No Script

من الخميس إلى الخميس

بكاء الأشجار

تصغير
تكبير

هل رأيت شجراً يبكي؟! أنا رأيت شجراً يبكي، مجموعة من الأشجار العالية الباهتة موجودة على طريق المغرب السريع، في الجهة المقابلة لأشجار قصر بيان المخضرة الزاهية، ربما يكون هذا لنقص في الماء أو الإهمال، أو كليهما.

نحن اليوم في شهر مايو، أي قبل أن تلتهب الأجواء في الكويت خلال شهري يوليو وأغسطس، ومع ذلك نلاحظ تيبس الأغصان على جوانب الطرق، واختفاء لمسات الجمال من شوارع الكويت، فالأشجار في كل شوارع الكويت تقريباً لم يبق منها زاهياً إلا القليل، ذلك القليل الذي اكتشف العقلية الكويتية، فلم يأمن لنا ومدّ جذوره بسرعة إلى المياه الجوفية حتى يروي ظمأه، هذا ما يحدث اليوم للزراعة في شوارع الكويت، أما حالات الرصيف على جانبي الطرق فهي تدعو إلى التساؤل إذا كان هناك أي ميزانية مرصودة لصيانتها.

هذه الصورة القبيحة المكررة في شوارع الكويت لا تقتصر على شارع دون شارع، فما عليك إلا أن تدير سيارتك وتسير في الطرق الرئيسية، شارع المغرب، شارع الدائري السادس، الدائري الخامس وهكذا، وسترى بأم عينك ما أقصده.

في الكويت، فقدنا روح الجمال في شوارعنا وأصبحت الطرق والأرصفة مهملة، وأشجارنا منسية في معظمها، والذي يقلق أكثر أن النظافة التي اشتهرت بها الكويت في شوارعها بدأت تتراجع، فأصبحنا نرى بقايا إسمنتية وأكياساً بلاستيكية ومعلبات من مختلف الأنواع ملقاة على جوانب بعض الطرق في إشارة مبكرة إلى الخطر المقبل.

وقفت مع صديق في نهاية شارع الرياض باتجاه العاصمة، وعند إشارة الدائري الأول التفت حولي فماذا رأيت؟ أشجار لم تسق، وبلاط متشقق بسبب خروج حشائش من فراغاته، فإذا وقفتم أمام تلك الإشارة أتمنى عليكم أن تنظروا حولكم، إنه مكان في قلب العاصمة وليس في بقعة نائية، لقد حرمنا من لمسات الجمال وقريباً سنُحرم من النظافة.

قبل أسابيع عدت من المدينة المنورة، كان دخولنا الكويت من الجهة الغربية، كانت السماء صافية، فنظرت إلى الكويت من هذه الناحية، وأفزعني ما رأيت: صحراء قاحلة، وبقع سوداء فسألت نفسي: هل هذه هي الكويت التي كنا نحلم بها ؟ لقد فقدنا لمسات الجمال ولم نُحسن التشجير، فقط نجحنا في تكوين هيئات وإدارات وأقسام وأموال تصرف، ومسؤولين يقدمون تقارير، وبقيت الصورة على ما هي عليه، حتى مطار الكويت، البقعة التي تلامسها عجلات الطائرة والتي يقع نظر المسافر عليها قبل أن يدخل الكويت، حتى هذا المطار محروم من الزراعة الخضراء، ومليء بالحشائش الجافة الصفراء.

مَن المسؤول، ومَن يسمع بكاء الأشجار؟، والأهم مَن يعيد للكويت، جمالها ونظافتها ؟

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي