No Script

سافر إلى ذاتك

سر الأسبقية

تصغير
تكبير

في قانون العقل، أن ما يتكون فيه في المرة الأولى، هو الأجدر بالتصديق والوثوق به. لذلك تربية الإنسان الأولى لها أثر كبير في تكوين شخصيته التالية، فكل معرفة مسبقة هي الحقيقية، وكل صوره عن شخص مسبقة هي الصادقة، وكل رأي عن الغالبية هو غالب في العادة.

كل ذلك لأن ما يعرفه العقل ليس صواباً بل سبق كل ما قبله في المدخلات، فصار صواباً، لأنه الأول، لا لأنه الأفضل.

فعلى سبيل المثال، لديك شخص تعرفه، وعرف عليك كتعريف أولي، أنه بخيل ولا يركز وشخصيته ضعيفة ومهزوز أحياناً...

هذا الشخص الذي احتل الأسبقية العقلية في صورة ذهنية قد لا تكون حقيقية عنه. هو متهم على الدوام بها حتى لو غير وحاول وبدل وأضاف... لن يصدق عقلك وسيحكم عليه الحكم المسبق السابق عليه، مهما بلغ من كرم سيكون بخيلاً، ومهما قرر قرارات حاسمة، هو مهزوز، ومهما كان قوياً وناجحاً هو ضعيف الشخصية، ليس لحقيقة ما سبق بل لأسبقيته، لذلك القانون الأول للأسبقية... فلا تتعب نفسك بتغيير صورتك للناس، اترك أفكارهم لهم وأفكارك لك، هذا على صعيد الأشخاص.

لذلك لا أؤيد أي شخص يحاول أن يغير فكراً، أراد الناس أن يروه فيها. فهي مهمة شاقة ومتعبة وأنت المهم، لا تأبه بالبقية.

اترك آثار تغييرك وتميزك، هي من تغير نظرتهم، من دون جهد منك.

أما القانون الثاني للأسبقية، فهو رأي وفهم تلقنته، وهو مسبوق بعقلك كرأيي عن موضوع معين، مثال الدراسة في الخارج. فهناك من يراها مخيفة وصعبة وغير مريحة، ونتيجة لهذا الحكم المسبق على تجربة لم تخض بعد، تصبح الفرص بعيدة كل البعد عن الاقتناص بسبب الخوف، لان عندك تفكير أسبقي تعرّفت عليه وعرفته قبل أن تناقشه وتختبره وتعرف حقيقته.

الأسبقية تعني من وضع اللبنة الأولى ومن كوّن الشعور الأول ومن صنع المعتقد الأولي ومن رتب أولوية الأشياء في حياتنا.

ولأنها أولى بكل شيء هي الحقيقية في كل الأشياء.

لذلك من اليوم، قرّر ألّا تغير فكراً مسبقاً من الناس... غيّره أنت واجعل الناس يرون آثاره.

ولا تجادل بعقل مسبق... ناقش واختبر الفكرة ثم عبر عن رأيك بمقدار مصداقيته سيصل للجميع ويؤثر عليهم.

ولا تعطِ حياتك حكما مسبقا، اجعل التجربة سابقة تستحق العيش وجديرة بالسرد.

وأخيراً... لترى ما تسمعه ولا تصدق ما تشاهده من دون أن تختبر رؤيته من كل اتجاهات المشاهدة، ولا تصدر قراراً لأنك سمعت أو أخبروك تجاربهم... جرب تجربتك واسمع قلبك وتناغم مع صوتك الداخلي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي