No Script

تشرنوبيل تحيي ذكرى كارثتها النووية وسط مخاوف من تكرارها

محطة تشرنوبيل النووية
محطة تشرنوبيل النووية
تصغير
تكبير

تشهد عبوات مؤن لجنود روس وصناديق رصاص فارغة متناثرة على طول الطريق المؤدي إلى تشرنوبيل، على التبعات الخطيرة للغزو الروسي على المحطة النووية في أوكرانيا.

وصادف الثلاثاء، ذكرى مرور 36 عاماً على ما اعتُبرت أسوأ كارثة نووية على الإطلاق وسط ارتياح بأن الجدار الحجري الضخم الذي يغطي ما تبقى من أنشطة المفاعل الإشعاعية، عاد إلى سيطرة الأوكرانيين.

يراقب جنود يحملون بنادقهم الهجومية نقاط التفتيش التي تؤمن الطريق من كييف إلى الموقع الشاسع القريب من الحدود مع بيلاروسيا.

ووضع على إحدى النقاط دمية تم إلباسها البزة العسكرية الروسية وقناعاً واقياً من الغاز.

لكن المخاوف ما زالت قائمة حيال سلامة المواقع الذرية في أوكرانيا في ظل الغزو الروسي.

وفي مؤشر على ذلك، أعلنت السلطات الثلاثاء أن صواريخ حلّقت على ارتفاع منخفض فوق محطة للطاقة النووية في حادثة كادت تتسبب بكارثة في مدينة زابوريجيا الجنوبية.

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي الثلاثاء، خلال زيارة إلى محطة تشرنوبيل إن الموظفين القائمين على تأمين الموقع «قاموا بعملهم رغم جميع الصعوبات.. سيطروا على استقرار الوضع، تم بالتأكيد تجنّب الأسوأ».

وأضاف «لم يتحقق السلام بعد، لذا علينا المواصلة.

الوضع غير مستقر. يجب أن نكون في حالة تأهب»، مشيراً إلى أن الوضع «خطير جداً جداً».

وتعرّض الموقع، الذي سقط في قبضة الروس مع بداية الغزو في فبراير، إلى انقطاع الطاقة والاتصالات عنه، ما أثار مخاوف من إمكانية وقوع كارثة جديدة فيه.

وتعود هذه المخاوف إلى أحداث 26 أبريل عام 1986، عندما انفجر المفاعل رقم أربعة في تشرنوبيل، ما تسبب بأسوأ حادثة نووية في العالم أودت بمئات الأشخاص وأدت إلى انتشار التلوّث الإشعاعي غرباً في أنحاء أوروبا.

- الغابة الحمراء

واليوم، بات مبنى المفاعل رقم أربعة مغطى بجدار حجري مزدوج للحد من التلوّث الإشعاعي بينما تصنّف المنطقة المحيطة بالمحطة والممتدة على مساحة 30 كلم حول المفاعل على أنها «منطقة محظورة» خالية من السكان، بحسب السلطات المسؤولة عن السلامة النووية.

وتملأ الطريق المؤدي إلى المفاعل مبانٍ سكنية قديمة تبدو مهجورة لكن في بعض الشقق ستائر بألوان زاهية ونباتات عند النوافذ بينما يستقبل الأشخاص القادمين إلى المحطة كشك يدعى «مركز استعلامات جولة تشرنوبيل».

وتبدو آثار الحرب التي أطلقتها روسيا ضد أوكرانيا في 24 فبراير وأثارت تنديداً دولياً بموسكو جلية على الكوخ الأصفر الذي هشّمت رصاصة الزجاج فيه.

وفي مشهد يذكّر بأيام أفضل مرّت على الموقع عندما كان يستقبل السياح، كتب «مثلّجات تشرنوبيل» على جانب ثلاجة في الكشك أرفقت بصورة لمخروط فانيليا وبجانبه رمز التحذير من الإشعاعات.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الروسية كانت تخطط للبقاء في تشرنوبيل.

حفر الجنود الروس الخنادق وأقاموا معسكرات، لكنهم قاموا بذلك في أماكن على غرار «الغابة الحمراء»، التي ترتبط تسميتها باللون الذي تحوّلت إليه أشجارها بعدما تعرّضت لكمية كبيرة من الإشعاعات خلال كارثة العام 1986.

وقال وزير الداخلية الأوكراني دينيس موناستيرسكي للصحافيين الذين يزورون تشرنوبيل «ما تزال هناك مناطق بمستويات إشعاعية مرتفعة، لكن انتقل التلوّث بسبب تصرّفات المحتلين الروس الذين كانوا يستخدمون مركبات عسكرية ثقيلة».

أثار الموقع اهتماماً دولياً كبيراً بسبب حجم الكارثة التي انطلقت منه.

ومع تردي حال الغلاف الحجري الأصلي الذي أقيم حول المنشأة في الحقبة السوفياتية على مر السنوات، بني جدار جديد فوقه استكمل عام 2019.

لكن بالنسبة للبعض في المنطقة، فإن الخطر ليس إلا جزءاً من الواقع المعاش.

ويشير فاليري سلوتسكي (75 عاماً) الذي قال إنه كان شاهداً على كارثة 1986 إلى أنه «إذا أرادوا (الروس) تفجيرها (المنشأة)، لكانوا قاموا بذلك عندما هربوا».

ويضيف بنبرة غير مبالية «ربما أنا معتاد عليها» في إشارة إلى الإشعاعات.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي