No Script

حروف نيرة

مهنة إنسانية لا تجارية

تصغير
تكبير

كلنا يدرك طبيعة الضغوط والمتاعب التي يعيشها من يعمل في المجال الطبي، والطبيب من أهم الأفراد الذين يحتاجهم كل مجتمع، ونرى في بلدنا أطباء على درجة عالية من المهنية والإنسانية، يعطي كل مريض حقه، يصبر عليه ويصغي إليه، ويتعامل معه بأسلوب طيب، وضمير نقي.

ومع الأسف نرى الطبيب الذي يهمل المرضى، ولا يدقق في الوصفات الطبية، ما يزيد من معاناة المرضى، ولا يعني بالضرورة أن الطبيب ينقصه الخبرة أو العلم، ولكن المشكلة ترجع إلى الصفات الشخصية أكثر منها إلى التأهل العلمي، كالتواضع مع المريض والانصات له، فبعض الأطباء لا يكلف نفسه عناء سماع شكوى المريض وأسئلته، وصار يكتب العلاج قبل أن يكمل المريض شكواه! والأسوأ عندما يسمع المريض عبارات فيها شيء من الاستخفاف بشكواه أو تلميح إلى أنه يبالغ أو يتوهم، فتزداد حالته سوءاً.

المريض يتجه إلى الطبيب ليهون مصابه، والطبيب الأمثل من يحسن إليه نفسياً قبل أن يعطيه الدواء، فيحترمه ويستمع له، ويعطيه الأدوية المناسبة والأفضل لحالته.

وإن شعر المريض بعدم الاهتمام الإنساني وقلة الاحترام، أو التقصير في بعض المراكز الطبية الحكومية، اتجه إلى عيادات خاصة واضطر إلى دفع الأموال وضيّق على نفسه مادياً، ومع ذلك قد يقابل المريض في تلك العيادات الخاصة طبيباً لا يهتم بآلام المرضى ومعاناتهم، ويجعل الجلسة سريعة لا يهتم إلا بالوقت وعدد من دخلوا عليه، وكأن الطب مهنة تجارية... فمن كدس المال وبدأ يفقد إنسانيته لا يحق له أن يبقى طبيباً، يقول الإمام الشافعي رحمه اللّه: «لا أعلم بعد الحلال والحرام علماً أنبل من الطب». الطب مهنة لها شرفها ولا يليق أن يدخلها الطمع، وكسب المال فيها ينبغي أن يكون نتيجة لا هدفاً؛ فالطب مهنة إنسانية لا تجارية.

aalsenan@hotmail.com

aaalsenan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي