No Script

رأي نفطي

«أوبك»... هل فقدت مصداقيتها؟

تصغير
تكبير

ولِمَ لا. وهي المنظمة النفطية العريقة، تخرج لنا في أول الشهر برقم، ثم في نهايته برقم مخالف وبفرق شاسع.

هذا هو واقع الأمر... ومنذ اعلان «أوبك+» زيادة معدلات انتاجها شهرياً، إلا ان الأسواق النفطية تشهد انخفاضاً مستمراً في معدلات الإنتاج بدلاً من الزيادات المتوقعة.

مثال على ذلك، انتاج مارس الماضي من النفط، فبدلاً من زيادة انتاجها بمقدار 430 ألف برميل، شهد انتاج المنظمة خفضاً بمقدار 1.300 مليون برميل.

فكيف تحافظ على مصداقيتها وهي تصعق الأسواق النفطية شهرياً بخفض الإنتاج وبنسب تفوق الالتزام بأكثر من 100 في المئة وتحديداً 153 في المئة ؟ هل هذه مصداقية بزيادة أم بخفض الإنتاج ؟ ولماذا لا تريد ان تصارح الأسواق ونفسها وتعلن عدم قدرتها على زيادة الإنتاج، أم في الأمر «كبرياء» ؟

المنظمة تعلم ان بعض الدول الأفريقية، مثل أنغولا ونيجيريا، بالكاد تنتج حصتها من النفط. وكذلك ماليزيا وبقية دول «اوبك+».

ولماذا تمانع ولا تسمح لبعض الدول بزيادة انتاجها، أم أن الكميات غير موجودة وغير متوافرة ؟

هل الغرض فقط من أجل الضغط على الأسعار، وخلق فجوة وفراغ في الامدادات النفطية، ومن ثم رفع وزيادة اسعار النفط ؟ وان كان هذا هو الغرض، فان المنظمة تكون قد نجحت في مهمتها.

مقدار الخفض في الشهر الماضي، كان الأعلى في معدل عدم الالتزام... فروسيا خفضت انتاجها بمقدار 300 الف برميل يومياً، مع بدء المقاطعة الأوروبية والأميركية للنفط الروسي.

إلا ان الجزء الأكبر من الخفض، كان من بقية الدول الكبرى المنتجة والمصدرة للنفط، والتي بلغت نحو مليون برميل.

هذا ما تقوم به وتفصح عنه «أوبك+» شهرياً، لكن من دون التزام ولا مصداقية.

وعلينا ان ننتظر الى الأسبوع الأول من الشهر المقبل، لنشهد تكرار المشهد والسيناريو، من دون تعليق أو حوار... فقط الاستماع الى الاعلان الصحافي وزيادة معدل الإنتاج «الورقي».

هل وصلت المنظمة النفطية العالمية، إلى مستوى عدم الاهتمام والجدية وفقدان المصداقية في أرقامها وعدم الاعتماد عليها حسابياً ورقمياً، لتفقد مصداقيتها دولياً، ولا تريد ان تعلن انها غير قادرة على زيادة الإنتاج؟ وهذه هي الحقيقة المُرة.

naftikuwaiti@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي