No Script

خواطر صعلوك

لماذا ترك عبد المحسن الحركة النسوية؟

تصغير
تكبير

سأبدأ قصة اليوم بسؤالين... الأول لماذا ترك عبدالمحسن الحركة النسوية؟

والثاني لماذا أطلق عبدالمحسن شنبه؟

كان عبدالمحسن نسوياً من رقبته حتى أخمص قدميه، وكان دائماً في تجمعاتنا وسهراتنا - نحن أصدقاءه المقربين - يُسمعنا محاضرة عن أهمية دور المرأة في التاريخ والحاضر والمستقبل، فيقول إن المرأة تحكم في التاريخ، ملكة سبأ، وكليوباترا، والملكة أمينة من نيجيريا، ودونا ايزابيل في البرازيل والملكة ماويه العربية.

ويضيف، بكل ثقة أن المرأة تقود في الحاضر، وموجودة في البرلمانات العالمية والأمم المتحدة، ورئيسة وزراء نيوزلندا، ورئيسة جمهورية تنزانيا، ورئيسة وزراء فنلندا، ومن بين 193 دولة في العالم تقود النساء 22 دولة، وعلى مدى الأعوام الـ25 الماضية زاد عدد النساء في البرلمانات إلى أكثر من الضعف، وتشكل المرأة اليوم أكثر من 47 في المئة من القوى العاملة في جميع أنحاء العالم.

ثم يعتدل في جلسته ويكمل قائلاً إن المرأة تحارب في التاريخ، هانغا غوزين محاربة الساموراي، وراني لاكشيميباي من جانسي في الهند، السيدة الحرة محاربة تطوان، والمرأة تطير في الحاضر، مريم المنصوري الطيارة الإماراتية، نوال السعداوي، ويوم المرأة الأيسلندية، القاضية روث بادر غيتسبيرغ التي دافعت في مسيرتها الحافلة عن المساواة بين الجنسين حتى أصبحت قاضية لمحكمة العدل العليا.

كنا نستمع إلى عبد المحسن بدون ملل أو كلل، مستمتعين بالفخر النسوي الذي يعيشه، ومعتبرين أن بيننا صديقاً يدعم المرأة نستطيع أن نتفاخر به في التجمعات الثقافية والصالونات الأدبية، ولكن بعد أن تزوج عبدالمحسن من الناشطة النسوية المعروفة، صاحبة نظرية «...» تغير حاله، وتقلب مآله وتغيرت عناوين محاضراته.

وأصبح يردد أخيراً:

حسناً إذاً، لقد دخلت المرأة في الحكم وأصبحت تقود، ودخلت في العمل والتشريع، ودخلت في الحرب والجيش واللعب والرياضة وفي الأولمبياد، ودخلت المرأة جميع المجالات وأعلى المستويات... فمتى ستدخل المطبخ؟

في البداية اعتقدنا أن عبدالمحسن يمر بأوقات عصيبة في زواجه، مما أثر على قناعاته، ولكننا اكتشفنا أن الموضوع أعمق من ذلك، فذات يوم انفجر عبدالمحسن قائلاً:

- أدفع إيجار 450 ديناراً، وخادمة لا تطبخ 120 ديناراً، وأغراض جمعية تنتهي مدة صلاحيتها دون أن نأكلها 110 دنانير، واشتراك وجبات 180 ديناراً لأن الهانم لا تدخل المطبخ، و150 ديناراً تصرف شهرياً على (الدليفري) لأن الهانم تريد كسر روتين الأكل، و170 ديناراً زيارات للمطاعم والسينمات والمولات لأن الهانم تريد كسر روتين البيت، وقسط سيارة 200 دينار... وفي نهاية اليوم كل ما أسمعه منها هو «المشاركة والمناصفة وحقوق النساء» وهراء فوقه هراء وتحته هراء... وكنت أعتقد أن موضوع «الدفاع» عن المرأة لن يصل بي إلى الدفع عنها أيضاً، حتى اكتشفت أن النسوية تؤمن بالمشاركة في كل المجالات عدا مجال «الكي نت» ومصاريف البيت!

وبعد أن هدأنا من روعه، شرب الماء، ثم نظر للسماء، وتنهد مرتين وقال وقد بدا أنه وصل للحقيقة:

- يجب أن أطلق شنبي منذ اليوم.

قصة قصيرة:

- أنا أشرب القهوة منذ عشر سنوات... ولم أصبح مثقفاً حتى الآن؟

- جرب أن تحتسيها بدلاً من أن تشربها.

Moh1alatwan@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي