No Script

مع توقعات ارتفاع فواتير الطاقة 42 في المئة بأكتوبر

غلاء المعيشة يدفع البريطانيين لمراكز الإعانات الغذائية

تصغير
تكبير

يتدفق كثر من سكان برادفور في شمال إنكلترا على مركز لتوزيع المساعدات الغذائية لتسلم حصص توصف بأنها إنقاذية في خضم أسوأ أزمة غلاء معيشة تشهدها البلاد منذ أجيال.

وتضاعف عدد المستفيدين من المساعدات التي يقدّمها مركز توزيع الإعانات الغذائية في برادفور مقارنة بفترة ما قبل الجائحة، بعدما أدى الارتفاع المتسارع في أسعار الطاقة والغذاء وغيرها من السلع الأساسية إلى تزايد أعداد البريطانيين الذين يواجهون صعوبات معيشية.

ويقول كارل كارول (33 عاماً) المتطوع في مركز توزيع الإعانات الغذائية والذي يعتمد على المساعدات منذ العام 2019، إن «الأعداد تضاعفت منذ أن تطوّعت»، متوقعاً أن «تزداد الأمور سوءاً».

ويوضح كارول لوكالة فرانس برس «بالكاد يتبقى لي 40 جنيهاً (50 دولاراً، 47 يورو) بعد تسديد كل مصاريفي، أتصور أن العائلات تعاني بشكل أكبر».

ويقول سيمون جاكسون (43 عاماً) وهو عاطل عن العمل كان يعمل موظفاً في متجر سوبرماركت ويتلقى حالياً إعانات حكومية للمدى الطويل مخصصة للمرضى، إنه يعتمد على الإعانات الغذائية منذ فبراير.

ويشير إلى أن «الأوقات أصعب حالياً... كلفة المعيشة حلّقت إلى حد بات علينا الاعتماد بشكل أكبر على مراكز توزيع الإعانات الغذائية».

ويتلقى جاكسون حالياً عبر برامج إعانات مالية حكومية عدة ما مجموعه 900 جنيه شهرياً، لكنه على غرار كارول لا يتبقى لديه بعد تسديد الفواتير سوى القليل من الموارد المالية لشراء المواد الغذائية.

ويصف المراكز التي تتولى توزيع الإعانات الغذائية على غرار مركز برادفور بأنها «إنقاذية»، مشدداً على أن هذه المراكز «يمكنها حقاً مساعدة الأشخاص الذين يجدون أنفسهم أحياناً مضطرين للاختيار بين التدفئة والتغذية».

وتقول جمعية «تراسل تراست» الخيرية إن المراكز التابعة لها والتي يتخطى عددها 1400 مركز وزّعت 2.1 مليون حصّة العام الماضي بينها 830 ألفاً للأطفال، بزيادة نسبتها 14 في المئة، مقارنة بفترة ما قبل الجائحة.

ويعمل مركز الجمعية في برادفور ثلاثة أيام في الأسبوع وتشغّله منظمة كنسية محلية، وهو قادر على إمداد الأشخاص بثلاثة حصص فقط خلال ستة أشهر نظراً لحجم الطلب.

وتتضمن هذه الحصص منتجات على غرار الحبوب والحساء المعلّب واللحم والسمك والمعكرونة والصلصات والخضار والبسكويت والسكر والشاي والقهوة.

الأكثر معاناة

وبحسب آخر مؤشر حكومي للفقر نشر في العام 2019، تحتل دائرة برادفور الكبرى وهي سادس أكبر منطقة حضرية في إنكلترا، المرتبة الخامسة في قائمة المناطق الأكثر حرماناً على صعيد المداخيل والسادسة في قائمة المناطق الأكثر حرمانا على صعيد التوظيف على مستوى البلاد.

ويجعلها هذا الأمر متضرّرة بشدة من جراء الأوضاع الحالية.

وتقول جمعية «تراسل تراست» جوزي بارلو إن سكان المنطقة «الأقل مدخولا سيكونون الأكثر معاناة... عليهم شراء المواد الأساسية لكن أسعار هذه المواد هي التي تسجل ارتفاعا كبيرا».

وتوضح بارلو «نريد إعطاء حصة غذائية، لكننا نريد حقاً مساعدة الناس في معالجة الأسباب الجذرية لأزمة الغذاء التي يواجهونها»، مضيفة أن المركز يستقبل عيّنة من المجتمع تشمل العاملين والعاطلين عن العمل.

وتشدد على أن الإعانات الغذائية التي يوفّرها المركز لا تكفي المستفيدين منها، مبدية أسفها لعدم وجود حل حقيقي للخروج من الأزمة.

وتستبعد أن «يتمكن الناس من العيش على هذا النحو، في أزمة، وأن يكتفوا بالصمود على المدى الطويل».

تخوّف من الشتاء

والخميس أعلنت الحكومة عن حزمة مساعدات كبرى إضافية تبلغ 15 مليار جنيه استرليني (19 مليار دولار) للأكثر تضرراً، مع توقع ارتفاع فواتير الطاقة في أكتوبر بنسبة 42 في المئة، بعدما ارتفعت الشهر الماضي بنسبة 54 في المئة.

و75 في المئة، من هذه الأموال ستحوّل إلى متلقية للإعانات الحكومية بواقع 650 جنيهاً لتغطية غلاء المعيشة للغالبية مع 300 جنيه للمتقاعدين و150 جنيهاً للمستفيدين من إعانات الإعاقة. لكن هذه المساعدات لا يمكنها تهدئة مخاوف الناس من أنهم مقبلون على ما هو أسوأ.

ومن المتوقع أن يواصل معدّل التضخّم البالغ حالياً 9 في المئة، ارتفاعه، ما من شأنه أن يطغى على أي مساعدات إضافية.

وتقول بارلو «أنا خائفة جدا من الشتاء المقبل»، مشيرة إلى أن الناس لا يحتاجون إلى التدفئة في الصيف. وتضيف «لكن في الشتاء عندما يحتاجون إليها حقا... لا أعلم كيف سيتمكن الناس من الصمود».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي