No Script

على الهواء

الكوميديا الهابطة تنشر الفساد

تصغير
تكبير

نشاهد كثيراً حالات القتل المسماة بقتل الشّرف... وقد يكون من ورائها وشاية او اشاعة. وحالات، مثل هذه هي أمور من مسؤولية القضاء ورجال الأمن وليس الاعلام.. ظاهرة أخرى هي القتل من أجل السرقة، كما قامت بها (ريا وسكينة) تتجوّلان في الطرقات والاسواق وان رأتا امرأة تتحلّى بحلية ذهبية استدرجاها الى منزلهما للضيافة، وتقومان بمساعدة رجل معهما بقتلها ودفنها تحت سلّم المنزل وعند تكاثر حالات القتل تُرمى الجثة خارج المنزل او بالقائها في بحر الاسكندرية.

انشغل المسرح في عرض (ريا وسكينة) بين الدراما السينمائية الهزلية بتمثيل تُخلط فيه المشاهد المحزنة والمضحكة بكوميديا هزيلة، ثم انتقلت هذه الجريمة لتجسيدها في الاذاعة والمسرح والسينما.

لقد تجمعت هذه الوسائل الفنية في ابراز هذه الجريمة البشعة من أجل السرقة...

وخلقت في المجتمع نساء متوحشات يقترفن جرائم القتل في ازواجهن وفي آخرين من اجل الكسب الحرام. لا اعرف كيف تكون اعمال الاجرام موروثاً قومياً من تأثير اجهزة الاعلام الشعبية والحكومية لادخال الفكاهة على اشنع جريمة في تاريخ المجتمع... عرضت قديماً في السينما ثم عرضت في المسرح سنة 1982 للمؤلف بهجت قمر، والمخرج حسين كامل، وبعض الفنانين اشبعوا هذا العمل مدحاً وثناء لانه درّ ربحاً مادياً اكثر من الاعمال الجادة. هكذا تعمل وسائل الاعلام من الجريمة بطولة قومية.

مثال آخر فيلم «استاذي مع التحية» لسدني بواتيه... الذي هذّب مدرسة فيها منحرفون من طالبات وطلاب الى مدرسة مثالية، تسلمها رجال الفن المسرحي الهابط إلى مدرسة المشاغبين، فحوّل من المدرس العربي الى مهازل في كل الاوطان العربية وإلى ما هو ادنى من التهريج لمسخ المدرس والمدرسة حتى انتشر الانحطاط

اللااخلاقي في جميع المدارس في العالم العربي.

الضحك له حدود في الكوميديا... المدرس اجلّ انسان في الوجود اكرمه أمير الشعراء احمد شوقي في رائعته:

قم للمعلم وفّه التبجيلا

كاد المعلم ان يكون رسولا

أعلمت أشرف او اجلّ من الذي

يبني وينشئ انفسا وعقولا

هكذا تولى الفن الهابط تحطيم المثل العليا، فانتشر الفساد في الاعلام العربي في مسرحه واجهزة اعلامه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي