No Script

أضواء

شيرين أبوعاقلة... ضحية الصهاينة المُحتلّين

تصغير
تكبير

بعد اغتيال مراسلة «الجزيرة» شيرين أبوعاقلة، برصاصة جندي صهيوني، وعرض مشاهد اعتداء جنود الاحتلال على حاملي جنازتها، خرجت تصريحات ناعمة من البيت الأبيض، ومن بعض أعضاء الكونغرس الأميركي وبعض المسؤولين الأوروبيين تتفادى توجيه أصابع الاتهام إلى جنود الاحتلال الصهيوني، وتتقاسم العبارات نفسها مثل «مشاهد الجنازة صادمة... أزعجتنا بشدة ونطالب بالهدوء... مهاجمة المشيّعين مثيرة للغضب».

أشدّها بقليل من السناتور الأميركي بيرني ساندرز «على الولايات المتحدة أن تندد بذلك وتطالب بتحقيق مستقل بمقتلها»، وهي عبارة مطّاطة لا تشير إلى الجناة من الجنود الصهاينة.

ولأن التحقيق في مقتلها يعني المماطلة ثم إغلاق ملف الجريمة، خاصة أنها ليست الجريمة الأولى التي يرتكبها الصهاينة ويغلق ملفها، فقد سبقتها جرائم كثيرة ومنها مشهد فظيع لجريمة اغتيال الطفل محمد الدرّة، الذي كان يحتمي خلف أبيه في العام 2000 في غزة.

ومع أن شيرين صحافية مسيحية فلسطينية وتحمل الجنسية الأميركية لكن ذلك لم يشفع لها أو يحرّك مشاعر الأميركان، خاصة اليمينيين المسيحيين منهم في الدفاع عنها، فمودّتهم لليهود الصهاينة المحتلين تفوق رابطتهم الدينية مع شيرين، وهي ابنة مدينة القدس التي تحتضن كنيسة القيامة وهي أقدس الكنائس لدى المسيحيين والأهم في العالم المسيحي، إذ يعتقد المسيحيون أنها المكان الذي دفن فيه المسيح ويسمونه القبر المقدس.

ولعل موقف اليمينيين المسيحيين المتعاطف مع اليهود يعود إلى تغلغل الثقافة الصهيونية حديثاً في وسط المجتمعات المسيحية، ونجاح اليهود في الضغط على الفاتيكان لإصدار وثيقة براءة اليهود من دم المسيح في العام 1965، كتوطئة لمسح جريمة صلبه من أذهان المسيحيين التي ظلت عالقة فيها قروناً عديدة ولا تزال، لعدم اقتناعهم بالوثيقة على اعتبار أنها ذات دوافع سياسية تدعم مشروع الاستيطان الصهيوني في فلسطين وتخالف حقائق التاريخ.

ومثلما نجح الصهاينة في تحييد المجتمعات الغربية المسيحية وصرفها عن الاهتمام بمقدساتها في فلسطين، أو الانتصار للصحافية المسيحية شيرين، فإنه يخشى أن ينجح الصهاينة في فرض ثقافتهم على المجتمعات المسلمة، وانتزاع القبول بوجودهم، وقد شاهدنا كيف تسللوا إلينا بالتطبيع، ثم تسويق الديانة الإبراهيمية، وهي خدعة سياسية جديدة يطرحها الصهاينة كبادرة للتعايش السلمي بين الأديان السماوية الثلاثة في منطقتنا العربية، علماً بأنهم يكفرون بنبوّة المسيح عليه السلام، وبنبوّة نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويعتدون على أتباعهما ومقدساتهما على أرض فلسطين ويريدونها خالصة لهم!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي