No Script

مكاسبهم تزيد على 6 تريليونات دولار

«كورونا» يحقق ثروة عقارية مفاجئة لـ 65 في المئة من العائلات الأميركية

تصغير
تكبير

تحدث مقال في صحيفة «نيويورك تايمز» عن ظاهرة أنتجتها جائحة كورونا خلال العامين الماضيين تمثلت في الارتفاع غير المسبوق لأسعار العقار السكني في الولايات المتحدة الأميركية.

وكشف المقال عن أن ثروة الأميركيين الذين يمتلكون مساكنهم ارتفعت بأكثر من 6 تريليونات دولار دون أن يبذلوا أي جهد، حيث نجمت هذه الثروة ببساطة عن ارتفاع قيمة العقارات السكنية بسرعة قياسية خلال الجائحة مع نقص العرض وزيادة الطلب، ما يعني أن ملايين الأميركيين كسبوا من هذه الثروة المفاجئة.

ولفت المقال إلى حقيقة أن 65 في المئة من العائلات الأميركية تمتلك المنازل التي تسكنها، مؤكداً أنه من الطبيعي أن ينعكس هذا الارتفاع في قيمة المساكن بشكل سلبي على أولئك الأقل حظاً ممن لا يملكون مساكنهم وذلك بشكل ارتفاع في الإيجارات، وسط معدل تضخم ينهش دخولهم، وفي الوقت ذاته أدت هذه الزيادة إلى أن يصبح تملك مسكن بعيداً عن متناولهم.

وبين المقال أن سوق الأسهم ارتفع بنسبة أكبر خلال الجائحة ولكن الأميركيين المستفيدين من ذلك كانوا أقل، كما أنه في فورة الإسكان السابقة كان الارتفاع في قيمة المساكن مذهلاً أيضاً ولكنه كان مقتصراً على مناطق معينة في البلاد.

وفي النهاية تلاشت تلك المكاسب إلى حد كبير مع الانهيار اللاحق الذي يقول خبراء إن حدوثه حالياً هو أقل احتمالاً.

وبالطبع، يمكن لتطورات يصعب التنبؤ بها مثل حدوث ركود حاد أو رفع الضرائب على العقارات أن تقلص هذه المكاسب، كما أن هذه الثروة المفاجئة ليست أموالاً في حساب مصرفي ولابد لاستخدامها من بيع المسكن أو أخذ قرض عليه، وبذلك يمكن للمستفيدين أن يستخدموا هذه الثروة في إرسال أبنائهم وبناتهم إلى الجامعة أو انشاء أعمال جديدة أو الاستثمار في مشاريع سكنية، وبالتالي بناء مزيد من الثروة.

الوجه الآخر، غير الوردي، لهذه الظاهرة أنها ستزيد من عدم المساواة في المجتمع. فهنالك كما تقول إيميلي ويمرز من جامعة سيراكيوز، طلبة لا يمتلك أهلهم مسكناً وبالتالي ليسوا من المستفيدين من هذه الزيادة في الثراء، بل ربما شهدوا أيضاً تناقصاً في دخولهم.

وأشار المقال إلى أن معدل امتلاك العائلات البيضاء في أميركا لمساكنها يزيد بـ30 نقطة مئوية على معدل امتلاك العائلات السوداء، وإن كانت عائلات سوداء من أكبر المستفيدين لأن ثروتها تقوم بدرجة كبيرة على امتلاك المسكن، في حين أن هذا لا ينفي أن هذه الظاهرة تشكل كارثة اقتصادية بالنسبة للعائلات السوداء التي لا تمتلك مساكنها والتي أصبح امتلاك مسكن بعيداً عن متناولها.

عوامل عديدة ساهمت في هذا الارتفاع الحاد في أسعار المساكن، منها أسعار الفائدة المنخفضة التي شجعت القروض السكنية، وزيادة الطلب على مساكن أوسع، وسعي العاملين عن بعد لايجاد مساكن أرخص.

وترجح التوقعات حدوث تباطؤ في زيادات الأسعار بعد الارتفاع السريع في معدلات الفائدة ولكن دون أن يؤدي ذلك إلى تراجع الأسعار لأن الطلب على المساكن يفوق كثيراً العرض الحالي في أميركا.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي