مليار دولار القيمة السوقية للرموز غير القابلة للاستبدال
«NFT» تنشئ سوقاً للفنون... افتراضياً
ذكرت مجلة فوربس الشرق الأوسط أنّ قيمة سوق العملات المشفرة العالمي تجاوزت تريليوني دولار لأول مرة في 2021، في وقت تواصل فيه الأصول الرقمية اكتساب قبول مؤسسي أوسع.
وأضافت أن تقنية البلوكتشين، وهي أساس العملات المشفرة والأصول الرقمية الأخرى، أصبحت أكثر انتشاراً، وإلى جانبها تنمو الرموز غير القابلة للاستبدال أو ما يعرف بـ«NFT»، التي تبلغ قيمتها السوقية مليار دولار، وفقاً لتقديرات الرئيس التنفيذي لشركة البلوكتشين «Alchemy»، نيكيل فيزواناثان، والتي لم يعد من الممكن تجاهلها.
لكن ما هي الرموز غير القابلة للاستبدال ولماذا يدفع المشاهير من عارضة الأزياء كيت موس إلى الملياردير إيلون ماسك النقود في هذه السوق الناشئة؟
رموز فريدة
إن الرموز غير القابلة للاستبدال رموز فريدة من نوعها تصادق على ملكية الأصول الافتراضية، بما في ذلك الأعمال الفنية والموسيقى والتغريدات ومقاطع الفيديو والمقالات والمقتنيات الرقمية الأخرى. ويعمل كل رمز مثل العقد، ويشير إلى منشأ الأصل الرقمي، ويتم تخزين المعلومات في نظام دفتر الأستاذ الموزع الخاص بنظام البلوكتشين، لذلك لا يمكن تغييره ويمكن التحقق منه بسهولة، كون هذه الرموز غير قابلة للاستبدال.
هذه التكنولوجيا الناشئة للملكية الرقمية مدعومة من تقنية البلوكتشين للعملة الرقمية إيثيريوم. وعملة الإيثيريوم أو الإيثر هي ثاني أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، ونمت أكثر من 218 في المئة خلال 2021، في حين أنه لشراء «NFT»، يجب شراء «الإيثر» أولاً.
ويمكن شراء «NFT» في العديد من الأسواق الرقمية بما في ذلك «SuperRare» و«Nifty Gateway» المدعومة من قبل التوأم التكنولوجي تايلر وكاميرون وينكليفوس. وإذا كنت تبحث عن القطع الفنية والرياضية فستجدها على منصة «NBA Top Shot»، التي أجرت أكثر من 3 ملايين معاملة، وسجلت 460 مليون دولار مبيعات في الأشهر الخمسة الماضية، و«OpenSea»، أكبر سوق لـ«NFT» في العالم، حيث توجد 4 ملايين قطعة للبيع.
أول عملية
وأجرت منصات البيع التقليدية مثل دار المزادات الشهيرة «كريستيز» أول عملية بيع على «NFT» في مارس 2021 لعمل فني رقمي للفنان مايك وينكلمان، المعروف أيضاً باسم بيبل، وذلك مقابل 69.3 مليون دولار، وهو ثالث أعلى سعر مدفوع لفنان حي. كما أطلقت دور المزادات التقليدية «سوثبيز» و«فيليبس» أخيراً مزادات «NFT».
وفي عام 2020 فقط، بلغ إجمالي تداول «NFT» أكثر من 250 مليون دولار، بزيادة 300 في المئة تقريباً عن العام السابق، وفقاً لتقرير صادر عن متعقب السوق «NonFungible.com». وبحسب شركة الأبحاث «DappRadar»، فإن معاملات «NFT» التي تزيد قيمتها على 10 ملايين دولار تحدث الآن على أساس يومي.
والدافع وراء الملكية الرقمية، رغم حقيقة أن هذه الأصول يمكن مشاركتها وتنزيلها ونسخها بسهولة، لا يختلف كثيراً عن منطق شراء الأعمال الفنية المادية. ويُنظر إلى شراء أصل رقمي على أنه استثمار مضارب، مدفوع بالأمل في أن يدر عائدات أكبر في المستقبل، ويتلقى صانع الأصل نسبة مئوية من المال في كل مرة يتغير فيها صاحب الأصل، ما يوفر عائداً مستمراً للفنان.
أثرياء ومشاهير
وسعى عدد من المشاهير خلال الفترة الماضية، من الرياضيين إلى الموسيقيين، لزيادة ثرواتهم من خلال بيع بعض ممتلكاتهم على «NFT». فباع باتريك ماهومز، لاعب الوسط في دوري كرة القدم الأميركي، في 2021، قطعاً فنية رقمية متعلقة بحياته الرياضية احتفالاً بمسيرته المهنية، بأسعار تبدأ من 2500 دولار وتصل إلى 15 ألفاً، وأعلن الملياردير والرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، إيلون ماسك، الشهر الماضي أنه كان يبيع أغنية «تكنو» أنتجها في الماضي على «NFT».
وانضم إليه كبار الشخصيات التقنية الأخرى، بما في ذلك الرئيس التنفيذي لشركة تويتر، جاك دورسي، الذي باع التغريدة الأولى على منصة التواصل الاجتماعي على «NFT» مقابل 2.9 مليون دولار، وتبرع بثمنها للجمعيات الخيرية.
وباع الموسيقي غرايمز أعمالاً فنية رقمية تضمنت صوراً ومقاطع فيديو قصيرة موسيقية، بقيمة 6 ملايين دولار، وكان أغلى ما بيع مقطع فيديو مدته 50 ثانية، بسعر 390 ألف دولار، كما باع منسق الموسيقى «Deadmau5» أيضاً قطعاً من الفن الرقمي والموسيقى الجديدة على «NFT»، وربحت فرقة الروك الأميركية «Kings of Leon» أكثر من مليوني دولار من مبيعات «NFT» لألبومها الأخير «When You See Yourself».
ثورة في تسييل الفن... رقمياً
يرى البعض هذه التكنولوجيا الناشئة «NFT» بمثابة تحول في عالم جمع القطع الفنية ومستقبل تسييل الفن الرقمي. وبالنسبة للعديد من الفنانين وهواة الجمع، تتمتع الفنون على «NFT» بإمكانات تحويلية، تبشر بتحول ثقافي طويل الأمد.
وتوفر أسواق «NFT» إمكانية المشاهدة على الإنترنت، وهو أمر ضروري الآن لعرض الفنون، كما أن الأموال الكثرة التي تجلبها تقنية «NFT» للفنانين يمكن أن تدفع أغلبيتهم إلى تحويل فنه إلى العالم الافتراضي، ما يحفز أنواعاً جديدة من الفن الرقمي.
وهناك جاذبية الملكية المرئية، حيث إن مالكي أعمال «NFT» الفنية مرئيون للجمهور على دفتر الأستاذ العام، وسيستمر إدراجهم كمالكين سابقين حتى بعد بيع الأعمال الفنية إلى شخص آخر.
