No Script

وجع الحروف

الكويت بين حانا ومانا...!

تصغير
تكبير

يحكى أن رجلاً كان متزوجاً من سيدتين: «حانا» بعمر لا يتجاوز 20 عاماً، و«مانا» التي تجاوزت 50 عاماً، وكان عندما يأوي إلى حانا تنزع شعرة بيضاء من لحيته بحجة أنه شاب، وأما مانا فكانت تنتف شعرة سوداء كل ليلة بحجة أنه رجل وقور ولا يليق به الشعر الأسود... وبعد فترة نظر هذا الرجل في المرآة فهاله ما فقد من شعر لحيته، وقال هذا المثل «بين حانا ومانا... ضاعت لحانا»!

هذا المثل، عند النظر إلى حالة الكويت ينطبق عليها، حيث باتت بين طرفين: طرف شاب يريد لها أن تنزع ثوب «الشيب» في إدارة مؤسساتنا لتكون الكويت عصرية تواكب المتغيرات بروح ديناميكية، وبين طرف يفكر بعقلية الأمس «إدارة مترهلة متخلفة لا تواكب المتغيرات»، والضحية بين من يريد لنا «الهون أبرك ما يكون» و«مشي السلحفاة» و«الصراعات والتنفيع وغض البصر» وبين من يريد اقتلاع الكويت من وحل الفساد المعنوي، الإداري، المالي، الاجتماعي، الثقافي، السياسي بعقلية حديثة تطبق أفضل المعايير في الاختيار وطريقة إدارة مؤسساتنا... ضاعت الكويت حسب المؤشرات الدولية وما يتناقله الجموع في وسائل التواصل الاجتماعي والدواوين.

والعقلية الشابة هنا أعني بها العقلية «الرشيدة المتوازنة المتطورة العادلة التي تضع مصلحة البلد والعباد مقدمة على أي أمر آخر... ولا نعني العقلية الشابة بالمفهوم التقليدي (السن) فالرشد هو المقصود ـ رشد في الكفاءة التي يمتلكها كل من توكل له مهمة إدارة مؤسساتنا».

فكي يتحقق لنا ذلك، مطلوب منا أن «نتماكن» أنفسنا قبل «الهلاك» عبر تطبيق الآتي:

ـ تطوير التعليم عبر تطبيق نظام تعليمي يرفع من ترتيب الكويت حسب مؤشرات جودة التعليم بشقيه العام والعالي مع إدخال منهج الأخلاق والثقافة.

ـ تحسين مستوى الرعاية الصحية من خلال طرق مشابهة لما نفذته دول الجوار«مستشفيات عالمية، رعاية صحية أولية متكاملة وفق بروتوكولات عالمية محترمة».

ـ رفع مستوى المعيشة وكبح ارتفاع الأسعار ودعم كل مواطن لديه رخصة بناء في توفير مواد بناء مدعومة.

ـ منح المناقصات على نحو سليم لمقاولين حسب السعر والجودة ومدة التنفيذ القصيرة.

ـ نظام سياسي عادل نزيه ويفضل نظام انتخابي وفق القوائم النسبية وتوزيع عادل للدوائر.

ـ تعديل بعض المواد الدستورية ومواد اللائحة الداخلية لمجلس الأمة.

ـ رفض تعيين أي قيادي يعمل بالتجارة أو تعيين أي قيادي/مستشار محسوب على تاجر أو صاحب نفوذ للفصل بين التجارة وإدارة مؤسساتنا.

ـ إقرار قانون مخاصمة القضاء.

ـ فتح حلقات نقاشية «الرأي والرأي الآخر» تجمع بين القيادي «وزير/وكيل/وكيل مساعد» مع الجمهور وأهل الاختصاص لمعرفة مكامن الخلل من منظور متلقي الخدمات التي تقدمها الحكومة لقياس مستوى الرضا.

الزبدة:

إذا لم نقدم على التغيير السريع بعقلية شابة محترفة، فستقول مرآة المؤشرات الدولية عند النظر فيها «بين حانا ومانا... ضاعت الكويت»... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @TerkiALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي