No Script

النهضة الكروية الكويتية... الواقع والمأمول

No Image
تصغير
تكبير

بدايةً، أحمد الله وأشكره، على توفيقه وسداده، وأتوجه بالشكر والتقدير إلى كل من منحني ثقته لتولي منصب رئيس مجلس إدارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم، مرشحاً مستقلاً.

وأتقدم بأرق التهاني إلى كل من بقية أعضاء المجلس المحترمين.

كما أعبّر عن كامل تقديري للخطوة السباقة التي قام بها الاتحاد ومجلس إدارته السابق، برئاسة الشيخ أحمد اليوسف، وبقية الأعضاء المحترمين الذين يستحقون كل الثناء والاحترام، على ما أظهروه من روح تعاون، وما قدموه من مجهود صادق، تغليباً للمصلحة العامة للاتحاد، الأمر الذي أدى إلى عقد جمعيتين عموميتين ترتب عليهما إدخال تعديلات جوهرية على النظام الأساسي تم إشهارها بموجب قرار الهيئة العامة للرياضة رقم 11 لسنة 2022، المنشورة في جريدة «الكويت اليوم»، في 13 أبريل 2022، بناءً على الموافقة العظمى للأندية، أعضاء الجمعية العمومية.

تضمنت التعديلات الجديدة أحكاماً قانونية يترتب عليها تغييرات جذرية وكبيرة على هيكلة الاتحاد، تعد سابقة من نوعها في تاريخه، وتمثل طفرة نوعية في رؤية إدارة الاتحاد، وفقاً لمعيار البقاء للأصلح.

فقد تم إلغاء نظام «المحاصصة» التي كانت تستلزم أن يكون ضمن تشكيل مجلس الإدارة عضو عن كل نادٍ من الأندية أعضاء الاتحاد، الأمر الذي أدى إلى أن يصل عدد أعضاء مجلس الإدارة إلى 15 قابل للارتفاع بزيادة عدد الأندية الأعضاء.

تم، بموجب التعديلات الجديدة، تحديد عدد أعضاء المجلس بسبعة فقط يتم انتخابهم ممن تنطبق عليهم الشروط، بغض النظر عن النادي الذي ينتمون إليه.

كما أصبح بمقدور أي عضو عامل في أي ناد ممن تنطبق عليهم الشروط، أن يترشح مستقلاً، لمنصب رئيس مجلس الإدارة فقط، شريطة أن يكون حاصلاً على موافقة ثمانية أندية من الأعضاء.

ولا يؤثر ذلك على حق الأندية في التصويت لمرشحيها في انتخابات المنصب ذاته، وذلك بالقياس على المقعد النسائي الإلزامي المعمول بأحكامه في النظام الأساسي، منذ القدم، حيث إنه معلوم أن التزكية هي شرط للترشح، وليست دليلاً على التصويت للمرشح من عدمه، في يوم الانتخابات، بما لا يؤثر على حق الأندية في التصويت السري.

وتم أيضاً إلغاء عدد كبير من اللجان الدائمة التي كان منصوصاً عليها وجوبياً في النظام الأساسي السابق، وهو ما سيترتب عليه بالضرورة إعادة هيكلة الاتحاد، بحيث يستوعب الهيكل الجديد أعمال الاتحاد، مهامه، واختصاصاته كافة.

وبذلك، سيكون من الضروري علينا أن نضع نصب أعيننا أهمية تأسيس منظومة فنية، إدارية، ومالية جديدة، ووضع لوائح ونظم خاصة بإدارة شؤون وأعمال الاتحاد، وتنظيم شؤون أعضائه والمنتسبين إليه، وتنظيم علاقاته ببقية أطراف المنظومة الرياضية المحلية، والحركة الرياضية الدولية، بطريقة حديثة ورشيقة، تعود بالنفع على الاتحاد، أعضائه، واللاعبين.

كما أنه من الضروري أن نسعى الى الاهتمام وتطوير الاستثمار الرياضي، وفقاً لمفاهيم وأسس إدارية وعلمية متخصصة، حديثة، ومحترفة.

لقد تعاظمت الأبعاد الاقتصادية للرياضة عبر زيادة بعض الدول لحجم إنفاقها عليها، وتوجهت دول أخرى إلى التوسع في الاستثمار الرياضي، سواء من خلال الصناديق السيادية أو الشركات الخاصة، لا سيما مع تنامي عوائد هذا الاستثمار، المباشرة وغير المباشرة.

أصبحت الرياضة مصدراً من مصادر ارتقاء الشعوب، ومظهراً من مظاهر تقدمها وتحضرها.

ولا ننسى الأبعاد السياسية باعتبار أن الرياضة إحدى وسائل تعزيز وتحسين الصورة الذهنية عن الدول، ومؤشر يعكس حجم التطور والتقدم.

في الآونة الأخيرة، تمكن عدد من الدول المجاورة من تحسين علاقاتها ومظهرها الدولي، ارتكازاً على الرياضة، باعتبارها مصدراً مهماً للتعبير عن القوة الناعمة للشعوب، والتي يمكن من خلالها تعزيز الحضور والمكانة الدولية عبر دعم العلاقات الخارجية، وتولي الشخصيات الوطنية للمناصب المرموقة في الهيئات الرياضية الدولية، القارية والإقليمية.

من يتأمل الشأن الرياضي، يجد أن موقع دولة الكويت في المحافل الدولية، وخصوصاً كرة القدم، باعتبارها اللعبة الأكثر شعبية، ليس على المستوى المرجو، وتصنيفها وترتيبها العالمي لا يتلاءمان مع حجم الاهتمام والإنفاق الحكومي المتاح، ولا يعكس مستوى المواهب الفردية المتوافرة، ولا يعبّر عن حماس الجماهير وتطلعاتهم.

كما يُلاحظ تراجع غير مبرر في شغل الشخصيات الوطنية للمناصب الرياضية الدولية بشكل لا يتناسب مع مكانة الكويت، وحجم إسهاماتها ودعمها للمجتمعات الدولية.

وحتى تتحقق الآمال المرجوة، ومع وإدراك الاحتياجات والمتطلبات الحالية والمستقبلية للاتحاد، وتفهم حجم الدعم الكريم للرياضة والشباب من سمو الأمير، سمو ولي العهد، مجلس الوزراء، والقيادة السياسية والبرلمانية المحترمة، ومع الأخذ في الاعتبار تجارب عدد من الدول التي تمكنت من تحقيق نهضة رياضية خلال فترة ليست بالطويلة نسبياً، وبعد دراسة الواقع والمأمول لكرة القدم الكويتية، أطرح رؤية متطورة لتحقيق نهضة حديثة وفعالة تصبح مصدراً للفخر والإلهام.

تستند هذه الرؤية إلى فكر العمل المؤسسي الجماعي القائم على أسس احترافية مستدامة، ووفقاً لنظم إدارية حديثة تتماشى مع تطورات الحركة الرياضية الدولية، وتتناغم مع المنظومة الرياضية المحلية، ولا تتأثر بتغير الأشخاص ولا باختلاف وجهات النظر، كما تستند إلى مجموعة من البرامج والخطط التنفيذية القابلة للتطبيق وتتعلق بمجموعة من الملفات المهمة والعاجلة أهمها:

• إعادة تنظيم وهيكلة الاتحاد.

• تنقيح اللوائح والنظم والجزاءات الانضباطية.

• الارتقاء بمستوى التحكيم.

• تطوير كوادر التدريب الوطنية.

• تأهيل الناشئين واكتشاف المواهب.

• إعداد المنتخبات للفئات السنية كافة.

• تطوير آلية المسابقات.

• تنظيم الاحتراف ونظم انتقال اللاعبين.

• زيادة المشاركة النسائية.

• الاهتمام بتطوير المنشآت.

• تنمية العوائد الاستثمارية للموارد.

ويأتي كل ذلك مستنداً إلى إدراك أهمية تنظيم العلاقات بين أطراف المنظومة الرياضية في ظل التعاون والتنسيق بين الهيئات الوطنية، (اللجنة الأولمبية، الاتحادات المعنية، الأندية الأعضاء)، والجهات الحكومية المختصة، وفي إطار التفاهم والتواصل مع الهيئات والمنظمات الرياضية الدولية.

بناءً عليه، علينا أن نُغيّر ليتغير الواقع الحالي، وعلينا تحديد الهدف من التغيير.

فإن كان الهدف يتمثل في الارتقاء بمنظومة كرة القدم من خلال حسن إدارة شؤون الاتحاد بمراعاة مصلحته العليا وفقاً لرؤية إدارية عالمية متطورة وحديثة بغض النظر عن الانتماءات والتصنيفات، فلا خيار سوى تضامن المجتمع الرياضي بكامله.

ولابد من الاستعداد لما هو قادم، ونبذ أي خلافات قديمة، وتحاشي الوقوع في شرك صراعات أخرى لا مكان لها في الرياضة،

وتجديد الرغبة في العمل، التطوير، وتحقيق الإنجازات والانتصارات والبطولات.

ستشهد الطفرة المقبلة بأن ثقة الأندية، أعضاء الجمعية العمومية، بالاتحاد في محلها، ولصالح الكرة الكويتية، والرياضيين الكويتيين.

ومع تكاتف الهمم، وتسخير الإمكانات المتاحة تحت مظلة مجلس الإدارة الجديد، سيكون، بمشيئة الله، بمقدور الاتحاد في منظومته الجديدة، وتفاهم وتعاون أعضاء المجلس، الارتقاء بكرة القدم، ونقلها نقلة نوعية وكمية غير مسبوقة، ستجعل بمقدور المنتخبات المشاركة والمنافسة في مختلف البطولات وتحقيق الانتصارات، ورفع علم دولة الكويت على مختلف منصات التتويج.

رئيس مجلس إدارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي