتيلاً.

صنّفت تلك المذبحة التي عرفت بمذبحة مدرسة «أوفالدي» المتوسطة على أنها ثاني مذبحة من حيث البشاعة من بين المذابح التي ارتكبت في مدارس الولايات المتحدة والتي يطول تعدادها أو سرد وقائعها، والتي لا تضاهيها جرائم إطلاق النار التي تحدث بشكل اعتيادي يسقط ضحيتها الأبرياء في الشوارع أو في الأسواق، وفي غيرها من الأماكن العامة، كمجزرة السوق المركزي، حتى صار الناس لا يأمنون على حياتهم حيث الرصاص ينهال عليهم بشكل مفاجئ وعشوائي ودون تمييز.

وكالعادة يبادر الساسة الأميركيون بتقديم تعازيهم لذوي الضحايا الأبرياء ويتظاهرون بمشاعر الحزن دون أن يتخذوا خطوات جادة في وقف هذه المجازر الإرهابية المحليّة، على نقيض ما يفعلون في مواجهة العمليات الإرهابية الخارجية من إعلان الحرب، وتعبئة فورية للجيوش، وإرسالها للانتقام من الإرهابيين.

الساسة الأميركيون في حيرة من أمرهم، ويواجهون تحديات كبيرة في فرض قوانين ترشّد اقتناء السلاح وتحد من انتشاره في مجتمع يعتبر امتلاك السلاح جزءاً من ثقافته، حتى أن المادة الثانية من دستورهم صيغت لتؤكد على حق المواطن الأميركي في اقتناء السلاح، وأي تدخل من السلطة لحرمانه من هذا الحق، يعتبر اعتداءً على حريته التي كفلها له الدستور، ومع وجود الجمعية الوطنية للبنادق «NRA» التي تدافع عن هواة جمع البنادق ويحسب لها الساسة ألف حساب ويتحاشون الاحتكاك بها، لأنها تلعب دوراً فاعلاً في الحملات الانتخابية، وقد تكون سبباً في نجاحهم أو سقوطهم، ناهيك عن تفاقم انتشار السلاح حتى صار لكل 100 مواطن أميركي 120 قطعة سلاح حسب أحدث الإحصائيات.

قدر المجتمع الأميركي أن العنف سوف يلازمه ما دام الجدال قائماً حتى الآن ما بين مؤيد لوضع قيود على اقتناء السلاح، ومعارض لتلك القيود التي يعتبرها انتهاكاً للدستور، دون أي اعتبار لأرواح البشر، ليؤكد حقيقة أن العنف «ظاهرة» في الولايات المتحدة، بل تمارسه جيوشها أثناء مهامها العسكرية في الخارج.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي