No Script

صوت القلم

حان وقت التقاعد!

تصغير
تكبير

سنوات طويلة مضت، قضيتها موظفاً في وزارة الكهرباء والماء، بلغت بالتمام والكمال اثنين وثلاثين عاماً وسبعة أشهر.

فقد باشرت عملي في العاشر من سبتمبر عام 1989، في محطة الزور الجنوبية بقسم المقطرات، عندها لم أتجاوز العشرين عاماً من عمري، أتذكر جيداً كان في استقبالي العم عبدالله المسلّم، أطال الله في عمره ومده بالصحة والعافية، فقد تعلّمت منه الكثير علماً وأخلاقاً هو وزملائي في المحطة، بعد مضي أقل من عام اجتاحت القوات العراقية الغازية، بلدنا الكويت، فقدر الله لي شرف أن أكون أحد الصامدين في المحطة والذين ساهموا ولو بشكل بسيط في المحافظة على مرفقي الكهرباء والماء وتوفيرهما للصامدين في الكويت، عشنا تلك الأيام بمشاعر حزن على البلد وصبر على البلاء وتضحية وعمل وإخلاص من أجل هدف واحد هو المحافظة على المحطة وسلامتها وتوفير الكهرباء والماء للصامدين، كانت أياماً لا يمكن نسيانها، تقاسمنا فيها كويتيون ووافدون سبعة أشهر من الحزن والترقب والصبر حتى شاهدنا وعشنا فرحة التحرير بكل تفاصيلها، فقد شاهدنا أول دبابة دخلت الكويت حيث كنا نعتلي سطح مبنى قسم المقطرات والفرحة لا تسعنا وبعدها ساهمنا بشكل مباشر في إعمار البلد من خلال الوزارة ولله الحمد.

بعد ذلك، أكملت 14عاماً في محطة الزور، وانتقلت بعدها للعمل في إدارات عدة في الوزارة، حتى عملت العام 2009 ولمدة خمسة أعوام، في مكتب الوكيل المساعد لتوليد القوى الكهربائية وتقطير المياه المهندس حامد الخالدي (أبوعبدالله) ونِعم الرجل، الذي تعلّمت منه الكثير في العمل وغيره، إضافة للمستشارين والمهندسين ومديري المحطات الأفاضل، بعدها انتقلت إلى إدارة خدمات العملاء في إدارة متابعة العقود والصيانة ومن ثم انتدبت لمدة عامين خلال جائحة كورونا، في إدارة محطات تعبئة المياه، حتى قررت التقاعد الاختياري، في يوم 9 مايو (غداً) الذي يصادف يوم ميلادي حيث أكمل الثانية والخمسين عاماً، بعد رحلة عمل طويلة لتنتهي مرحلة العمل في وزارة الكهرباء والماء، وتبدأ مرحلة أخرى لا بد أن تكون مليئة بالعمل، فخلال هذه السنوات مررت بمواقف ومشاكل وظلم وإنصاف، سأتجاوزها ولن أحمل أي ضغينة لأحد مهما ظلمني وحاول أن يقلل من شأني، وسأسامحهم جميعاً، وأتسامى على الجراح رغم خذلان بعضهم، فنحن بشر نخطئ ونصيب، وعفا الله عما سلف.

فهذه رسالة لكل من عملت معه من وكلاء ومستشارين ومهندسين وموظفين، لقد استفدت منكم كثيراً بطريقة عملكم وأسلوبكم وأخلاقكم، فإن كان هناك تقصير فاستميحكم عُذراً، وشكراً لكم جميعاً.

mesferalnais@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي