No Script

كلمة صدق

حرية التعبير بغرض الإصلاح

تصغير
تكبير

«يالها من مهمة صعبة أن تكتب معبراً عن رأيك بالكويت،» كانت هذه كلمات رجل عجوز من الأقارب وهو متابع لما يتم كتابته من الأخبار بعدما أهديته كتاباً لي، وهوعبارة عن مجموع مقالات قد تم نشرها لي سابقاً في صحيفة «الراي» الغراء.

أثار تعليقه انتباهي، فسألته لماذا الكتابة والتعبير عن الرأي عمل صعب هنا؟ فأجاب بطريقة فطرية بسيطة، كيف لك أن تكتب عن رأيك وهناك محذور أن تمس بطائفة، ومحذور أن تمس بقبيلة، ومحذور أن تمس بعائلة أو بتاجر، ومحذور أن تمس بشيخ! وأضاف الرجل العجوز بلغة بسيطة، بالإضافة إلى التعامل مع القوانين على الإعلام!

هي حقاً أمور ملفتة تم طرحها بلغة الرجل العجوز البسيطة، لكنها تمس جوهر حرية الرأي، والأهداف المرجوة من حرية التعبير.

جواب تساؤلات هذا الرجل الكبير بالسن، بأن التعبير عن الرأي هو بغرض الإصلاح، وليس بغرض النقد فقط، يحتاج المرء أن يضع الإصبع على الجرح حتى تتم معالجته، إذا لم يلتفت الطبيب إلى المصاب، يحاول المصاب أن ينادي بصوت أعلى لعل طبيب آخر يأتي ويعالج الجرح، ويوقف النزف.

نعم، كثر النقد وقل المدح في البلاد، فهل الكويت جميلة حتى تمدح، أم قبيحة حتى يتم ذمها؟ الكويت ليست جميلة فقط، بل هي جمال كلها، الكويت أرض طيبة وشعب طيب، الكويت جميلة يشوهها الفساد والإهمال والمصالح الضيقة والركض وراء الدينار وترك المبادئ والسعي الاناني وراء المادة ولو كان على حساب الوطن الذي أنجبنا من أحشائه ونعيش على خيراته وندفن في أرضه، ما عجز عنا أجنة في جوفه ولا شباب نترح على ظهره ولا أجساد نعود فيه.

التقصير ليس فقط من حكومة تنفذ ولا من مجالس تشرع وتراقب بل يساهم بهذا الفساد حتى فئات من الشعب التي تخالف القانون، وتستنجد بكل مسؤول مخالف أو عضو مجلس أمة أو بلدي حتى تسوغ مخالفاتها.

الإصلاح بالوطن ليس بتطبيق قانون معين أو وضع لائحة جديدة، ولا بوضع لجان جديدة للمراقبة والمتابعة، إصلاح الوطن يتطلب استيقاظ ضمائر، وإيقاظ الغيرة ومشاعر الحب للوطن.

الكويت، الوطن ليس قطعة كعكة يتقاسمها الناس، حصة كبيرة وأخرى أصغر، الكويت خيمة تضف، أم تربي، أب يرعى كل هذه القيم تستحق الكثير من البذل لأجلها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي